سار علي بحيري بطول أقدم الشوارع التجارية بمدينة الإسماعيلية لأول مرة، بعد إزالة إشغالات وفروشات باعة جائلين أغلقت الشارع طوال 25 عاما. وبدأ ديوان محافظة الإسماعيلية إجراءات منح الباعة محال بديلة عن الفروشات في مركز تجاري جديد مزمع افتتاحه ليضم تجار فاكهة وخضراوات وملابس جاهزة. يقول بحيري، " لم الشارع بهذا الشكل منذ زمن بعيد، أعيش وعائلتي هنا ولكن الوضع ازداد سوء مع وجود فروشات الباعة الجائلين". ويدير علي بحيري محلا يحمل اسم عائلته لبيع الملابس الجاهزة بشارع سعد زغلول، وقال انه كان يمنع وقوف باعة أمام محله ومدخل المنزل الذي يسكنه وعائلته أعلي المحل. ويضيف " الشارع خصص للمشاه فقط منذ الثمانينيات ومنع سير السيارات به، ولكن منذ 20عاما تقريب بدأ ظهور باعة جائلين وفروشات من أصحاب المحال، ولكن في السنوات الأربع الأخيرة زاد الأمر لدرجة ان الشارع أغلق بسبب الفروشات ولم نكن نستطيع السير فيه . وأنهي ديوان محافظة الإسماعيلية، إجراءات قرعة لتسكين 37 بائعا جائلا لنقلهم من الشارع إلي محال بمركز تجاري جديد، وبدأوا في التعاقد وتسلم المحال، وهناك خطة لإخلاء شارع موازي يعاني من نفس الاشغالات، بعدما تقدم أحد ساكني الشارع ببلاغ ضد محافظ الإسماعيلية بصفته بسبب خطورة الفروشات علي السكان بعدما نشب حريق بها في ديسمبر الماضي. وقال أشرف عمارة عضو مجلس النواب عن مدينة الإسماعيلية، "إخلاء الشارع جاء بعد حوار مجتمعي مع أصحاب الفروشات، والنواب والمحافظة، لنقل الباعة وتوفير أماكن بديلة لهم". وكان عمارة قد تقدم ببيان عاجل وطلب للإحاطة لرئيس مجلس الوزراء ووزير التنمية المحلية في ديسمبر الماضي بعدما شب حريق في فروشات شارع مصر، يحذر فيه من تكرار حادث حريق منطقة الرويعي بالقاهرة . وأضاف "توصلنا لاتفاق مع الباعة بإخلاء فروشاتهم بشكل سلمي دون تدخل الشرطة، وتسلم محلات بديلة ونحاول حاليا التفاوض مع من لم يتسلم المحال البديلة ". ويدرس المجلس التنفيذي لديوان الإسماعيلية اقتراح بفتح الشارع امام السيارات أوالاكتفاء بكونه شارعا تجاريا للمشاه فقط دون السماح بمرور السيارات ". و يقول عمارة انه يفضل الإبقاء علي وضع الشارع للمشاه فقط وتطوير أرضياته والإنارة به ليكون مثل الفكرة الأولي لإنشائه مثل الشوارع التجارية بالعواصم الأوروبية". وقال أحمد عبد الباقي رئيس حي أول " إخلاء الشارع مرحلة أولي، ونسعي لأستكمال الشوارع التى تعاني من الاشغالات مثل شارع مصر وسوق الأسماك، ولكننا حاليا في مرحلة حصر أعداد أصحاب الفروشات وفرز المستحقين منهم . وأضاف " لدينا قائمة تضم 120 بائعا علي الأقل بشارع مصر، و نبحث حالة البائع ونستبعد ملاك المحلات أو الموظفين العاملين بالتجارة ونمنح محلا بديلا لمن لا يملك وظيفة ". شارعي مصر وسعد زغلول أنشيء مع بداية المدينة ضمن الحي العربي الذي يسكنه المصريون على طراز الشوارع التجارية في فرنسا حيث مهدت أرضيته بالقرميد الملون ومنع سير السيارات بهما في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن مع بداية الألفية الجديدة ظهر نوع جديد من التجارة في وسط الشارع وفي عهد المحافظ الأسبق عبدالجليل الفخراني بدأ التجار في التوسع في التجارة بالشارع وانتشرت الإشغالات مع قلة حملات الإزالة، وزاد الأمر مع عام 2011 ، في فترة الإنفلات الأمني و تحول الشارعان إلي كتلة متشابكة من فروشات بيع الملابس الجاهزة والفضة والمشغولات اليدوية . وتقول أمال رزق الله عضو مجلس النواب عن مدينة الإسماعيلية، " كان بيننا اتفاق مع محافظ الإسماعيلية أن لا يتم إخلاء اماكن الفروشات، إلا بعد توفير أماكن بديلة لهم حتي لا يتأثر مصدر رزقهم ". و أضافت " من المهم أن لا يشعر أي مواطن أنه يتعرض للظلم من الدولة ، وأيضا نعمل علي تطوير منطقة سوق الجمعة ليكون مركزا تجاريا متكامل".