أكد الكاتب الكندى جون سول رئيس نادى القلم الدولى، أن من خلق نظَّام العولمة لا يزالون فى السلطة منذ 40 عاما ولا يرغبون فى محاربتها، لأنها تدعم مصالحهم، مشيرا إلى أن هؤلاء تجمدوا وتحجروا، مؤكدا أن أكبر مخاطر العولمة فى هيمنتها الاقتصادية الشرسة، وقال: الحل أن نترك العولمة للأبد ونفكر فى غيرها. جاء ذلك فى الندوة التى أقامها المجلس الأعلى للثقافة بالتعاون مع الدار المصرية اللبنانية والمركز القومى للترجمة لمناقشة كتاب جون سول الصادر حديثا عن المصرية اللبنانية. وجمعت الندوة فى منصتها كل من شيخ التربويين الدكتور حامد عمار، والمفكر الكبير السيد يسين، وأدار الندوة محمد رشاد رئيس الدار المصرية اللبنانية. وأشار الدكتور حامد عمار، إلى أنه لا خلاص لهذا العالم إلا من خلال التخلص من أفكار العولمة التى تحولت إلى عقيدة أصبح من يخالفها ليس بمؤمن، مؤكدا على أهمية التركيز على أولويات التصدير. وأشار عمار، أن أكبر مساوئ العولمة أن الدولة فقدت مكانتها، ودورها، وسيطرت عليها الملكية الأجنبية، وأصبحت غالبية الموارد فى أيدى الأجانب، وهو ما عرض الدولة للكثير من المخاطر، وتابع عمار: من آثارها الرهيبة أن تحولت الخدمات التى تتكفل بها الدولة إلى سلع خاصة، تباع وتشترى، مشيرا إلى الفجوات الرهيبة فى المجتمع بين الطبقات. وحمّل عمار، العولمة مسئولية الفروق بين التعليم الخاص والتعليم الحكومى، قائلا: الواقع تمخض عن الكثير من الاستبداد والعنف، والطائفية، وتحالف رأس المال مع السلطة، لتستمر الوطأة على المجتمع، وظهرت الشركات متعددة الجنسيات التى قدمت جنودا ومرتزقة وهو ما تجلى فى حرب العراق الأخيرة. وأكد عمار، على أن العولمة لم تأبى بالأهداف، مدللا على أن الدولة تفرغ نفسها من مسئوليتها الاجتماعية. وأشار المفكر السيد يسين، إلى أن الكتاب الذى ألفه الكاتب الكندى جون سول ملىء بالحكمة والتحليل لأمور العولمة، قائلا: إن أهم تحول حدث من أثر هذه العولمة هو تحول المجتمعات من الدول الصناعية إلى ما نسميه بالمجتمعات المعلوماتية العالمية، مشيرا إلى ما يسمى بالفضاء الافتراضى، متفقا أيضا مع ما ذهب إليه "عمار" فى أن العولمة هى السبب فى الفجوات الكبيرة بين طبقات المجتمع. وأشار يسين، إلى أن الكاتب تناول فى كتابه خطورة العولمة الاقتصادية، وأن من هذه الأمثلة انحياز منظمة التجارة العالمية لصالح الدول الغنية، ضد الدول الفقيرة، وكذلك الاستعمار الثقافى الذى من المرجح أن يمحو خصوصية كل ثقافة. وأكد يسين، على أن العالم الآن يعيش فترة انهيار العولمة، مؤكدا على أنها ضد طبيعة البشر، مناديا بأن تقوم الدولة بالتدخل فى حياة المجتمعات، مثلما فعل باراك أوباما عندما ضخ الكثير من الأموال للبنوك من أجل إنقاذها أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية. ودعا يسين، الدولة لممارسة دورها، مؤكدا على أن الحكومة يجب أن تمارس سيطرتها على السوق، ولا تسمح بهيمنة رأس المال عليه. وعقب سول ، على كلمة الدكتور حامد عمار، مؤكدا على أن العولمة كانت تنادى بانتشار الرخاء، وهو ما ثبت عكسه عندما أدت العولمة إلى ازدياد الفقر وعودة نظام الطبقات بقوة، مؤكدا على أن الأثرياء غير مسئولين أمام الدولة، لإيجاد مجتمع عادل. وقال سول، العولمة هى أيضا التى أدت إلى مزيد من التعليم الخاص، وهو ما يدل على التناقض بين ما وعدت به، وما حدث فعلا، مشيرا إلى أن الكثيرين لا يتحركون من أجل مقاومة العولمة. ودعا، إلى التحرك من أجل مقاومتها، قائلا: هذه هى الفرصة للتغيير، وللخروج من أزمة العولمة، ولكن يبقى أصحاب السلطة الذين يرغبون فى الاستمرار، ولا يرغبون فى تلقى أى لوم.