أيمن أبو العلا يرفض حساب ختامي موازنة 2022/2023: أرقام خدمة الدين مفزعة    بحضور مجلس النقابة.. محمود بدر يعلن تخوفه من أي تعديلات بقانون الصحفيين    أسعار الأضاحي 2024.. تراجع كبير قبل العيد    محافظ القاهرة يؤكد جاهزية مراكز تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء    البورصة تتحول للصعود منتصف تداولات اليوم    كريدي أجريكول مصر يوقع مذكرة تفاهم مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة    «الري»: توفير 4.2 مليون متر أراضي لإقامة 188 مشروع خدمي في 16 محافظة    الضرائب: تخفيض الحد الأدنى لقيمة الفاتورة الإلكترونية ل25 ألف جنيه بدءًا من أغسطس المقبل    رئيس الوزراء: مُتابعة مُستمرة لأعمال التطوير بجزيرة الوراق    الرئاسة الفلسطينية تحذر من مخاطر التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة    تفاصيل هجوم سيبراني صيني على المملكة المتحدة.. اخترق وزارة الدفاع البريطانية    الإليزيه: الرئيس الصيني يزور جبال البرانس الفرنسية    العراق تقدم مشروع قانون لحماية النازحين داخلياً فى الدول العربية    جراحة ناجحة في الوجه لمدافع بيراميدز    الشامي: المصري ليس أقل من الأهلي والزمالك.. ولما لا نتوج بلقب الدوري؟    ضبط 5 آلاف قرص مخدر بحوزة متهمين في القاهرة    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني في المنيا    فيلم عالماشي يواصل التراجع في شباك التذاكر.. كم حقق من إيرادات؟    هل يشبه حورية البحر أم الطاووس؟.. جدل بسبب فستان هذه النجمة في حفل met gala 2024    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    وزير الصحة يتفقد مستشفى حروق أهل مصر.. ويؤكد: صرح طبي متميز يٌضاف للمنظومة الصحية في مصر    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    ضمن حياة كريمة.. محافظ قنا يفتتح عددا من الوحدات الطبية ب3 قرى في أبوتشت    الأوقاف تعلن أسماء المرشحين للكشف الطبي للتعاقد على وظيفة إمام وخطيب من ذوي الهمم    تحرير 182 محضرًا للمخالفين لقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    تريلا دخلت في الموتوسيكل.. إصابة شقيقين في حادث بالشرقية    برلماني يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمنع كارثة إنسانية جديدة في رفح    «تعليم القاهرة»: انتهاء طباعة امتحانات نهاية العام الدراسي لصفوف النقل.. وتبدأ غدًا    سعر الأرز اليوم الثلاثاء 7-5-2024 في الأسواق    جمهور السينما ينفق رقم ضخم لمشاهدة فيلم السرب في 6 أيام فقط.. (تفاصيل)    انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض المسرحية الطويلة بجامعة القاهرة    تين هاج: الهزيمة الكبيرة أمام بالاس مستحقة.. ولا أفكر في مستقبلي    عاجل:- التعليم تعلن موعد تسليم أرقام جلوس امتحانات الثانوية العامة 2024    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    المتحف القومي للحضارة يحتفل بعيد شم النسيم ضمن مبادرة «طبلية مصر»    اقوى رد من محمود الهواري على منكرين وجود الله    رئيس جامعة بنها يترأس لجنة اختيار عميد كلية التجارة    "تم عرضه".. ميدو يفجر مفاجأة بشأن رفض الزمالك التعاقد مع معلول    خارجية الاحتلال: اجتياح رفح يعزز أهداف الحرب الرئيسية    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    لقاح سحري يقاوم 8 فيروسات تاجية خطيرة.. وإجراء التجارب السريرية بحلول 2025    رويترز: جيش الإحتلال الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح الفلسطيني    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    لاعب نهضة بركان السابق: نريد تعويض خسارة لقب الكونفدرالية أمام الزمالك    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 7-5-2024    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    ياسمين عبدالعزيز عن محنتها الصحية: «كنت نفسي أبقى حامل»    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    شكر خاص.. حسين لبيب يوجه رسالة للاعبات الطائرة بعد حصد بطولة أفريقيا    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر التى لا نعرفها!
نشر في اليوم السابع يوم 04 - 06 - 2017

مصر التى لا نعرفها هى الماثلة أمامنا الآن، ومصر التى نعرفها تنسحب تدريجيا، ولا نراها إلا فى أفلام الأبيض وأسود، فنترحم على شوارعها النظيفة، وحاراتها الأصيلة وأهلها الطيبين، ومحمد عبدالوهاب و«الوردة البيضا»، وأم كلثوم، والشيخ محمد رفعت، ونجيب محفوظ، و«أولاد حارتنا».

