وصف تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولى نشر اليوم، الجمعة، عام 2010 أنه عام "استثنائى فى الكوارث الطبيعية"، حيث تضاعفت الخسائر الناجمة عن هذه الكوارث إلى ثلاثة مرات لتصل إلى 185 مليار دولار سنويا بحلول عام 2100. وتميز عام 2010 بكثرة الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية وارتفاع درجات الحرارة، وكلها كوارث أدوت بحياة الآلاف من البشر، ونجم عنها خسائر مادية بالمليارات، ففى يناير الماضى عصفت الفيضانات والحرائق والسيول والأمطار بعدة مناطق فى أستراليا والتى كانت تعانى ولعدة سنوات من الجفاف الذى أدى إلى رحيل الآلاف من السكان إلى مناطق جديدة بحثا عن المياه والغذاء. وفى 18 يناير حدثت فيضانات فى مصر واضطر المئات للنزوح عن ديارهم، بسبب الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار على شبه جزيرة سيناء ومدينة الغردقة بالبحر الأحمر ومحافظة أسوانجنوب مصر والتى انهار فيها 41 منزلا فى خمس قرى وتكبدت مدينة العريش الجزء الأكبر من الأضرار. وفى 4 فبراير ضرب إعصار قوى جزيرة تاهيتى فى المحيط الهادئ، وهى أسوأ عاصفة إستوائية منذ عقود، وفى نهاية الشهر نفسه اجتاحت الفيضانات جزيرة ماديرا البرتغالية وفى نهايته ضرب الإعصار كسنتيا غرب أوربا برياح بلغت سرعتها 240 كيلومترا فى الساعة مخلفا وراءه الكثير من الضحايا. وفى الأول من مارس، ضرب زلزال وسط شيلى بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر وتسبب فى حدوث موجات مد عاتية "تسونامى"، مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 ألف قتيل وكبد البلاد خسائر اقتصادية بلغت 22 مليار دولار، فيما أصاب القحط عدة ولايات بجنوب الصين فى الشهر نفسه، واضطرت الحكومة إلى حفر آبار واستعمال الطائرات لتوليد الغيوم الاصطناعية. وفى 19 يوليو أسفرت الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة والانهيارات الأرضية التى اجتاحت شمال غرب الصين عن مقتل 146 شخصا وفقدان 40 آخرين ونزوح أكثر من 3.1 مليون شخص فى 10 مقاطعات تقع معظمها على نهر "اليانجتسى"، وفى مطلع أغسطس تعرضت باكستان لأسوأ فيضانات تشهدها البلاد منذ تلك التى حدثت قبل نحو عاما، وأدت إلى 80 موجة من السيول تسببت فى تدمير حوالى 650 ألف منزل وجرفت المحاصيل على مساحة واسعة. وأدت درجة الحرارة المرتفعة وموجة الجفاف إلى تفاقم مشكلة حرائق الغابات فى روسيا خلال أغسطس، حيث أعلنت حالة الطوارئ فى 17 إقليما روسيا نتيجة أسوأ موجة جفاف فى البلاد منذ 130 عاما ودمرت الحاصلات فى منطقة يبلغ إجمالى مساحتها مليون هكتار. وفى الأول من ديسمبر تسببت الفيضانات فى مصرع 30 شخصاً فى المغرب وقتلت الأمطار 160 شخصاً فى كولومبيا، فيما أدت العواصف إلى مصرع 21 شخصا فى فنزويلا وسادت أحوال جوية سيئة غير معتادة فى مثل هذا الوقت من العام مناطق واسعة على سطح الكرة الأرضية امتدت من أمريكا الجنوبية حتى أوروبا.