تحدث الكاتب المصرى المقيم فى بروكسل، خالد دياب، فى مقاله بصحيفة "الجارديان" البريطانية عن سكان المقابر فى مصر، وقال إنه فى الوقت الذى يسعى فيه الأغنياء من المصريين إلى توفير مدافن مريحة لأقاربهم، فإن هناك ما يقرب من 1.5 مليون يعيشون فى المقابر بين الموتى. ويشير الكاتب إلى أن أحد المشاهير، حسبما ذكرت صحيفة مصرية مؤخراً، قد عمد إلى إنشاء مقابر خاصة به فى منطقة باب الوزير بلغت تكلفتها حوالى 3 مليون جنيه، وهو مبلغ يعد خيالياً فى بلد يظل فيه الناتج المحلى للفرد فى العام أقل من 6 آلاف دولار. ويصف الكاتب تلك المقبرة الفخمة التى يوجد بها قبر من الرخام وملحق بها باحة كبيرة، ومجهزة من الداخل جيداً، حيث يوجد فيها غرفة معيشة وحمام فاخر. وربما يسأل البعض لماذا يحتاج الموتى، حتى المشاهير الذين تلمع أسمائهم، لمثل هذه الأماكن؟ ويقول دياب إن المصريين القدماء اعتقدوا بوجود حياة بعد الموت، وكانوا يأخذون ثرواتهم معهم، لكن الأمر لم يعد كذلك الآن. ويرى الكاتب أن هذه المقابر الفخمة، تعنى فى ظل نقص الأراضى، خاصة فى العاصمة أن أزمة السكن تصيب المصريين الفقراء سواء فى الحياة أو الموت، وقد أصبح الموقف حرجاً للغاية لدرجة أن عدد من مشاريع المدافن لأسعار معقولة قد تم تأسيسها، وأصبحت كثير من المدافن فيها أقسام منخفضة التكلفة. وعلى الرغم من ضيق الأماكن المخصصة للموتى الآن، فإن الأحياء يستفيدون من تقاليد الدفن فى مصر. وتشير الإحصائيات الحكومية إلى أن مليون نصف مليون شخص لا يجدون مأوى سوى العيش بين الأموات فى مقابر القاهرة ويقومون باستئجار المقابر للعيش فيها.