فى الوقت الذى نقلت فيه وسائل الإعلام صورة عن اللقاء الذى جمع بين قداسة البابا شنودة والسفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى بعد التفجير الذى شهدته كنيسة القديسين فى الإسكندرية، جاء السؤال: ماذا عن التقرير الذى سترفعه السفيرة إلى الإدارة الأمريكية عن الحادث، والذى سيحمل وجهة نظرها، والمؤكد أنه سيحمل ما دار فى لقائها بالبابا؟ السؤال قابلته عبارة: «مجرد واجب عزاء إنسانى ولاتُحمّلوا اللقاء أكثر من ذلك»، كما وصفته مصادر فى الكنيسة الأرثوذكسية والسفارة الأمريكية، وأضافت أن اللقاء الذى استغرق خمسة وثلاثين دقيقة بين السفيرة الأمريكية مارجريت سكوبى وقداسة البابا شنودة الثالث، جاء فى إطار واجب العزاء التى حرصت السفيرة عل تقديمه. اللافت أن لقاء البابا وسكوبى الذى يعتبر بمثابة اللقاء الثانى المثير للجدل عقب لقاء سكوبى بالدكتور محمد البرادعى فى الكاتدرائية مطلع العام الماضى 2010، مر مرورا عابرا على وسائل الإعلام المحلية والعالمية المشغولة بتفاصيل الاعتداء الإرهابى على كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة احتفالات الإخوة الأقباط بالعام الجديد، ولم يتوقف أحد أمام اللقاء وسط مطالب أمريكية وأوروبية بحماية المسيحيين فى العالم واعتبارهم أقلية مضطهدة. ما دار فى لقاء البابا شنودة والسفيرة الأمريكية وصفه مقربون من الطرفين الكنسى والأمريكى بأنه استفسار من مارجريت سكوبى عن مدى صحة وجود جهة خارجية وراء الحادث الإرهابى ضد كنيسة الإسكندرية، كما تقول الحكومة المصرية، أم لا، ومدى تأثير الحادث على التعايش بين المسلمين والمسيحيين فى المجتمع المصرى، وهل ستستغل الكنيسة الحادث للضغط على الحكومة المصرية للإسراع بإصدار أحكام رادعة فى قضية الاعتداء على كنيسة نجع حمادى؟ وهل يتطلب القصور الأمنى الذى يراه الغرب حماية دولية للمسيحيين كما اقترح بعض أعضاء الكونجرس وكما رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكما أوصى الاتحاد الأوروبى؟. وكأن السفيرة سكوبى تريد استطلاع رأى البابا فى قضايا ملحة سترفع بها تقريرا إلى وزارة الخارجية الأمريكية مثلما كانت تفعل فى لقاءات سابقة مع مسؤولين مصريين، وكشفت عنها وثائق ويكيليكس. لكن مصدرا مسؤولا بالسفارة الأمريكية بالقاهرة تحفّظ على استعمال كلمتى «لقاء غير معلن» و«لقاء مغلق»، مؤكدا ل«اليوم السابع» أن السفيرة سكوبى ذهبت فى لقاء بروتوكولى لتقديم العزاء، وهى عادة تحرص عليها فى أى مناسبة عزاء لمسؤول أو جهة تقيم معها علاقات طيبة، ولذلك حرصت على تقديم واجب العزاء للبابا فى ضحايا هذا الحادث الأليم، ثم إن اللقاء مصور تليفزيونيا بواسطة كاميرات قناتى «أغابى» و«سى تى فى» القبطيتين، وبالتالى انتفى أى كلام عن سرية اللقاء. أما الأنبا أرميا، السكرتير الشخصى للبابا شنودة الثالث، فقال: «لاتحملوا الزيارة دوافع أخرى، فزيارة السفيرة الأمريكية اقتصرت على تقديم واجب العزاء، وقداسة البابا شنودة المعظم لا يسمح لأى طرف أجنبى بالتدخل فى شؤون مصر، واستغلال الأقباط كوسيلة للتدخل فى شؤون مصر الداخلية»، وأضاف سكرتير البابا الشخصى: «إن البابا أكد للسفيرة الأمريكية أن الحادث الإرهابى لم يستهدف المسيحيين فقط إنما استهدف النسيج الاجتماعى المصرى من المسلمين والمسيحيين»، مشددا على أن البابا أكد للسفيرة الأمريكية أن الأقباط لا يعانون من اضطهاد، وأن هذه الحادثة الإرهابية أثبتت أن مصر شعب واحد مسلمين ومسيحيين.