حصاد البرلمان | إصدار قانون إدارة وتشغيل وتطوير المنشآت الصحية.. الأبرز    بعد انخفاضه.. ماذا حدث لسعر الذهب اليوم الجمعة في مصر بمنتصف التعاملات؟    بسبب اعتراف مدريد بدولة فلسطين.. إسرائيل تفرض قيودًا على عمل دبلوماسيين إسبان    اكتشاف كوكب بحجم الأرض قد يكون صالحًا للحياة    الشناوي: "الصحف المصرية تخلق المشاكل.. والمركز الثاني مثل الأخير"    غدا انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية في الإسماعيلية    ما هو موعد عيد الأضحى لهذا العام وكم عدد أيام العطلة المتوقعة؟    تحرير 21 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    وفاة شقيقة الفنانة لبنى عبد العزيز    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    الاحتفال باليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم بطب عين شمس    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    "طرد للاعب فيوتشر".. حكم دولي يحسم الجدل بشأن عدم احتساب ركلة جزاء للزمالك    قائمة أسعار الأجهزة الكهربائية في مصر 2024 (تفاصيل)    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن منطقة هضبة الأهرام مساء اليوم    راشد: تصدر جنوب الجيزة والدقي وأوسيم ومديرية الطرق إنجاز المشروعات بنسبة 100%    ضبط شخص بأسيوط لتزويره الشهادات الجامعية وترويجها عبر فيسبوك    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    «التنمية الصناعية»: طرح خدمات الهيئة «أونلاين» للمستثمرين على البوابة الإلكترونية    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    لهذا السبب.. عائشة بن أحمد تتصدر تريند جوجل خلال الساعات الماضيه    هشام ماجد يكشف عن مفاجأة بشأن مسلسل "اللعبة"    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من ميت سلسيل بالدقهلية    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)    نقيب المحامين الفلسطينيين: قرار محكمة العدل ملزم لكن الفيتو الأمريكي يمكنه عرقلة تنفيذه    السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    4 أفلام تتنافس على جوائز الدورة 50 لمهرجان جمعية الفيلم    الإسلام الحضاري    وزارة الثقافة تحتفي بأعمال حلمي بكر ومحمد رشدي بحفل ضخم (تفاصيل)    ظهرت الآن.. رابط بوابة التعليم الأساسي للحصول على نتيجة الفصل الدراسي الثاني 2024    عاجل.. أنباء عن العثور على آخر ضحايا حادث معدية أبو غالب    واشنطن تدرس تعيين مسئول أمريكى للإشراف على قوة فلسطينية فى غزة بعد الحرب    تشافي يستعد للرحيل.. موعد الإعلان الرسمي عن تعاقد برشلونة مع المدرب الجديد    15 دقيقة لوسائل الإعلام بمران الأهلى اليوم باستاد القاهرة قبل نهائى أفريقيا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    تعرف على مباريات اليوم في أمم إفريقيا للساق الواحدة بالقاهرة    وزير العمل يشهد تسليم الدفعة الثانية من «الرخص الدائمة» لمراكز التدريب    مجلس أمناء جامعة الإسكندرية يوجه بضرورة الاستخدام الأمثل لموازنة الجامعة    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    انطلاق امتحانات الدبلومات الفنية غدا.. وكيل تعليم الوادى الجديد يوجه بتوفير أجواء مناسبة للطلاب    أخبار الأهلي : دفعة ثلاثية لكولر قبل مواجهة الترجي بالنهائي الأفريقي    «الحج بين كمال الايمان وعظمة التيسير» موضوع خطبة الجمعة بمساجد شمال سيناء    سول تفرض عقوبات ضد 7 أفراد من كوريا الشمالية وسفينتين روسيتين    بوتين يوقع قرارا يسمح بمصادرة الأصول الأمريكية    أمريكا تفرض قيودا على إصدار تأشيرات لأفراد من جورجيا بعد قانون النفوذ الأجنبي    الصحة العالمية: شركات التبغ تستهدف جيلا جديدا بهذه الحيل    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لخدمة أهالي قريتي الظافر وأبو ميلاد    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    شخص يحلف بالله كذبًا للنجاة من مصيبة.. فما حكم الشرع؟    نقيب الصحفيين يكشف تفاصيل لقائه برئيس الوزراء    هيثم عرابي: فيوتشر يحتاج للنجوم.. والبعض كان يريد تعثرنا    وفد قطرى والشيخ إبراهيم العرجانى يبحثون التعاون بين شركات اتحاد القبائل ومجموعة الشيخ جاسم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حراس عالم الموت.. حكايات «مغسلين» ومش ضامنين «جنة» .. عم محسن يحكى لغز الجثة الساخنة وحكاية الميت المعطر.. وأغرب قصص التربية مع السحرة والدجالين والراغبات فى الحمل
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 05 - 2017


