تظاهر المئات من العرب والأكراد والتركمان اليوم، الأحد، فى مدينة كركوك للمطالبة بترشيح شخصية تركمانية لمنصب نائب رئيس الجمهورية، مما يعكس لأول مرة اتفاقا بين مكونات هذه المدينة الغنية بالنفط. وتجمع المئات من أهالى كركوك مطالبين بمنح منصب نائب رئيس الجمهورية لمرشح تركمانى هو اللواء تورهان عبد الرحمن يوسف آغا الذى يشغل نائب مدير عام شرطة كركوك منذ 2003. واحتشد التركمان والعرب والأكراد وهم يرفعون العلم العراقى وأعلاما تركمانية ولافتات كتب عليها: "نطالب قادة العراق بمنح اللواء تورهان منصب نائب الرئيس"، و"كل أهالى كركوك معكم يا تورهان"، و"اللواء تورهان نائبا لرئيس الجمهورية". وتعد هذه التظاهرة الأولى من نوعها التى تشارك فيها معظم مكونات المدينة وتتوحد مطالبها بشأن قضية واحدة. وقال الشيخ كريم عواد الفدعوس شيخ عشيرة اللهيب "إننا لأول مره تجمعنا عربا وأكرادا وتركمانا تحت هدف واحد وهو المطالبة باختيار اللواء تورهان والذى عرفناه باعتداله وتوازنه ووقوفه على مسافة واحدة من الجميع". وأضاف: "أننا اليوم خرجنا بصوت واحد لنعلن مطلبنا فى ظل عراق واحد وموحد لا قوميات ولا أطياف تحكمه". وقال اللواء تورهان عبد الرحمن الذى حضر إلى موقع التجمع يحيط به المئات من أنصاره، أن "ترشيحكم لى هو شرف يضاف إلى ودافع للاستمرار بخدمة العراق وأهل كركوك وهو نصر لنا جميعا". أما الشيخ مسعود أكرم ستار زنكنه "كردى" أحد شيوخ عشيرة زنكنة، فقال "خرجنا مع إخواننا العرب والتركمان لنقول كلمتنا وهى لا بد لكركوك التى تعد من أهم المدن أن يكون لها ممثل فى التشكيلة الحكومية". يشار إلى أن قضية ترشيح نواب لرئيس الجمهورية أرجئت إلى ما بعد إعلان التشكيلة الحكومية. وأضاف زنكنة "فى الوقت الذى نسمع فيه أصوات لقادة العراق وسياسية عن كركوك ووضعها، عليهم أن يعطوها أهمية ويكلفوا أحد أبنائها بمهام رفيعة بالحكومة القادمة كى لا تظلم من جديد ونضمن من يرفع صوتنا فى بغداد". وعلى الرغم من تأييد المكونات العربية والكردية لاختيار تورهان الا ان هناك خلاف داخل القوى التركمانية العلمانية والإسلامية بشأن شخصية المرشح. وقال سعد اركيج رئيس الجبهة التركمانية أن جبهته "تطالب بشدة بان يكون هذا المنصب لصالحها". وانضوت الجبهة التركمانية داخل القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوى فى الانتخابات البرلمانية الماضية. وحصلت القائمة العراقية على ستة مقاعد من أصل 12 تمثل المحافظة. وقال اركيج إن "الجبهة حصدت أكثرية أصوات الشعب التركمانى المشارك فى الانتخابات وحازت على ستة مقاعد فى البرلمان الجديد، وبالنتيجة فإن لها الحق الشرعى فى الترشيح لمنصب نائب رئيس الجمهورية وهو منصب استحقاق قومى للتركمان، وخلال الأيام القليلة المقبلة ستستعمل هذا الحق وتعلن على الملأ مرشحها للمنصب".
