أكد عدد من الناشرين العرب المشاركين بالدورة السابعة عشر بمعرض الدارالبيضاء الدولى للكتاب بالمغرب أنهم دفعوا ثمن فاتورة الخلاف بين المثقفين المغاربة ووزير ثقافتهم بنسالم حميش، وذلك من جراء نتائج دعوة كل من اتحاد الكتاب وبيت الشعر والائتلاف المغربى للفنون والثقافة إلى مقاطعة فعاليات المعرض، وهو ما أثر على الناشرين المشاركين بالسلب، فغابت حركة الرواج والحوار التى كان يحرص عليها الناشرون بمعرض المغرب للكتاب. وقال الناشر أحمد فواز، صاحب دار الرحاب الحديثة اللبنانية ل"اليوم السابع"، إن الناشرين العرب وخاصة ناشرى كتب الآداب والفكر قد تضرروا كثيرًا من هذه المقاطعة باعتبار أن المعرض هو حلقة الوصل والحوار بين الناشر والمؤلف والمثقف، مما ينتج عنه نجاح المعرض ماديًا ومعنويًا. وأضاف فواز ولكننا هذا العام فوجئنا بمقاطعة المثقفين المغاربة، وأصبح الناشر فى المعرض مجرد بائع سلعة ما لمستهلك ما، فغاب المثقف وغاب المؤلف وغاب المبيع، فينما كان المثل القديم يقول "إن مصر تؤلف، ولبنان تطبع، والمغرب والعراق يقرأ"، أصبحنا اليوم كله ينقل وطبع وكله لا يقرأ. وتساءل فواز "إن السؤال المطروح الآن هل على الناشر العربى أن يدفع فاتورة الخلافات السياسية بين أركان الحركة الفكرية فى كل قطر عربى؟!، وهل على الناشر العربى أن يكون جمعية إنسانية تدفع تكاليف المعارض الباهظة دون أدنى مردود حتى للتكاليف؟!". وأضاف فواز ولدى سؤال أوجهه إلى كافة وزارات الثقافة فى عالمنا العربى ولا بد له من إجابة، وهو "هل المقصود بتر الحركة الثقافية فى العالم وتجهيل مجتمعنا الذى نحن بأمس الحاجة إلى تثقيفه؟". وقال الناشر وائل كيوان، صاحب دار كيوان للنشر السورية، إننا كناشرين نحرص دائمًا على المشاركة بمعرض الدارالبيضاء باعتباره من أهم المعارض رغم ارتفاع أسعار الأجنحة وبعد مكانه، إلا أن الجمهور كان يعوضنا عن ذلك. وأضاف كيوان "ولكن هذه الدورة كانت مفاجأة لنا هذا الجمهور "البخث"، فأصبحنا ضحية مقاطعة المثقفين المغاربة لهذا المعرض الاستثنائى الذى لم نعهده من قبل، وهو ما سيدفع الكثير منَّا بمراجعة حساباته مرة أخرى قبيل المشاركة فى هذا المعرض". وقال الفنان التشكيلى ناظم حمدان صاحب دار دال السورية خسارة كبيرة إن تكون هذه الفجوة بين القائمين على المؤسسة الثقافية والمثقفين المغربيين، مضيفًا "لقد عهدت معرض المغرب لسنوات عديدة وكان معرضًا مليئًا بالأنشطة الثقافية داخلياً وخارجيًا، وهو ما كان يثمر عن حالة ثقافية حوارية بين المثقفين والناشرين العرب". واستكمل حمدان "ولكن على ما يبدو أن المغاربة حسدوا أنفسهم على ما حققوا على مدار دورات المعرض السابقة، لتكون أهم نتائج الدورة السابعة عشر هى الفشل". وأبدى الناشر إدريس حفيل، صاحب دار الحامد الأردنية، دهشته من غياب الدعاية للمعرض من جهة وزارة الثقافة والإعلام فى حين علمها بمقاطعة المثقفين، مؤكدًا "كان على الأقل أن تقوم وزارة الثقافة بعمل دعاية جيدة للمعرض تجنبًا لآثر مقاطعة المثقفين للمعرض ولكن لا نعلم ما سر هذا الصمت". هذا وقد أبدى عدد من الناشرين العرب تخوفهم من الإدلاء بأى تصريحات صحفية ل"اليوم السابع" أملاً فى أن يقدم لهم وزير الثقافة وإدارة المعرض تخفيضات بأسعار الأجنحة، وأن يتم الموافقة على مشاركتهم فى الدورات السابقة فى حالة إذا ما انتهت دعوات المقاطعة. موضوعات متعلقة:الخلافات تعصف بمعرض الدارالبيضاء للكتاب المغربى رشيد جبوج: مقاطعة معرضنا للكتاب أشبه بمقاطعة إسرائيل مثقفون مغاربة: المقاطعون تواجدوا بالمعرض و"بنحميش" مجنون حكم انتقادات لغياب "اتحاد الناشرين المصريين" عن معرض المغرب أعضاء ب"الناشرين المصريين" يطالبون بحل أزمتهم فى معرض المغرب
