دائما ما يختار كل مخرج من مخرجى دراما رمضان أن يطل على الجمهور باستراتيجية معينة، فمنهم من يبدأ بأحداث قوية ومشاهد جذابة فى الحلقات الأولى فتظهر الحلقات بشكل قوى، وهذا النوع غالبا لا يستطيع أن يستمر على نفس وتيرة الأحداث ويحدث سقوط كبير لإيقاع الحلقات، خاصة وإذا لم يستطيع المخرج الحفاظ على نفس وهج الأحداث التى بدأ بها المسلسل، وهناك مخرجون آخرون يفضلون البدايات الهادئة ثم تتصاعد الأحداث بعدها وتتوهج ويسعي ليستمر الأمر على ذلك حتى آخر الحلقات، وهو ما فعله المخرج محمد العدل فى مسلسل لأعلى سعر وساعده فى ذلك السيناريست مدحت العدل بمشاهده الخاطفة وإيقاع السيناريو السريع، ويحسب لمحمد العدل حفاظه على سرعة الإيقاع واختياره لزينة فى دور عمرها "ليلى" وتوظيف نيللى كريم "جميلة" بهذا الشكل، وربما أول من خطف العين كانت زينة التي جسدت محور الشر فى المسلسل، وكانت هى محور الأحداث منذ البداية لتدخل نيللى كريم وتشتبك فى معركة تمثيلية تزداد كل حلقة بريقا ولامعانا. الحلقات السابعة والثامنة والتاسعة من مسلسل لأعلى سعر فارقة فى المسلسل، حيث تتزامن مع اكتشاف نيللي كريم "جميلة" لزواج احمد فهمى زوجها من صديقتها زينة "ليلي"، ليحدث تحول كبير فى أداء نيللي كريم التي قدمت فى البداية دور الفتاة الساذجة الحالمة المثالية، لتسقط فى تلك الحلقات من أعلي ذلك البرج الذي وقفت عليه بمثاليتها وسذاجتها وفتح بيتها لأفعى ظنت أنها صديقة. تطور أداء نيللى كريم فى الحلقات تطورا مبهرا، وأمر يجب أن نقف أمامه وكيف تستطيع نيللي صاحبة الملامح الرقيقة أن تتحول فى ردود أفعالها ليجد المشاهد نفسه أمام فنانة من طراز رفيع قادرة على التلون وإبهار المشاهد.
التحول الذي شهدته شخصية نيللي كريم بالمسلسل وتصاعد وتلاحق الأحداث فى الحلقات يحسب للمخرج محمد العدل الذي استطاع أن يعبر عن مضمون أغنية التتر "ملعون أبو الناس العزاز اللى لما احتجنا ليهم طلعوا أندال بامتياز"، ففي مشهد قام برص اهل نيللي كريم على الكنبة مستعدين لمواجهة دكتور هشام "احمد فهمى" ثم قاموا جميعا ووقفوا الي جوار نيللي كريم ليشعورها أنهم حولها، وعندما حضر الدكتور هشام توارت شجاعتهم وفكر كل منهم فى مصلحته ليعبر المخرج محمد العدل عن ندالتهم بدخولهم فى كادر واحد بعد أن غلبوا مصلحتهم علي مصلحة نيللي "جميلة" لتقوم بطردهم من منزلها فى النهاية راسمة علي وجهها علامات الدهشة وعدم التصديق.