ترسيخ مفهوم ثقافة العمل التطوعى لدى ثقافات المجتمعات المختلفة، وبالأخص فى مجتمعاتنا العربية من خلال إلقاء الضوء على النماذج المضيئة لتكون قدوة للآخرين لينتهجوا نفس السلوك هذا ما أوصت به دراسة قامت بها سميرة دويس الناشطة الاجتماعية، مشيرة إلى ضرورة فهم ثقافة العمل التطوعى وتقديم خدمات للمعوقين من خلال القضاء على المعوقات التى تقف حائلا دون تأصيله فى المجتمعات العربية. وعرضت دويس فى ورقتها أن التطوع أصبح من المقاييس التى يقاس بها تقدم المجتمع وتطوره، حيث يعد الوعى بأهمية التطوع وممارسته بصورة فعلية مؤشرا للتفاعل الإيجابى للأفراد تجاه مجتمعهم للنهوض به وتنميته فى كافة المجالات، ولا تقتصر الآثار الإيجابية للتطوع على المجتمع فحسب، وإنما يعد التطوع من أهم الوسائل لبناء شخصية المتطوع وتنميته مهاريًا واجتماعيًا وأخلاقيا ودينيا، ولأن التطوع هو مجهود يقوم به الفرد بصفة اختيارية عن طريق مساهمته بخدمات المجتمع دون مقابل مادى وتتعدد أشكاله، من علم أو عمل أو تمويل مادى. وقد ألقت الورقة البحثية الضوء على دراسة ميدانية عن التطوع فى العالم العربى قامت بها الشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ووجدت أن الشباب من سن 15 -30 سنة هم أقل فئة مهتمة بالتطوع برغم إمكانات الشباب وقدرتهم فى هذه السن على القيام بأعمال تخدم المجتمع بصورة فائقة، ويرجع إحجام الشباب فى مجتمعنا العربى عن التطوع إلى عدة أسباب منها التنشئة الأسرية التى أصبحت تهتم فقط بالتعليم دون زرع روح التطوع ومساعدة الآخرين، كما أن مناهج وأنشطة المدارس والجامعات تكاد تكون خالية من كل ما يشجع على العمل التطوعى الحقيقى، كما تعتبر الضغوط الاقتصادية التى يعانى منها معظم الشباب من أهم الأسباب التى تدفع البعض للبحث عن عمل والانخراط به وبالتالى عدم وجود وقت كاف للتطوع، بالإضافة إلى أن معظم المؤسسات الأهلية فى العالم العربى ليس لديها المهارة لمخاطبة الشباب وعمل برنامج منظم ومخصص للمتطوع. وتأتى على رأس المعوقات التى تقف أمام العمل التطوعى أن مجتمعنا العربى يتعامل بتردد تجاه الطفل المعاق، فبينما يتجه العالم الغربى بمنهج واضح فى هذا الشأن نجد أنه رغم التشريعات الأخيرة التى أدخلت من قبل الحكومات لتطوير هذا المفهوم إلا أن تلك الخطوات يشوبها القصور ما لم يتم تعديل هذا المفهوم لدى الشعوب، نظرًا لأن تلبية احتياجات الطفل المعاق يجب أن تنبع من الداخل أولا، ومن ثم يتأتى دور الجهات الأهلية لتعاون الحكومات التى سنت القوانين فى هذا الشأن. لذا من الأهمية الوقوف تحديدًا على مفهوم الإعاقة ونوعها ودرجاتها من أجل إيجاد سبل التعامل مع كل حالة على حدة،حيث الأمر مختلف للتعامل مع الإعاقة الذهنية عنه فى الإعاقة الجسدية ونوعها، وكل منهما يحتاج إلى تدريب خاص للمتعاملين معهما سواء من كانوا يعملون فى هذا المجال أو من كانوا متطوعين للمعاونة وتحفيزهم على إنجاز هذه الأعمال.