أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على صدر صفحتها الرئيسية أن حملة العنف الأخيرة ضد مسيحيى العراق على ما يبدو أجبرت المزيد من صفوفهم على الفرار إلى شمالى العراق أو إلى خارج البلاد، خاصة إنهم يعتقدون قوات الأمن العراقية ليست قادرة على حمايتهم أو بالأحرى ليست راغبة فى الدفاع عنهم، على حد قول الصحيفة. وقالت الصحيفة إن الآلاف من السكان المسيحيين سواء فى بغداد أو الموصل، اضطروا إلى الرحيل بعد الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" فى 31 أكتوبر المنصرم والذى أسفر عن مقتل 51 من المصلين وكاهنين، وبعد وقوع سلسلة لاحقة من التفجيرات وعمليات الاغتيال التى استهدفت المسيحيين. وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن النزوح الجديد، ليس الأول، ويعكس استمرار تشريد العراقيين رغم تحسن الأوضاع الأمنية واقتراب التوصل إلى حل للجمود السياسى الذى ساد البلاد بعد انتخابات شهر مارس المنصرم. وأكدت النزوح يهدد بزوال ما يطلق عليه إيمانيول يوخنا، القس فى الكنيسة الأشورية "مجتمع تمتد جذوره فى العراق حتى قبل ولادة المسيح". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن هؤلاء الذين فروا من موجة العنف الأخيرة، أغلبهم أصابهم الفزع ولم يأخذوا معهم مقتنياتهم، وحذرت من أن هذا العنف ينذر بزوال الدين المسيحى فى العراق، مثلما حدث عام 1948 عندما غادر معظم يهود العراق إلى إسرائيل.