أعلن روشوس ميش، آخر الأحياء من الحراس الشخصيين للزعيم النازى أودلف هتلر، أنه لم يعد قادرا على الرد على رسائل المعجبين التى يتلقاها من كل أنحاء العالم، وذلك بسبب تقدمه فى العمر وبلوغه سن الثالثة والتسعين. وقضى ميش خمس سنوات من عمره ملازما لهتلر حتى قام الأخير بالانتحار بعد هزيمته فى نهاية الحرب العالمية الثانية، ويعد آخر الأحياء ممن كانوا متواجدين فى المخبأ السرى الذى أقام فيه هتلر فى أيام الحرب الأخيرة، وقد تسبب موقعه القريب من الشخصية الأكثر جدلا فى التاريخ الحديث فى ظهور شخصيته أكثر من مرة فى الأفلام التى تناولت الحرب. بل وقاموا بالاستعانة به أثناء كتابة بعض هذه الأفلام، آخرها استعانة الكاتب كرستيان ماكيويرى أثناء كتابه فيلم "فالكيري" الذى روى محاولة اغتيال تعرض لها هتلر من قبل بعض رجاله المقربين، وخلال تلك الفترة رفض بطل الفيلم توم كروز تماما اللقاء بميش، مؤكدا أنه لن يجلس مع أحدى مجرمى الحروب، وقال إن الشر سيظل شرا حتى ولو تقدم فى العمر. ولكن لا يبدو أن الجميع يتفقون مع رأى كروز، فالرجل المتقدم فى العمر لم يعد قادرا على الاستجابة لكم الرسائل الكبير التى تأتى له من كل مكان حول العالم، وكلها من معجبين يرغبون فى الحصول على توقيعه أو الحصول على صوره مرتديا الزى النازي، باعتباره آخر من عايش هتلر، وأحد المقيمين فى مخبأ الفوهرر الشهير فى برلين، والذى انتقل إليه هتلر ورجاله فى 16 يناير 1945 بعد هزيمة ألمانيا فى معركة بولغ، وظل يقود المعارك من داخله من دون أن يغادر أحد المكان إلا على أضيق الحدود، حتى أعلنت نهاية الحرب وسقوط الرايخ الثالث. وشاهد ميش بعينيه جثة هتلر بعد انتحاره، وهرب بعدها من القبو ليقوم الجيش السوفيتى بإلقاء القبض عليه، ويظل سجينا حتى العام 1954 عندما أطلق سراحه ليعيش فى العاصمة برلين حتى وقتنا الحالي. وكان ميش قد روى فى حديث تلفزيونى أجراه العام الماضى عن لقاءه الأول بهتلر، والذى تم بشكل غريب عندما كان فى مهمة تستغرق 12 يوما، قابله خلالها أحد معاونى الفوهرر المقربين وأخذ يسأله أسئلة خاصة عن حياته وطفولته وأسرته، ثم قام الرجل متوجها إلى الباب فأسرع ميش ليفتح له الباب احتراما، ليفاجئه وقوف هتلر خلف الباب، وهى اللحظة التى لا يمكن أن ينساها ميش، والتى أصبح بعدها أحد مرافقى وحراس هتلر الأساسيين، الذين يتحركون معه لحمايته فى كل تحركاته. ويقول ميش إنه وزملاءه اعتادوا التواجد فى سيارة أخرى تصطحب سيارة هتلر خلال التنقل، ولكنه يوضح أن خلال فترات تواجد هتلر فى المستشارية فإن كل فرد من أفراد الحراسة كان يقوم بواجبات أخرى، مثل قيام البعض بالعمل فى غرفة الهواتف واستقبال الهواتف الواردة إلى الزعيم الألماني. وقد قام بنشر مذكراته فى العام 2008 فى كتاب حمل عنوان "الشاهد الأخير"، ويتوقع تحويل هذا الكتاب إلى فيلم سينمائى قريبا، كما قام الصحافى الفرنسى نيكولاس بورسييه بإجراء سلسلة مقابلات روى فيها موش ذكرياته، وتم نشرها فى فرنسا تحت عنوان "كنت حارسا شخصيا لهتلر". وقد قام العديد من الممثلين بتجسيد شخصيته، من أبرزهم الممثل مايكل كيتشن فى العام 1982 فى المسلسل الأميركى "المخبأ"، وهنريش شنايدر فى العام 2004 فى الفيلم الألمانى "السقوط"، وفلوريان لوكاس فى العام 2005 فى المسلسل الذى حمل مجددا عنوان "المخبأ".