حراس عالم الموت.. حكايات "مغسلين" ومش ضامنين "جنة"

كيف تبوح الجثة بأسرارها للمغسل؟! ..عم محسن يحكى لغز الجثة الساخنة وحكاية الميت المعطر

أغرب قصص التربية مع السحرة والدجالين والراغبات فى الحمل

لماذا يضع أهالى المتوفى الحنة تحت رأسه وكرات الطين أسفل جانبه الأيمن

وريث أقدم حانوتى مضطر للعيش فى جلباب أبيه.. ورئيس رابطة التربية : الأموات مقامات.. والمقابر وصل سعرها لمليون جنيه والأكفان بالآلاف وأحيانا يكون الميت أغلى من الحى


الموت.. ذلك السر الغامض الذى ينقلنا إلى العالم الآخر، الحقيقة الكبرى والمصير المحتوم الذى يخشاه الإنسان، لأنه لا يعرف متى أو أين يقابله؟ ويعجز عن معرفة تفاصيل العالم الذى ينقلنا إليه.


يحاول الانسان دائما معرفة أى تفاصيل عن هذا السر الغامض ، وعن قصص وحكايات العالم الآخر، ويشعر بمشاعر خاصة نحو حراس بوابة الموت ، هؤلاء الأشخاص الذين يقفون على الجسر الواصل بين الحياة والموت، وتقع على عاتقهم مسئولية توصيل الأموات إلى عالمهم الآخر ، فهل يمتلك هؤلاء الحراس بعضا من أسرار الموت ، وهل يبوح لهم ببعض غموضه وينبئهم ولو بالقليل عن العالم الآخر بحكم العشرة الطويلة مع هذا السر الغامض؟

فى هذا الملف نتحدث مع حراس عالم الموت، بداية من الحانوتى بائع الأكفان ولوازم الغسل مرورا بالمغسل والتربى وسماسرة المقابر، نعرف تفاصيل حياتهم وعملهم فى محاولة لمعرفة بعض أسرار هذا العالم الغامض وأغرب القصص والمواقف الخاصة بعالم الأموات.


حانوتى إمبابة مضطر للعيش فى جلباب أبيه

رفض نشر اسمه الحقيقى، محله هو الأشهر والأقدم على مستوى محافظة الجيزة حيث يتجاوز عمر المحل المائة عام حاملا اسم صاحبه الأول أقدم سكان منطقة إمبابة.

بمجرد أن ترى بوابة المحل وهيئته القديمة وتنزل اليه بدرجتى سلم بعد أن هبط بفعل الزمن تشعر أنك سترى بالداخل شخصا يشبه خميس الحانوتى وصبيه غزال فى فيلم حماتى ملاك , ولكنك تشعر بالمفأجاة حين ترى صاحب المحل الحالى فى مكتبه الصغير الذى أحاطه بالخشب والزجاج ليصبح بمثابة حجرة صغيرة داخل المحل يجلس فيها منعزلا عن معدات مهنته التى تمتلئ بها أرفف دولاب قديم يقع فى واجهة المحل من أكفان شرعية خالية من الحرير، للرجال 3 أدراج من القماش وللنساء 5 أدراج وأدوات تغسيل الموتى وماء ورد ولوف وصابون، بينما تمتلئ أركان باقى المكان بصناديق نقل الموتى وألواح الخشب المخصصة للتغسيل.

ترى شابا أنيقا لا يتجاوز 45 عاما يجلس مرتديا قميصا وبنطلون جينز وأمامه تليفونه المحمول الذى يحمل نغمة أغنية ماجدة الرومى «يسمعنى حين يراقصنى».

«طارق»هو الاسم الذى اختاره لنفسه حتى لا يعرفه أصدقاءه، أو ابنه وأبنته اللذان يدرسان فى المرحلة الابتدائية بأحدى مدارس اللغات, حيث يخفى مهنته عنهم ولا يعرفون عنه سوى أنه يعمل بالمحاماة.

