عندما يرزق الإنسان بمولود انتظره منذ فترة فأنه أكثر ما يكون خوفا وحرصا عليه, حتى من نفسه, وجميعنا هذا الإنسان جميعا لدينا هذه الطفل وهذا الوليد بعد بوار البطن لما يزيد عن ثلاثة عقود جميعا الآن يتغنى بطفل الثورة وبمجد الشعب وبحركة التحرير وبجيل النصر وجميعنا شارك فى الثورة حتى من تعاطف مع هذا النظام الفائت الغير مبكى عليه ولا على أيامه الثقيلة على قلوبنا وجميعنا الآن يشعر ببعض الخوف ينتابه. البعض يتحدث عن ثورة مضادة والبعض يتأسف للرئيس, ستتأسف مصر أيضا إن لم تلاحقك يد العدالة, وإن لم تطولك يد القضاء أنت وأذناب حكمك وعيال أعمالك فهم لا يستحقوا أن يطلق عليهم رجال. لن تنجح أى ثورات مضادة, ولن تنجح أى قذرات لأذناب النظام المخلوع ولن تنجح أى وشايات أو استغلال لطيبة وطبيعة هذا الشعب, انتهى نظام مبارك وانتهى مبارك من ذاكرتنا ومن حاضرنا انتهى الفرعون. فلماذا الخوف؟ ومن ماذا القلق؟ فدعونى أعبر عن ما يجول فى خاطرى ولعله بعض من القلق الدائر وليس كل القلق. فقد أطاحت الثورة برأس النظام ولكنها لم تطيح بجسده, فمازال الجسد فيه الروح ومازالت الأطراف تتحرك ومازال النظام يحكم وجاثم على صدرونا, مازالت الحكومة موجودة ولو حدث بها بعض التغيرات ومازال المحافظين الذين سبحوا بحمد الرئيس على كراسيهم. ومازال بعض أبواق النفاق من رؤساء الصحف القومية ولازالت أقطاب الإعلام المصرى موجودة تسجد للثورة والثوار كما كنت تحج على أبواب قصر الرئيس المخلوع. مازال حسين سالم موجودا, فتحى سرور لم يطارد, مازال إبراهيم سليمان يتنفس وطليق ومازال يوسف والى لم يقتص منه. مازلنا نتحرك بنفس الأسطوانات القديمة بلا جديد فمازال شعبنا وشبابنا يقف أمام مكاتب البريد ليقدم الطلبات الوهمية للتوظيف, لخمد ثورة الشباب فبالله عليكم وعلى المسئولين أما تشعروا بحمرة الخجل فلسنا وليس الشعب الذى قاد ثورة من أعظم ثورات التاريخ بهذه السذاجة البلهاء، وزير المالية الحالى يعلن أن القطاع الحكومى لم يعد ليتحمل زيادة موظف على القطاع الحكومى, والآن تعلنون بقبول الوظائف ما كل هذا العبث. إلى كل من ادعى بأن النظام كان شريفا فى العقد الأول من حكمه, أقول لهم لم ولا وبكل أدوات النفى النظام لم يكن شريفا ولو لثوانى فى عهده البائد. سفراء النظام مازالوا يمثلوننا ولم يتغير أحد, حتى وزارة الخارجية بهذا المسئول مازال قابع يستفزنا بظهوره. مصر لا تحتاج إلى ديمقراطية فقط ولا وزارة تكنوقراط فقط مصر تحتاج إلى شتاء عاصف رياحه التغيير وأمطاره التطهير تطهر أرض مصر ومسئوليها من كل هذا الفساد الذى انتشر كالسرطان فى جسد الوطن, مصر تحتاج إلى إقالة كل مسئول, وكل صاحب منصب, وكل إنسان نافق النظام الفائت, مصر تحتاج التطهير من كل فاسد والنقاء والتنقية من كل فساد, تحتاج إلى كل مخلص من أبناء هذا الوطن, لن نحتاج إلى زعامات أو رموز فقد مللنا زمن الفرعون ولن نفرعن أى شخص كائنا من كان, انتهى الفرعون بانتهاء مبارك, ليبس بيننا قدسيين ولا ملائكة, من الآن سنتعامل كشعب وسنعامل أى مسئول كموظف فى خدمة الشعب.