اختتم المؤتمر الإسلامى للوزراء المكلفين بالطفولة أعمال دورته الثالثة باعتماده وثيقة تحمل عنوان: (إعلان طرابلس حول تسريع وتيرة النهوض بالطفولة المبكرة فى العالم الإسلامى). ودعا الإعلان إلى جعل المبادرات الهادفة إلى تنمية الطفولة المبكرة جزءًا لا يتجزأ من السياسات الوطنية والنظم التربوية والتعليمية فى الدول الأعضاء، والعمل على ضمان فعاليتها واستدامتها من خلال التعامل مع قضايا الطفولة، فى إطار رؤية شمولية تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع والأدوار المتنوعة للوالدين والأسرة وبقية مكونات المجتمع ومؤسساته السياسية والاقتصادية والدينية والتربوية والصحية وهياكله الاجتماعية. وأوصى بالعمل على سن تشريعات ملزمة، ووضع إستراتيجيات وخطط وطنية ملموسة ذات إطار زمنى محدد، وبرامج عملية لتنمية الطفولة المبكرة، بما يكفل لها استمرارية الاستفادة من خدمات الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية والتربية ما قبل المدرسية، ويسهم فى القضاء على الممارسات التقليدية الضارّة كختان الإناث والتمييز بين الجنسين والعنف النفسى والبدنى وغيرها. وأكد الإعلان على تعزيز الارتباط والتفاعل بين الطفل ووالديه، ونشر الوعى بضرورة توطيد علاقات الطفل بالبيت والمجتمع والمدرسة، والوعى بقضايا الصحة والتغذية والتربية وحماية الطفل والرعاية الاجتماعية من أجل ضمان نمو متكامل للطفل. وطالب بإحداث آليات التنسيق الضرورية لضمان الفاعلية والانسجام بين الوزارات والقطاعات الوطنية المختصة المعنية بتنمية الطفولة المبكرة، ودمج حقوق الطفل فى التكوين الأساسى للمتعاملين مع الطفل المنتمين إلى مختلف الوزارات والقطاعات. ودعا إلى ترتيب الأولويات والاحتياجات فى مجال رعاية الطفولة المبكرة والنهوض بها، ورصد الموارد المالية اللازمة لها وتوجيه الجزء الأكبر منها لفائدة أطفال الأسر المعوزة والمحرومة والمهمشة فى البوادى والأرياف والمناطق النائية، مع إيلاء اهتمام خاص للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة. وأكد المؤتمر على تجديد الالتزام بتنفيذ إجراءات عاجلة ومنسقة لتحسين تغذية الأمهات والأطفال، لاسيما عبر تفعيل مجموعة التدابير المتفق عليها دوليًا، بما يحد من وفيات الأطفال دون سن الخامسة ويضمن تغذية ناجعة للأمهات والأطفال. وطالب بحملات واسعة النطاق بالتنسيق مع وزارات الصحة للوقاية والعلاج من الأمراض التى تصيب الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة، سعيًا إلى خفض معدل وفيات الأطفال الرضع، بحيث تشمل هذه التدخلات التحصين (التلقيح)، وتوفير المياه الصالحة للشرب، واستخدام أملاح الإماهة الفموية والزنك المعتمد فى علاج الإسهال، والوقاية من الملاريا وعلاجها، وعلاج الالتهاب الرئوى بالمضادات الحيوية، ومعالجة سوء التغذية الحاد، والتواصل وتقديم المشورة بشأن الوقاية ونقص التغذية والوزن الزائد، وغيرها.
