كل عام وإخوتنا فى الوطن المسيحيين وكل المصريين وكل البشر بالعالم بخير وسلام بمناسبة عيد ميلاد حضرة المسيح له المجد الذى سطع بنوره وفيوضاته على العالم بكل المحبة والصفاء والسلام، دعواتى أن يطل علينا العام الجديد بالمحبة والسلام والعمل المشترك لكل أطياف الشعب المصرى من أجل وحدة مصر ورخائها وهو الشىء الذى نتمناه جميعا ولكى يتم تحقيقه فلابد من مد الأيدى بالعمل سويا بين كل أفراد الشعب، فمصر كانت على مدى العصور منبعاً للحضارة والفكر والعلم والثقافة والفن والبناء. لقد كانت ومازالت تعاليم حضرة المسيح سبب النورانية وعلّة حياة العالم وأساس الصلح والصلاح للبشر، وقام على تربية الأخلاق العمومية وأسس العزة الأبدية للبشر، وقد علمنا الله سبحانه وتعالى فى الإنجيل السماحة والعدل "من ضربك على خدّك الأيمن أدر له الأيسر"، "وصلّوا للاعنيكم"، "والتمسوا الخير لأعدائكم"، وهى تعاليم جاءت فى آيات مماثلة فى كل الأديان التى أرسلها الله إلينا لتصبح دستور حياة كى يعيش البشر مع بعضهم البعض، ونحن كبشر علينا أن نعمل بما جاء مشتركا فى الأديان بما فيه مصلحة الوطن الذى نسعى إلى أن يكون فى مصاف دول العالم فى كل مناحى الحياة عامة وفى مجال التعليم ومنهجية العمل الجماعى خاصة. فالألفة والمحبة سبب الحياة، والنفور والاختلاف والفرقة سبب الممات، لذا علينا الانتباه إلى الهدف الأساسى الإلهى للأديان وهو وحدة الإنسانية، بمعنى أن جميع البشر هم عباد الله سبحانه وتعالى، وأن الله خالق الكل ورازق الكل ومحيى الكل، كما أنّه رؤوف بالكل، وجميع النّاس يكونون الجنس البشرى، فالتّاج الإنسانى زينة لكل رأس وخلعة الموهبة الإلهية جمال لكل هندام والكل عباد الله، وهو بهم جميعًا رؤوف رحيم، وعنايته تشمل الكل، لا يفرق بينهم لأى سبب كان، بل يرحم الكل ويرزقهم، هذه هى الصفة الرحمانية الإلهية. لهذا لا يمكننا أن نفضل إنسانًا على آخر فهذا الأمر بيد الله. عام مضى بحلوه ومره، وعام آت لا نعلم ما سوف يحمله لنا وكلنا أمل أن يكون عاما سعيدا على الجميع، يتساوى فيه كل عباد الله فى الحقوق والواجبات وأن يشمل السلام العام كل دول العالم وأن يضعوا نصب أعينهم وحدة العالم الإنسانى موضع التنفيذ.