حتى الأفلام كانت تعكس رقى المجتمع وعظمة الشعب، ولم يكن فيها قبيح يقطع الأجساد بالسيف ويفجر نوافير الدماء، ولا فنان يكتسب شعبيته من قذارة هيئته، ولا نجوم يلهثون وراء برنامج تافه، يسخر منهم ويهين شعبيتهم، ويضرب رموز الفن المصرى فى مقتل، وهم لا يدركون أو يدركون أنهم يلوثون أحد عناصر القوة الناعمة، من أجل حفنة دولارات.

مصر التى لا نعرفها هى الماثلة أمامنا الآن، فى مظاهر التدين الشكلى، البعيدة عن جوهر الإسلام ورسالته، وأن نبينا الكريم أرسله المولى عز وجل، ليتمم مكارم الأخلاق، وأخلاق الإسلام بعيدة تماما عن التطرف والإرهاب والعنف، وتملؤها الرحمة والمحبة والتسامح والمودة، وليس القسوة والغلظة والكذب والادعاء، وحين فتحت مصر قلبها وعقلها للإسلام، اختار شعبها تعظيم جوانب الفرح والبهجة، فجعلوا مناسباته أعيادا يحتفلون فيها بالتدين الصحيح، ويتواصلون بالطعام والشراب والزينات وفوانيس رمضان.

مصر التى لا نعرفها لا يعلم تلاميذها قيمة العلم، ولا هتاف «تحيا جمهورية مصر العربية» فى طابور الصباح، وأن غرس هذه المبادئ فى النشء منذ نعومة أظافرهم، يعمق فى نفوسهم معنى الوطنية وحب الوطن، فلا يعبث فى عقولهم مخربو الأديان والأوطان، ويهدموا داخلهم فضيلة العشق والانتماء، ولا يغسل عقول شبابها مخربون ويعيدوا ملأها، بأفكار ومعتقدات هى أكثر خطورة من الديناميت والمتفجرات والسيارات المفخخة.

مصر التى لا نعرفها نتابع فيها كل يوم حكايات عن جرائم يشيب لها الولدان، لاتسامها بالعنف والقسوة والسادية والألم البالغ، وتخرج عن حدود الإنسانية والرحمة، ويتفنن المجرم فى ابتكار أساليب تعذيب تنكيل بضحيته، تكشف ظهور نوع جديد يمكن أن نسميه «الإنسان المتوحش»، ولا أريد أن أسرد وقائع وحكايات، حتى لا أزعج الناس فى رمضان والصيام، فالمؤكد أن الجرائم التى تتطور أساليب ارتكابها، تحتاج تشريعات سريعة، لوقف مخاطر كبيرة تواجه المجتمع إذا لم يستيقظ مبكرا.

تغيرت السلوكيات إلى الأسوأ، وانهار التعاطف الإنسانى إلى الدرك الأسفل، وتراجعت القيم والمبادئ، وانتشر الكذب والزيف والخداع، وانفجرت بالوعات التلوث الأخلاقى، ويخيل إلينا أحيانا أن مصر الآن ليست هى مصر التى نعرفها وقرأنا عنها، ونراها فقط فى الأفلام أبيض وأسود.. إننا فى حاجة إلى استعادتها واستردادها، فهذا ليس شعبها الطيب، الذى تجمعه المحبة والسراء والضراء.. وشوارعها ليست شوارعها ومبانيها ليست تلك العشوائيات، وهؤلاء البشر الذين يشوهون صورتها ليسوا أبناءها.

ما الذى حدث وأدى إلى تغير الشخصية المصرية بهذا الشكل، ولماذا يتزاحم الناس حول مصاب صدمته سيارة، لتصويره بالموبايل وهو ينزف ويتألم وليس لإنقاذه و«شيّر»؟ ولماذا لا يهب الشبان للدفاع عن بنت حتتهم لإنقاذها؟ بل هم الذين يتحرشون بها ويخطفونها ويغتصبونها، ولماذا اختفى من حياتنا الرموز ورجل الحكمة، الذى يأمر فيطاع بعدالته وحكمته فى فض الخلافات والمنازعات؟ ولماذا يكره البعض بلدهم أكثر من ألد الأعداء؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.