أصر قبل بداية الحديث أن يقدم لنا واجب الضيافة ليقول ضاحكا «احنا مش حانوتية ولا بخلاء».
يتحدث عن مهنته قائلا: «مهنة ثقيلة لأنها ترتبط بالموت فينظر إلينا الناس بتشاؤم ويكرهون التعامل معنا, رغم أنها مهنة إنسانية, فى حالات كثيرة بنتعامل مع أموات حالتهم صعبة فى الحوادث أو الحروق أو من توفوا منذ فترة طويلة وهذه الحالات لايستطيع أقرب الاقربين الاقتراب منها».

يتذكر طارق بدايته فى تحمل مسئولية المحل عام 1992 حين مرض والده ورفض شقيقه الاكبر أن يتولى مكان أبيه فى هذه المهنة وكان طارق وقتها فى بداية عمله بمهنة المحاماة التى كان يعشقها ولكنه اضطر أن يتحمل هذه المسئولية , مؤكدا أن والده أيضا وصل الى درجة مدير عام قبل أن يتولى إدراة المحل بعد وفاة الجد قائلا: «كان لازم حد فينا يشيل الشيلة ويتعك فيها والمحل يفضل مفتوح لأنه بيعيش على دخله أكثر فى بيت, وعشان الناس اللى شغالة فيه وعدد من الورثة, وكان لازم نحافظ على المكان اللى ورثناه عن الاباء والاجداد».

يكمل متأثرا : «أنا لا أستطيع زيارة أى مريض حتى لا يتشاءم منى، وأغلب سكان المنطقة بيرفضوا إنى أركن سيارة نقل الموتى بجوار منازلهم».
يؤكد طارق أنه لا يكذب ولا يستحى من مهنته التى ورثها عن أجداده ولكنه يخاف على أبناءه من السخافات التى قد يتعرضون لها ويقول: «كتير من اللى بيشتغلوا فى المهنة بيتعرضوا لمتاعب بسبب رفض أسر كتيرة تزويج أبناءها وبناتها ممن يعملون بهذه المهنة والحمد لله إنى لم أواجه هذه المشكلة لإنى تزوجت بنت خالتى».

يعمل مع طارق أشخاص أخرون يشاركونه أوجاع هذه المهنة منهم أشرف «المغسل» الذى يقترب عمره من 36 عاما، والذى ورث هذه المهنة عن والده, ويعمل معهما عمرو محمد 34 عاما سائقا على سيار ة نقل الموتى وقد توارث هذه المهنة أيضا عن والده .

ويشير طارق الى أن والد جده هو الذى أنشأ هذا المحل كأول مكتب حانوتى مرخص فى محافظة الجيزة فى وقت لم يكن مسجلا فى مصر سوى 72 مكتب حانوتى لم يبق منها اليوم سوى أربعة مكاتب هى فقط الحاصلة على ترخيص مزاولة هذه المهنة والباقى يتحايل تحت اسم مكتب سيارات نقل الموتى ليمارس عمل الحانوتى دون ترخيص حيث يحتاج الترخيص اجتياز اختبارات شرعية وهذا التحايل أدى إلى وجود الكثير من الدخلاء على المهنة - على حد قوله –.

عندما تبوح الجثة للمغسل ببعض أسرارها ..عم محسن وزوجته مغسلين من 20 عاما
عم محسن رجل اقترب من عامه الستين قضى منها أكثر من 20 عاما فى تغسيل الأموات وتجهيزهم لمقابلة ربهم بأحسن حال، ويؤكد أنه متطوع ولا يتقاضى أجرا عن هذا العمل لما له من فضل وأجر كبير عند الله، كما أنه علم زوجته الحاجة فاطمة طريقة التغسيل لتتطوع هى الأخرى لتغسيل السيدات.

ويؤكد أنه ترك رقم هاتفه فى عدد كبير من المساجد والجمعيات الخيرية حتى يتواصلوا معه فى حالة وجود حالة وفاة، وأن أبناءه الخمسة فخورين بما يفعله والديهم.

يشير عم محسن إلى أنه شرب أصول وقواعد التغسيل من والده الذى كان يقوم بذلك ولكن للأهل والأقارب فقط، وتعلم منه كيف يثبت أمام المتوفى وأهله ويتمالك أعصابه، وتعلم كيف يكتم أسرار الجثة التى يتعامل معها ولا يحكى ما ترسله له من رسائل، مؤكدا أن هناك علاقة ولغة روحية لا يفهمها أحد بين المتوفى ومن يغسله، قائلا: «أنا بحس أن الميت بيطلب منى أدعيله واستر عورته ومكشفش جسمه قدام أهله واكتم سره».

