تقام الصلوات فى الكنائس ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد فى بلدان عديدة هذا الأسبوع تحت أنظار حراس مسلحين وأمام عدسات كاميرات المراقبة الأمنية، بعدما هاجم مسلحون من تنظيم داعش كنيسة فى باكستان لحظة بدء قداس يوم الأحد. وازداد التوتر فى الدول ذات الأغلبية المسلمة ودول الشرق الأوسط على نحو خاص بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب اعتزامه نقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى مدينة القدس مما أثار حنق الكثير من المسلمين.
وفى إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، قالت الشرطة إنها عززت تدابير الأمن حول الكنائس والمواقع السياحية، إذ لا تزال تعلق فى الأذهان ذكرى هجمات شبه متزامنة على كنائس فى البلاد وقت عيد الميلاد أودت بحياة نحو 20 شخصا.
وتأهب متطوعون مسلمون لتوفير المزيد من الأمن إذا طُلب منهم ذلك.
وقال ياقوت تشيوليل كوماس رئيس جناح الشبيبة فى جماعة نهضة العلماء أحد أكبر التنظيمات الإسلامية فى إندونيسيا "إذا كان أخوتنا وأخواتنا الذين يحتفلون بعيد الميلاد بحاجة... للحفاظ على سلامتهم فى أثناء العبادة، فسنقدم يد المساعدة". وفى ألمانيا استعانت الشرطة بخبراء وإنساء آلى متخصص فى الكشف عن المتفجرات للتأكد من محتوى لفافة مريبة فى سوق لمشتريات عيد الميلاد بمدينة بون أمس الجمعة.
وألمانيا ما زالت فى حالة تأهب قصوى بعد مرور عام على مقتل 12 شخصا فى هجوم نفذه تونسى استولى على شاحنة ودهس بها متسوقين فى سوق لعيد الميلاد فى برلين بعد أن رفضت السلطات طلب لجوئه.
فى مدينة كويتا الباكستانية عكف أتباع كنيسة ميثودية على إصلاح تلفيات بعد هجوم نفذه انتحاريان أثناء قداس يوم الأحد الماضى مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى وإصابة ما يربو على 50 آخرين.
وكانت المقاعد المحطمة والآلات الموسيقية المهشمة متناثرة على أرض الكنيسة حتى يوم الخميس. وانتشر نحو 12 من أفراد الشرطة للحراسة.
وقال الأب سيمون بشير الذى كان يترأس القداس عندما نفذ الانتحاريان الهجوم لكنه لم يصب "نبذل الجهود لاستكمال الإصلاحات والتجديد قبل عيد الميلاد لكن هذا يبدو صعبا نظرا لحجم الدمار".
وتعتزم حكومة إقليم بلوخستان، وعاصمته كويتا، نشر ثلاثة آلاف من أفراد الأمن داخل وحول 39 كنيسة يومى الأحد والاثنين.
وقال معظم جاه أنصارى قائد شرطة الإقليم لرويترز، إن متطوعين من الكنائس يتلقون كذلك تدريبات على التفتيش الذاتى والتحقق من هويات المصلين قبل دخولهم الكنائس.
ويستهدف متشددون سنة من حين لآخر الشيعة والصوفيين وأبناء الأقلية المسيحية فى باكستان والتى تمثل نحو واحد من المئة من تعداد السكان البالغ 208 ملايين نسمة.
وقال مفتش المباحث حيدر أشرف إن كل كنائس مدينة لاهور بشرق باكستان ستضع كاميرات مراقبة فى إطار الإجراءات الأمنية، وكان أكثر من 70 شخصا قتلوا فى تفجير فى ساحة عامة يوم عيد القيامة الماضى.
وفقد المسيحى كليم مسيح خالته فى ذلك الهجوم الذى أعلن تنظيم داعش مسئوليته عنه كما أصيبت زوجته لكنه قال إنهما سيحضران قداس عيد الميلاد هذا العام.
قال "عيد الميلاد هو عيدنا المقدس، سنؤدى واجبنا الدينى بالاحتفال به والابتسامات تعلو وجوهنا".