كشفت وثائق دبلوماسية أمريكية نشرها موقع "ويكيليكس" عبر الجريدة الأسبانية "الباييس" عن فحوى اتفاقية ثنائية تم عقدها فى يوليو الماضى بين السفير الأمريكى "الان سالومونت" ورئيس الجمارك وضرائب الموانئ الأسبانية "نيكولاس بونيلا"، والتى تشير إلى تأمين 100 ميناء فى جميع أنحاء العالم، التى يوجد فيها حركة شحن عالمية وتجهيزها بأنظمة ذات تقنية عالية لمنع الاتجار غير المشروع فى المواد النووية، وذلك بحلول عام 2015. وأشارت الوثيقة إلى أن سبب هذه الاتفاقية يعود إلى أنه بعد هجمات 11 سبتمبر قررت الولاياتالمتحدة تعزيز السيطرة على عمليات الشحن التى تصل إلى أراضيها عن طريق البحر، وكشف الأسلحة النووية التى من الممكن أن يتم إخفاؤها أو غيرها من أسلحة الدمار الشامل. ووفقاً للاتفاقية، فإن أسبانيا هى أكثر البلدان الأوروبية التى يوجد بها أكثر الموانئ التى يتم من خلالها شحن البضائع، خاصة من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هناك ثلاثة موانئ أسبانية رئيسية الجزيرة الخضراء، فالينسيا، برشلونة، لذلك تم إنشاء برنامج جديد لمبادرة أمن الحاويات "سى إس آى" التى تتكون من أجهزة مساحات ضوئية كبيرة يتم تركيبها فى الموانئ الرئيسية فى جميع أنحاء العالم وواحد من البلدان التى تم اختيارها لتنفيذ هذه المبادرة هى أسبانيا وبدء من ميناء "الجزيرة الخضراء" التى يتحرك من خلالها عدة مليارات الأطنان من البضائع، ولكن أسبانيا اعترضت لتثبيت هذا الجهاز، مما جعل واشنطن تلجأ لأسلوب الضغط المستمر على أسبانيا. وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات الأسبانية، قالت لواشنطن: إنه منذ منتصف عام 2004 والموانئ الأسبانية آمنة بما يكفى عن جميع الموانئ الأوروبية الأخرى، وذلك للتصدى للمنظمة الإرهابية "آيتا"، وعلى النقيض اعترف رئيس الموانئ الأسبانية "ماريانو نافاس"، أن أسبانيا على الرغم من أنها آمنة، إلا أنها تفتقر إلى المعدات والتدريب اللازم للكشف عن التهديدات الإرهابية للمواد النووية. وأشارت الوثيقة إلى أنه على الرغم من الخلافات بين الولاياتالمتحدة وأسبانيا، إلا أن التعاون بينهما كان ممتازاً فى الحرب ضد الإرهاب، موضحة أن 80% من الحاويات قادمة من الشرق الأوسط إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ويتم فحصها جيداً، وهو ما تراه الولاياتالمتحدة ضرورياً لأمنها، وأيضاً هو ما يفسر الضغط الأمريكى على أسبانيا حتى تتم الموافقة على تركيب الأجهزة فى الموانئ الأسبانية. من ناحية أخرى، اكتشف مجموعة من الفنيين فى 2007 مشكلات فى تنفيذ البرنامج فى الموانئ العملاقة، وأصبح هذا البرنامج يمثل عبئاً على أسبانيا، حيث إن تكاليفه أصبحت باهظة، ونقلت السفارة الأمريكية فى مدريد عن الرئيس جورج بوش قوله: إن الكونجرس يهدف إلى ضمان توريد أجهزة كشف النووى ويمتد الموعد النهائى لتوريدها وتنفيذ هذا النظام فى 2012.
