أصبح التحرش الجنسى سمة العصر، وأصبح من طبيعة الشعب المصرى تحديداً شريحة كبيرة من الشباب، فإن كنت رجلاً، فمن المؤكد أنك على الأقل تعاكس مع أنها أصبحت موضة قديمة، أو تكون رجل محترم ولا تعاكس، على الأقل ترى مشاهد المعاكسة يوميا أمامك فى الشارع، وإن كنتِ امرأة، فمن المؤكد أنك تتعرضين للمضايقة بصفة يومية، حتى إن كنتِ على قدر قليل من الجمال، ذلك لأن المعاكسة تطورت وأخذت أشكالاً وأنماطاً مختلفة، ومن أمثال ذلك. زمان كانت المعاكسة بعبارات تسعد من تسمعها مثل ( إيه يا جميل، إيه الحلاوة دى.. إلخ)، ولكن نظراً لتطور العصر وضرورة مواكبة التطورات أحذت المعاكسة أشكالاً أخرى، فلا يوجد من يعاكس بألفاظ محترمة، ولكن الآن أصبحت الألفاظ الخادشة للحياء هى المعاكسة فى منظور الكثيرين وإن تضايقت الفتاة من ذلك وحاولت إيقاف الشخص عند حده، ستجد وابلاً من الشتائم والسباب. وحتى المعاكسة تطورت وأصبح لها شكل جديد، وهو التحرش بمختلف الأشكال وفى أى مكان، وقديماً كانت الأعياد مناسبة لزيارة الأقارب أو قضاء يوم ممتع مع الأهل فى أى مكان، الآن أصبحت الأعياد موسم للتحرش فى كثير من الأماكن، فلو قررت أن تذهب إلى الكورنيش أو إلى القناطر الخيرية فى العيد، ستجد أن الأطفال وليس الكبار يتحرشون بالفتيات..!! مهما كان الشكل أو السن ودون النظر لأخلاقها ولكن تعتبر هذه إحدى وسائل الترفيه والتسلية وتقضية وقت فى العيد. وإن لم تذهب إلى هذه الأماكن، يكفى أن ترى صفحات الجرائد وهى ستعرض لك صور ما يحدث، قديماً كانت الفتاة إن تعرضت للمضايقة من أحدهم تمر أمام أحد المقاهى أو الأماكن المزدحمة بالناس، ويكفى أن تستعين بأحدهم أو تصرخ فى وجه من يضايقها، وستجد ألفاً ممن يوجب معاه قائلا: "أنت ماعندكش أخوات بنات، احترم نفسك يا أخى)، وكثيراً من هذا الكلام الذى أصبح تراثاً، ولكن الآن لن يحاول أحد المساعدة، وإن مرت من أمام القهوة ستجد الكثير يساهم فى المعاكسة، والباقى يقولك: "يا عم وأنا مالى، شوف هيه لابسة إيه". قرأت فى أحد الجرائد أن معالى الوزيرة مشيرة خطاب، وزيرة الدولة للأسرة والسكان، تتقدم مسيرة لمناهضة التحرش، ونظمت جامعة القاهرة المسيرة لإطلاق مشروع (مدن آمنة من العنف والتحرش ضد المرأة)!! وصل بنا الحال لعمل مسيرة وإطلاق مشروعات لطلب الأخلاق وحماية المرأة، ليست هذه المقالة دفاعاً عن البنات، لأن هناك البعض يتعمد استفزاز مشاعر الشباب بملابسهم، ولكن فى الوقت ذاته، هناك الكثير لا يهتم بطبيعة البنت سواء كانت محترمة أم لا، محتشمة فى زيها أم لا، وقد وصل التحرش والمضايقات أيضا للمحجبات!! ملابس بعض البنات مستفزة للشباب ولكن هناك شباب يتحرشون بالبنات كنوع من التسلية أو الهزار، ويكفى أن تشاهد إعلان فيلم (678)، لتعرف ما وصل إليه حال الشعب المصرى وتحديداً الشباب، وطبعا ليس الكل ولكن مع الأسف نسبة كبيرة. وقبل أن أختم موضوعى أحب أن أخبرك عزيزى وعزيزتى أن التحرش أصبح عادة يومية، وننتهز فرص التجمعات فى المباريات والأتوبيسات والمترو وغيرها للتحرش بالفتيات ..........وعليه العوض فى الأخلاق.