تباينت آراء عدد من خبراء الآثار المصرية والإسلامية، تجاه فترة إشراف الدكتور زاهى حواس على الآثار سواء من خلال منصبه القديم كأمين عام للمجلس الأعلى للآثار أو من خلال منصبه الحديث كوزير الدولة لشئون الآثار، وذلك بعدما جاءت تصريحات حواس أمس بأنه لايرغب فى تولى أى منصب رسمى فى الوزارة الجديدة التى يرأسها الآن الدكتور عصام شرف. قال الدكتور محمد الكحلاوى، أمين عام اتحاد الأثريين العرب، إن فترة تولى حواس لأمانة المجلس شهدت العديد من السلبيات والإيجابيات من بين تلك المميزات أنه أول من أدخل نظام التأمين الصحى للأثريين إضافة إلى أنه قام بزيادة رواتب العاملين بنسبة 200%، وتوسع فى إنشاء المتاحف الإقليمية أكثر من الفترات الماضية، وأخيرا أنه أدخل نظام المخازن الإليكترونية، وترميم العديد من المواقع والمبانى الأثرية. وفيما يتعلق بمساوئ تلك الفترة قال الكحلاوى، حواس لم يوفق فى اختيار قيادات المجلس الأعلى للآثار ولم يضع كادرا مؤهلا احتياطيا فى حالة إذا تعرض كادر العالمين الأساسى لأى أضرار أو العزل فجأة. ولم يكتف الكحلاوى عند هذا الحد، بل طالب حواس بأن يتراجع عن تصريحاته وأن يوافق على تولى منصب وزير الدولة لشئون الآثار فى الوزارة الجديدة قائلا: حواس من أهل بيت وأفضلهم ولا يجوز أن يتخلى عنا فى هذا الوقت الحرج، خاصة وأن آثار مصر هى التى تدفع الثمن وتتعرض للسرقة يوما بعد يوم. فى حين قال الدكتور عبد الحليم نور الدين، مؤسس الجمعية المصرية للآثريين ، أن حواس تولى الوزارة فى ظروف أقوى منه ومن إمكانيات المجلس وحتى وزارته الجديدة، مشيرا إلى أن حواس بذل جهودا فوق طاقته فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد الآن. وأضاف نور الدين: على الرغم من اختلافنا فى وجهات النظر مؤخرا، لكن مازال بيننا احترام متبادل وأخيرا أقول له "كتر خيرك على اللى عملته فى عهدك" من سلبيات أو إيجابيات. بينما رفض الدكتور جاب الله جاب الله، أمين المجلس الأعلى للآثار سابقا تقييم تلك الفترة قائلا: حواس تولى بعدى أمانة المجلس ومن الصعب ان أدلى بشهادتى فى حقه". وقال الدكتور سعيد الجوهرى، أستاذ الآثار المصرية بجامعة القاهرة، إنه يمكننا قياس مدى إيجابيات وسلبيات فترة حواس من خلال مقارنتنا بين كم الآثار المسروقة فى عهده والآثار المستردة من الخارج، بالإضافة إلى الإطلاع على انطباعات البعثات الأجنبية التى جاءت مصر وتعاونت معه. وأضاف: حواس بذل مجهودا بحجم إمكانيات المجلس ووزارة الثقافة وقتها ولا ننكر أنه أصاب فى كثير من الأمور أثناء توليه مهام أمانة المجلس، والدليل على ذلك عدد المتاحف التى تم انشاؤها فى عهده والتى تصل أضعاف أضعاف الفترة الماضية. وتابع : حواس لم يخفق فى مهمته، وأتفق مع من يرى أن هناك آثار كثيرة مسروقة ولكن الحق يستدعى أن نقول إن السرقة كانت فى أيام الثورة فقط التى شهدت حالة من الخلل الأمنى. ودعا الجوهرى إلى ضرورة حماية المواقع الأثرية من خلال تكوين دروع بشرية أمام تلك المناطق.
