بسقوط اثنين من الرؤساء العرب الذين حكموا بلدانهم لأكثر من 25 عاماَ، وهما المصرى حسنى مبارك والتونسى زين العابدين بن على، يستعد اليوم السبت جموع من الشعبين الجزائرى واليمنى للتظاهرات المؤيدة لإسقاط النظام والمطالبة برحيل الرئيسين عبد العزيز بوتفليقة وعلى عبد الله صالح. ففى الجزائر احتل نحو 30 ألفاً من أفراد الشرطة بكامل تجهيزاتهم مواقع فى وسط العاصمة الجزائرية وكل مداخلها فضلا عن نصبها المزيد من الحواجز الأمنية فى الطرقات وتفتيش السيارات لمنع "مسيرة التغيير التى تنظمها المعارضة خشية أن تستلهم الثورة المصرية التى أدت إلى الإطاحة بالنظام. ومن المقرر أن تبدأ المسيرة الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلى للجزائر (الواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة)، اليوم السبت، وستنطلق من ميدان أول مايو الذى لا يبعد كثيرًا عن ميناء المدينة على البحر المتوسط. وبينما حظر مسئولون من المسيرة المعارضة، وهو ما يؤذن باشتباكات محتملة بين الشرطة والمتظاهرين الذين يطالبون بقدر أكبر من الحريات الديمقراطية وتغيير الحكومة ومزيد من الوظائف، تم اعتقال ستة نشطاء سياسيين بسبب الترويج للمسيرة. وتبدى السلطات الجزائرية خوفًا من انفلات الوضع فى حال سمحت بالمظاهرات المرتقبة اليوم، التى دعا إليها حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" و"الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان"، وجمعيات غير معتمدة. وحرصت السلطات على تجنيد كل الوسائل للحيلولة دون توجه أعداد غفيرة إلى "ساحة أول مايو" بالعاصمة، حيث يرتقب أن تنطلق المسيرة باتجاه "ساحة الشهداء" على بعد 4 كيلومترات. وأعطت السلطات تعليمات صارمة لرجال الأمن بتفتيش كل وسائل النقل، من قطارات وسيارات أجرة وعربات إذا اشتبهوا فى وجود أشخاص بداخلها يتوجهون من مناطق الداخل إلى العاصمة، بغرض المشاركة فى المسيرة. وأمرت السلطات مسئولى الأمن بتفادى استعمال العنف مع المتجاوبين مع الدعوة إلى المسيرة، حتى لو تعرضوا للاستفزاز. وعلى الجانب الآخر قال محسن بلعباس، المتحدث باسم حزب التجمع، من أجل الثقافة والديمقراطية أحد منظمى الاحتجاج "نحن جاهزون للمسيرة.. سيكون يوما عظيما للديمقراطية فى الجزائر". وأعلن نشطاء ما يسمى "ميثاق الحقوق والحريات"، الذى يضم حقوقيين وصحفيين وأساتذة جامعات وطلبة وبرلمانيين منشقين عن عدة أحزاب، مشاركته فى مسيرة اليوم، موضحًا فى بيان له أنه قرر الانخراط فى المسعى"من أجل افتكاك الحقوق المسلوبة منذ وقت طويل". ومن الجدير بالذكر أن كلاً من صحف الخبر والشروق الجزائرية لم تتناول من قريب أو بعيد اعتزام النشطاء للتظاهر. أما اليمن فقد تظاهر فيها طلاب جامعة صنعاء، اليوم السبت، مؤيدون للشعب المصرى، ومطالبين برحيل نظام على عبد الله صالح، على غرار التجربة المصرية، فيما خرج العشرات من الموالين لنظام على عبد الله صالح بمسيرة مضادة بهدف التصادم مع المظاهرة الشباب. وكان القيادى فى المعارضة حسن زيد قال لموقع (نيوز يمن) إن الاحتجاجات الحالية لا تشكل خطرًا على النظام، لكن نظام الرئيس على عبد الله صالح أضعف من أن يصمد أسبوعًا أمام تظاهرات مستمرة على غرار ما حدث فى مصر. كما أفاد (نيوز يمن) أن العشرات من الموالين لنظام صالح بلباس تقليدى كانوا يحملون عصى، ويرفعون صور الرئيس ويرددون هتافات مؤيدة لصالح، حاولوا الاعتداء رميًا بالحجارة على الطلاب المتظاهرين، فيما تم التصدى لهم من قبل الطلاب وحينها فروا باتجاه شارع العدل، بينما واصل الطلاب مسيرتهم باتجاه الدائرى مرددين هتافات تطالب بإسقاط النظام.