على قدر ما أسعدنى التغيير فى النظام وكشف القيادات الفاسدة التى كانت تنهش فى أجساد الشعب كالمرض الخبيث، وأخذ حقنا منهم والرمى بهم فى السجون كالفئران. على قدر ما أذهلنى وبحزن شديد لبعض الشخصيات التى ظهرت فى القنوات التليفزيونية تبكى وتولول وتندب حظها فى العهد السابق. ذهلت من نفاقهم.. صدمت من احترافهم للازدواجية الرهيبة، لأنهم هم نفس الشخصيات التى كانت ترقص وتطبل على نفس موائد النظام السابق فى مودة وحب وانتماء وعلاقات حميمة لتسهيل وتيسير مصالحهم بمكالمة تليفونية أو كارت توصية. يا للعجب الآن أصبحوا يمزقون أعراضهم ويتبرأون منهم فى البرامج التليفزيونية لمجرد تأكدوا بأن نظامهم سقط. والذى يدهشك أكثر أن هؤلاء يتعلمون الآن لحناً جديداً ليزفوا به الرئيس القادم. فأنبهك يا سيادة الرئيس سوف نكون أمانة فى عنقك، فاحذر من شلة محترفى الطبل أن يوقعوا بك ويعلموك الرقص على إيقاع دفوفهم وترقص على أجسادنا وعندما تسقط لا يرحموك كما حدث من قبل. لأن هذه الشلة هى التى ساعدتنا على تصديق الكذب من الحكومة السابقة وجعلت الشعب بأكمله يتمايل على نغمة ألحانهم. كفاكم يا شلة التضليل والتطبيل نفاقاً واتركوا القيادات الجديدة تنظم وتفكر فى مصلحة البلد.. وتعيد ترتيب مصر وتجميعها بعد أن تبعثرت أمام العالم حتى لنصل لمرحلة أن نطبل بكفوفنا على روؤسنا تحت ألحان طبلكم الفاسد التى أدى بمصرنا الحبيبة الغالية إلى حافة الهاوية والضياع.