يعد يوسف شاهين ظاهرة غير مسبوقة بين مخرجى السينما العربية، من خلال ما تركه من آثار إيجابية أسهمت بصورة مباشرة فى إثراء الساحة الفنية من كافة الوجوه الإخراجية والإنتاجية والفنية والتقنية، ومده بالعشرات من الوجوه الجديدة التى رآها بعين مختلفة عن الآخرين، إلى جانب قدرته على إحداث تغيير كلى فى أداء عدد من الفنانين ظلوا حبيسى نوعيات معينة من الأدوار لسنوات، إلى جانب بث روح التمثيل التلقائى فى غالبية الأصوات الغنائية، والتى بدت جامدة حال تعاونها مع آخرين. حيث وقف غالبية المطربين والمطربات أمام كاميرا شاهين وأدارهم باقتدار أداء وصوتا واستعراضا، ومن بين هؤلاء فيروز فى فيلم "بياع الخواتم" عام 1965 وليلى مراد فى فيلم "سيدة القطار" عام 1952 وجسدت دور الأم وابنتها، كما تعاون مع فريد الأطرش فى "ودعت حبك" عام 1956، وفى العام التالى جمع بين فريد وشادية فى بطولة واحدة من أهم الأفلام الغنائية "إنت حبيبى" عام 1957، وجسد فيه فريد شخصية الرجل المدلل، وبدا مقنعا رغم أن كثيرين توقعوا فشله على اعتبار أنه ثقيل الدم، وأحدث نقلة نوعية فى أداء هدى سلطان التى بدأت مشوارها الفنى بالغناء، وظهرت ككمثلة بارعة فى أفلامه "الإختيار" عام 1971 و"عودة الابن الضال" عام 1976 وجسدت دور الأم فى "وداعا بونابرت" عام 1985. وكان للصوت الجميل ماجدة الرومى نصيب مع شاهين من خلال فيلم "عودة الابن الضال" أمام هشام سليم، وهو ما تكرر مع داليدا فى فيلم "اليوم السادس". وكان لمحمد منير نصيب من المشاركة مع شاهين من خلال فيلمى حدوتة مصرية والمصير، أما لطيفة فكانت من أحدث المطربات التى أقنعها شاهين بالتمثيل من خلال فيلم سكوت هنصور. وعلى صعيد نجوم الفن ونجماته تعاون شاهين مع غالبية الذين تواجدوا على الساحة طوال الستين عاما الماضية، وأحدث نقلة نوعية فى مشوار بعضهم، ومن بينهم فاتن حمامة التى شاركت معه فى أربعة أفلام بأدوار مختلفة، من بينها "بابا أمين" إنتاج عام 1950 وجسدت دور فتاة يتوفى والدها وتتحمل مسئولية نفسها، و"ابن النيل" عام 1951 وقدمت فيه شخصية فلاحة شابة تعيش فى إحدى قرى الصعيد، و"صراع فى الوادى" عام 1954 وقدمت شخصية بنت الباشا "زكى رستم" و"صراع فى المينا" عام 1956 ، كما شاركته هند رستم فى فيلمى "باب الحديد" عام 1958، وجسدت فيه شخصية "هنومة" البائعة فى محطة السكة الحديد، و"صراع فى الوادى" فى شخصية المرأة اللعوب التى تسهل للمجرمين سرقة أموال المركب الجديد، وقدم ماجدة الصباحى فى واحد من أهم أدوارها فى فيلم "جميلة الجزائرية" عام 1958، حيث جسدت دور المناضلة الجزائرية "جميلة بوحيرد". كما تعاونت معه نادية لطفى فى فيلمين الأول "حب إلى الأبد" عام1959، وقدمت فيه شخصية فتاة تعيش قصة حب وتمر بمشاكل عديدة، والثانى "الناصر صلاح الدين" عام 1963 وجسدت فيه الفتاة "لويز"، وقدمت ليلى فوزى فى نفس الفيلم دور "فيرجينيا" جميلة الجميلات، واستمر شاهين فى التعاون مع الجميلات فى أفلامه التالية، ومنهن صفية العمرى ويسرا فى "المهاجر" ونبيلة عبيد فى "الآخر". وساهم شاهين فى تغيير جلد عدد من الفنانين الذين ظلو حبيسى نوعية أدوار معينة، ومنهم محمود المليجى الذى جسد دور الفلاح المصرى فى "الأرض" عام 1970 وسناء جميل فى فيلم "فجر يوم جديد" عام 1965 وزكى رستم وعبد الوارث عسر "صراع فى الوادى". وتكرر الأمر نفسه مع عدد من أبناء الجيل التالى، ومنهم رشدى أباظة "صراع فى النيل" وشكرى سرحان، الذى قدم شخصية الفلاح الطيب فى فيلم "ابن النيل"، كما شارك معه عزت العلايلى فى دورين مختلفين فى فيلمى "الأرض" فى شخصية صهر محمد أبو سويلم ، و"الاختيار"، حيث جسد دور رجل يعانى من مرض انفصام الشخصية وقدم معه نور الشريف دورين من أهم أدواره هما "يحيى" فى فيلم "حدوتة مصرية" و"ابن رشد" فى فيلم "المصير" عام 1997، وكان أحمد زكى وقف أمام كاميرا شاهين فى فيلم "إسكندرية ليه؟" كانت مغامرات يوسف شاهين مع الوجوه الجديدة، بمثابة الانطلاقة الكبيرة بالنسبة إليهم، ويأتى على رأسهم عمر الشريف، الذى أصر على إسناد دور البطولة إليه فى أول وقوف له أمام الكاميرا من خلال فيلم "صراع فى الوادى" الذى انطلق بعده إلى العالمية، وكان محسن محيى الدين بمثابة الممثل الأقرب إلى قلب شاهين الذى أصيب بصدمة، حين أعلن محسن اعتزاله بعدما شارك معه فى أفلام، "إسكندرية ليه؟" و"الوداع يا بونابرت" و"اليوم السادس"، وفى فيلم "المهاجر" أسند البطولة إلى وجهين جديدن، هما خالد النبوى وحنان ترك، وهو ما تكرر مع هانى سلامة فى "المصير" وأحمد وفيق فى "سكوت هنصور" ومع أحمد يحيى ويسرا اللوزى فى "إسكندرية نيويورك" وخالد صالح ويوسف الشريف فى آخر أفلامه "هى فوضى؟".