يحكى عم محسن عن أغرب المواقف التى تعرض لها أثناء التغسيل مشيرا إلى أنه كان يقوم بتغسيل جثة فإذا بجسد الميت يصدر حرارة وسخونة شديدة ، أشبه بالنار، مؤكدا أنه لم يستطع ملامسته لتغسيله ، وظل الميت يتقيئ بسائل غريب من أنفه وفمه واستمر هذا الوضع لساعات طويلة، ظل خلالها عم محسن يدعو للميت ويذكر الله دون توقف حتى أتم تغسيله، بينما سادت حالة من الذعر والبكاء بين اهل المتوفى المتواجدين فى غرفة التغسيل.

وأكد الحاج محسن أن عمل الميت يظهر عليه أثناء تغسيله، مشيرا إلى أنه لا ينسى ابدا الرائحة العطرة التى صدرت من أحد الأموات اثناء تغسيله ، وكأنها عطر من الجنة ، وظلت هذه الرائحة حتى دفن الميت فى قبره ، واضاف قائلا :» ربما عمله الطيب يطمئن أهله بألا يحزنوا».

الحاج حسن يعمل تربيا منذ عامه السادس وابنه رفض دخول المجال

الحاج حسن عبد المجيد البالغ من العمر سبعة وخمسون عاما ورث المهنة عن والده وبدأ فى مساعدته فى بناء المقابر منذ عامه السادس، فوالده كان يعمل فى بناء المقابر والأحواش والجبانات، وشرب الابن الصنعة من ابيه، وتعلم كيف يرص طوب المقبرة وينحتها بطريقة معينة وكيف يزخرف حوائط التربه بالأيات القرأنية والأشكال والزخارف الأسلامية، ولكنه بدأ يعمل فى دفن الموتى فى عامه الثلاثين ، وأحب هذا العمل خاصة بعد أن عرف قدر وقيمة أجره عند الله وعندما تيسر معه الحال أصبح يقوم بذلك تطوعا.

يحكى الحاج حسن قائلا: «المقابر دلوقتى اختلفت عن مقابر زمان فى أسعارها وشكلها، زمان كانت التربة بسيطة وصغيرة مكنش فى سيراميك وأنواع الأحجار الفاخرة اللى موجودة فى مقابر دلوقتى»، فقد وصلت أسعار المقابر إلى أرقام خيالية فاقت المساكن الفاخرة ويصل سعر المقبرة مليون جنية.

وأضاف أن هناك أشياء غريبة شاهدها من أهل الموتى، فهناك من يضعون حناء تحت الميت فى قبره وهناك من يرشون العطور ومن يضعون كرات من الطين تحت الجانب الأيمن للمتوفى، مؤكدا أنه لا يحاول سؤال أهل المتوفى عن سبب وضع تلك الأشياء ولكنه على يقين بأن المتوفى لا يحتاج إلا الدعاء.

عم حسن لديه ولد وحيد يبلغ 18 عاما ورفض أن يدخل عالم والده وجده ولم يرغب فى العمل بهذه المهنة، فهو يخشى عالم الأموات وينزعج من تعليقات أصدقاءه على مهنة والده، لذا أصرعلى أن يدخل ثانوية عامة ويكمل دراسته حتى يبتعد عن هذا المجال.

الحاج حسن رئيس رابطة التربية

لم يخطر ببالنا يوما أن هناك رابطة أو جمعية خاصة بالتربية تضم أكثر من 70 تربى يجتمعون سويا كل شهر لمناقشة قضايا ومشاكل المهنة، فقد أشار الحاج حسن رئيس جمعية رابطة الجبانات بمحافظة الجيزة و6 أكتوبر البالغ من العمر 66 عاما أن الجمعية تأسست على يده منذ عام 1997 ، وبدأ ينضم لها الكثير من «أهل الكار» بالتعاون مع إدارة جبانات الجيزة التى تعين على كل قطعة أرض تربى مسؤول عنها لحراستها وحصر عدد الجبانات الموجودة والمخالفين من ملاك الأراضى، مضيفا أن من بين أعضاء الرابطة مؤهلات عليا وخريجى جامعات، ويتم الالتحاق بالرابطة عبر لجنة شؤون التربية والحانوتية وهى لجنة رسمية مشكّلة من الجهة التنفيذية ويترأسها قاض من المحكمة.

