أرسل محسن سعد يقول، قرأت أن المصريين أكثر شعوب العالم إصابة بأمراض القلب، فهل هذا صحيح، وما هى الأسباب وراء ذلك، وهل هناك حل للوقاية من هذه الأمراض؟ يجيب الدكتور جمال شعبان، استشارى أمراض القلب قائلا، يرجع انتشار أمراض القلب فى مصر خلال السنوات الأخيرة بنسب تفوق المعدلات العالمية إلى العادات الغذائية الخاطئة، التلوث، التدخين، عدم ممارسة الرياضة.. بالإضافة إلى الإصابة بالحمى الروماتيزمية والعوامل الوراثية، وفى سبيل توفير سبل العلاج فإنه يجرى حاليا تنفيذ مشروع كبير لإعداد كوادر طبية مصرية قادرة على استخدام أحدث وسائل تشخيص وعلاج أمراض القلب من خلال إقامة مراكز متخصصة فى كل من القاهرة، الإسكندرية، أسوان، المنصورة ومعمل عالمى متقدم للخلايا. والسنوات القليلة المقبلة سوف تشهد طفرات مذهلة فى علاج أمراض القلب، حيث إنه يجرى حاليا تخليق صمامات قلب من الخلايا الجذعية ستتم تجربتها على الإنسان خلال السنوات الثلاث المقبلة. إن مرضى القلب فى مصر أكثر من أى مكان فى العالم الثالث طبقا لخريطة منظمة الصحة العالمية ومعها أيضا روسيا والسبب أن المصريين عاداتهم فى الطعام غير صحية ولايمارسون الرياضة، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن عدم المشى يضر كثيرًا بالقلب والصحة عموما، ويجب أن يمشى الإنسان يوميا(5أميال)، أى نحو(9) كيلو مترات، وإلى جانب الاهتمام برياضة المشى يجب الاهتمام بممارسة رياضات أخرى مثل السباحة وركوب الدراجات، حيث تمثل الرياضة البدنية المنظمة حتى فى أبسط صورها مثل المشى اليومى السريع لمدة نصف ساعة أحد الأساليب المثلى لمنع الإصابة بأمراض القلب التاجية، هذا إلى جانب الالتزام بالهدوء النفسى والتوقف تماما عن التدخين، مع الاهتمام بتناول طعام ملىء بالخضراوات مع قليل جدا من اللحم وبدون سمن حيث إن السمنة مرض يصعب علاجه والطريقة الوحيدة لمنعها هى مبادرتها فى عمر الطفولة ومنعها فى مرحلة الصبا والمراهقة والتنبيه بأن زيادة الوزن قد تكون أول المؤشرات للإصابة بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والوفاة المبكرة. ومن ثم يجب انتشار الثقافة الصحية المرتبطة بالعادات الغذائية السليمة وتجنب الإفراط فى الدهون واللحوم الحيوانية ومنتجات الألبان والأطعمة الغنية بالسعرات الزائدة أو بملح الطعام.. ومن الشعارات الهامة والمبنية على حقيقة علمية سليمة: (كل أقل- تحرك أكثر- تعش أطول). ولأن مرض القلب هو تفاعل بين الوراثة والبيئة، لذا فإنه من الأهمية أن يتعامل الإنسان بشكل صحى وطبى مع العوامل الأخرى، والعمل على تقليل الخطر من تأثير الوراثة من خلال اتباع برنامج صحى جيد يعتمد على الرياضة والاهتمام بنوعية الطعام.