وأشار الحاج حسن إلى أن هناك الكثير من ملاك الأراضى يبنون مقابر دون ترخص من الإدارة أو الحى ويقومون ببيعها ، لأن الحكومة لا تستطيع هدم أو إزالة الجبانات مراعاة لحرمة الموتى.

ومن أبرز المشكلات التى تحدث عنها الحاج حسن هى عدم وجود دخل ثابت للتربى أو معاش وتأمين، مؤكدا أنهم يعتمدون فقط على وهبة وإكراميات أهل الميت قائلا : « رزقنا مرتبط دايما بالميتين والموسم بتاعنا فى الأعياد لما الأهالى بتيجى تطل على موتاهم وتزورهم ولكن الأن مع زيادة مشاغل الناس مبقاش حد يزور الميتين».

وأضاف أنه يعمل بيده فى هذا المجال منذ أكثر من 40 عاما وشاهد العجب من قائلا « دفنت ميتين بعدد شعر رأسى وعمرى ما خفت منهم بالعكس دايما مطمن، يمكن خفت بس فى أول مرة دفنت فيها وكنت بساعد تربى زميلى هو اللى علمنى الشغلانه وازاى ادفن».
الحاج حسن جد لتسعة أحفاد يحنوا عليهم ويداعبهم ولم يحدثهم يوم عن مهنته حتى لا يخافوا منه ولكنه ينتظر الوقت والسن المناسب حتى يدركوا معنى مهنته مثلما علم أبنة خالد الذى يساعده ويشاركه فى دفن الموتى.
ومن أغرب المواقف التى يتعرض لها الحاج حسن مجئ كثير من النساء اللواتى يرغبن فى الحمل، بعد وصفات الدجالين لهم بضرورة النزول إلى إحدى المقابر: «علشان يتخضوا» ويحملوا بعد ذلك، مؤكدا أن هناك البعض يطلبون منه وضع أعمال السحرية فى المقابر مقابل مبالغ مالية ولكنه يخشى من معاقبة الأموات له وإنتقامهم منه.


سمسار مقابر: «الميت أغلى من الحى»

تجارة المقابر أصبحت تجارة رائجة منتشرة ومربحة مخصص لها مواقع وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعى واعلانات فى الصحف لبيع وشراء المقابر والأحواش والجبانات، بكل المواصفات ولمختلف الطبقات، فهناك من يرغبون فى بناء مقابر بمواصفات معينة مختلفة اومميزة «سوبر لوكس» سواء بمساحات شاسعة أو شبابيك من الجرانيت ومصاطب من الرخام وأنواع نادرة ومميزة من الزهور والأشجار.

وهذا ما أكده أبراهيم سمسار مقابر ، مشيرا إلى أن أسعار المقابر أصبحت أسعارا خيالية ، وتفوق احيانا أسعار المبانى والعقارات السكنية، فالأسعار تبدأ من 65 وتصل قرابة المليون جنية، وتختلف الأسعار حسب الموقع والمساحة والتجهيزات والواجهات .


واضاف أن المساحات فى مقابر طريق الفيوم تتراوح بين 20 متر بأسعار حوالى 65 ألف جنية ، ومساحة 40 متر 170ألف ، و80 متر ب200 ألف، بينما تجد أسعار مقابر طريق أكتوبر تفوق المتوقع للتتراوح بين 150 و250 ألف .
وأكد أن تلك الأسعار تختلف كليا إذا رغبت فى تجهيز المقبرة بالسيراميك الملون والحجر الألباستر والبلتوروليصل السعر إلى مليون جنية ، كما يمكنك الحصول على مقبرة تشبه المقابر الملكية وذلك بكتابة أيات القرآنية وأدعية تحيط بالقبر بأكمله، تزين المداخل بالأعمدة الرومانية ، لتصبح المقبرة فى شكلها أشبه بالفيلا مؤكدا أن فى هذه الحالات والتجهيزات الخاصة يصبح الميت أغلى من الحى.

عم حمدى مغسل أطفال وبائع أكفان

الأكفان أنواع وأشكال وأسعار مختلفة ومتفاوتة ذلك ما أكد علية عم حمدى أبو أحمد الذى يبلغ من العمر 66 جد لأربعة عشر حفيد، ولدية 7 أبناء، فالأكفان نوعين شرعية وغير شرعية ، فالكفن الشرعى يبلغ طول الكفن مترين ونصف من القماش الابيض فللرجال ثلاث طبقات يلف بها المتوفى وسعره 150 جنيه، أما كفن النساء خمسة طبقات وجمار لتغطية الرأس ويبلغ سعره160 جنية، وأشار عم حمدى أن الكفن يكن معه مسلزمات أخرى وهى قفاز ليرتديه المغسل أثناء التغسل ولوف النخيل وصابونة وقطن وعود للأذن لتنظيفها وبخور يتم إشعالة أثناء التغسيل حتى لا تظهر ريحة الميت إذا كانت كريهة، بالأضافة إلى مسك وزيت الكافور للتعطير المتوفى.

ولكن هناك أكفان يصل سعرها إلى ألاف جنيهات وتكن من أقمشة متنوعة كالحرير والستان ويكثر أستخدامها فى الأرياف للتباهى والتفاخر بسعر الكفن ولكنها تكن غير شرعية.

ولم يكتف أبو أحمد ببيع الأكفان ولكنه يتطوع أيضا لتغسيل الأموات وخاصة الأطفال فى أحد الجمعيات الشرعية منذ خمس سنوات، يشعر بالأسترخاء والسلام النفسى أثناء ذلك فهو يعرف أن هذا الطفل سوف يدخل والديه الجنة، كما أنه قام بتغسيل العديد من الحالات الصعبة كالمتوافين فى حوادث وأجسادهم مشوهة ومصابة أو أشلاء، فتلك الحالات يكتفى فقط بالمسح على الجسم بأكمله دون أن يستخدم ماء كثير حتى لا ينزف الجسد بالدم، وعن قواعد وتعاليم التغسيل فقد تعلمها من الكتب الدينية والكتيبات الصغير التى يبيعها بجانب الأكفان، ولعل أهمها عدم ملامسة عورة المتوفى أو النظر إليها فيلف قطعة من القماش حول يده ومن فوق ساتر يمسح العورة.

حانوتى
التغسيل
الدفن
الكفن الشرعى
أسعار المقابر
قضية فساد جديدة.. ضبط مسئولين بالتموين استولوا على أموال الدعم بالإسكندرية
قرار جمهورى باختيار وزير الإسكان رئيسا لبعثة الحج المصرية
بالفيديو.. تطرف القس يرد على تطرف الشيخ.. مكارى يونان لسالم عبد الجليل: الأقباط أصل مصر .. والإسلام انتشر بالسيف.. ويصعد: "إحنا أصل البلد واللى ساب المسيح سابه بسبب الرمح.. وعقيدتنا عقيدة طهارة ولاتعرف القتل"
"التعليم" تكذب مزاعم صفحات الغش بتسريب امتحان العربى للثانوية.. وتناشد أولياء الأمور والطلاب بعدم الالتفاف حول الشائعات.. وتؤكد: الأسئلة داخل جهات سيادية وتخرج على لجان الامتحانات مباشرة.. وانتهى عصر التسريب
الأهلى يحصل على 5 ملايين جنيه من الكاف قبل مواجهة القطن
فيديو معلوماتى.. متتخضيش لو لقتيها مع بنتك.. استخدامات جديدة لحبوب منع الحمل
تعليقات (3)
1
دعاء
بواسطة: abo moslam
بتاريخ:
اللهم يا حنان يا منان .يا ذا الجود والكرم والاحسان ارزقنا قبل الموت توبة. وعند الموت شهادة. وبعد الموت جنة ونعيماً. اللهم استرنا فوق الارض .وتحت الارض. ويوم العرض. يا رحمن يا رحيم. وصلى اللهم على سيدنا محمد وال محمد
2
استغفر الله العظيم
بواسطة: محمد حسنى
بتاريخ:
اللهم لا تقبض روحى الا وانت راض عنى
3
استرها علينا يارب العالمين
بواسطة: استرها علينا يارب
بتاريخ:
يا رب احسن ختامنا واستر عيوبنا وتجاوز عن سيئاتنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين
اضف تعليق
الأسم
البريد الالكترونى
عنوان التعليق
التعليق
مشاركتك بالتعليق تعنى أنك قرأت بروتوكول نشر التعليقات على اليوم السابع، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا التعليق بروتوكول نشر التعليقات من اليوم السابع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.