المتحدة    وزير الزراعة يبحث مع ممثلي 22 شركة إنتاج دواجن بالصين تعزيز التعاون    الداء والدواء    وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الإيراني    السفاح يكسب الوقت !    أستاذ قانون دولي ل«الحياة اليوم»: أمريكا تتوحش في معاملة الجنائية الدولية وترهب القضاة    رئيس الجمعية الوطنية بكوت ديفوار يستقبل وفد برلماني مصري برئاسة شريف الجبلي    حسام حسن يتحدث عن حارس المنتخب أمام بوركينا فاسو    مصدر أمني: العثور على جثة السعودي المتغيب ولا شبهة جنائية حول الواقعة    وزير الطاقة ونائب أمير مكة يتفقدان استعدادات موسم حج 1445    فيديو.. محمد شاهين يطرح أغنية "ملعونة المشاعر"    إيرادات "تاني تاني" تتخطى 15 مليون جنيه بالسعودية خلال 6 أيام    نور تحكي تجربتها في «السفيرة عزيزة» الملهمة من مريضة إلى رائدة لدعم المصابين بالسرطان    أمين فتوى بقناة الناس: الدعاء مستجاب فى هذا المكان    هل يجوز ادخار الأضحية دون إعطاء الفقراء شيئًا منها؟ الإفتاء ترد    إنقاذ حياة كهربائي ابتلع مسمار واستقر بالقصبة الهوائية ببنها الجامعي    وزير الصحة يبحث مع نظيرته الأوغندية سبل التعاون في القطاع الصحي    «التخطيط»: 150 مليار جنيه لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع «حياة كريمة»    الخارجية الروسية: العقوبات الغربية لم تتمكن من كسر روسيا وفنزويلا    بيلينجهام مهدد بالغياب عن ريال مدريد في بداية الموسم الجديد    أميرة بهى الدين تستضيف أكرم القصاص فى "افتح باب قلبك" الليلة    فوز الدكتورة هبة علي بجائزة الدولة التشجيعية 2024 عن بحث حول علوم الإدارة    تعليق جديد من مي عز الدين بشأن أزمة والدتها الصحية    أمين الفتوى بقناة الناس: الدعاء مستجاب فى هذا المكان    الداخلية: إبعاد سوريي الجنسية خارج البلاد لخطورتهما على الأمن العام    هانز فليك يحدد موقفه من استمرار فيكتور روكي مع برشلونة    متى تبدأ الليالي العشر من ذي الحجة؟ «الإفتاء» تجيب    خالد الجندي: الفتوى تتغير باختلاف الزمان.. يجب الأخذ بما ينفعنا وترك ما لا يصلح لنا    جامعة المنصورة تتقدم 250 مركزًا في تصنيف QS البريطاني    «الصحة العالمية»: القاهرة تنفذ أكبر برامج الفحص والعلاج ل «الكبدى الوبائى»    «الأطباء» تعلن موعد القرعة العلنية ل«قرض الطبيب» (الشروط والتفاصيل)    بفرمان كولر.. الأهلي يستقر على ضم 3 لاعبين في الصيف الجاري    السبت أم الأحد؟.. موعد الوقفة وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2024    تعليق مثير من مدرب إشبيلية بشأن ضم أنسو فاتي    رحلة البحث عن الوقت المناسب: استعدادات وتوقعات لموعد عيد الأضحى 2024 في العراق    القومي لحقوق الإنسان والأعلى للثقافة يناقشان تعزيز قيم المواطنة    آخرهم أحمد جمال.. نجوم الفن في قفص الاتهام    "معلومات الوزراء": التقارير المزيفة تنتشر بسرعة 10 مرات عن الحقيقية بمواقع التواصل الاجتماعي    الجريدة الرسمية تنشر قرار محافظ الجيزة باعتماد المخطط التفصيلى لقرية القصر    الامارات تلاقي نيبال في تصفيات آسيا المشتركة    تجديد تكليف سامية عبدالحميد أمينا عاما لجامعة بنها الأهلية    وزير الري يبحث مشروعات التعاون مع جنوب السودان    «القومية للأنفاق» تعلن تركيب بوابات زجاجية على أرصفة مترو الخط الرابع    حزمة أرقام قياسية تنتظر رونالدو في اليورو    تكريم الطلاب الفائزين فى مسابقتى"التصوير والتصميم الفنى والأشغال الفنية"    يتناول نضال الشعب الفلسطيني .. عرض «علاء الدين وملك» يستقبل جمهوره بالإسماعيلية    النشرة المرورية.. خريطة الكثافات والطرق البديلة في القاهرة والجيزة    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن الحكومة الجديدة رسالة طمأنة للمواطن    محافظ القليوبية: تطوير ورفع كفاءة 15 مجزرًا ونقطة ذبيح    وزارة العمل تعلن بدء اختبارات الشباب المتقدمين لفرص العمل بالإمارات    مركز الأزهر العالمي للفتوى يوضح الأحكام المتعلقة بحج المرأة (التفاصيل)    مندوب فلسطين الدائم ب«الأمم المتحدة» ل«اليوم السابع»: أخشى نكبة ثانية.. ومصر معنا وموقفها قوى وشجاع.. رياض منصور: اقتربنا من العضوية الكاملة بمجلس الأمن وواشنطن ستنصاع لنا.. وعزلة إسرائيل تزداد شيئا فشيئا    لإحياء ذكرى عمليات الإنزال في نورماندي.. الرئيس الأمريكي يصل فرنسا    محافظ كفر الشيخ يتفقد موقع إنشاء مستشفى مطوبس المركزي    في 9 محافظات.. وزير الصحة يطلق المرحلة الثانية لمبادرة الكشف عن الأورام السرطانية    بتقرير الصحة العالمية.. 5 عناصر أنجحت تجربة مصر للقضاء على فيروس سي    رئيس إنبي: اتحاد الكرة حول كرة القدم إلى أزمة نزاعات    «الأهلي» يرد على عبدالله السعيد: لم نحزن على رحيلك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مأزق الاتحادات العربية
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 11 - 2010

كانت مشاركتى فى اجتماع المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، كعضو مع الوفد الذى مثل اتحاد كتاب مصر، فى الملتقى الذى انعقد فى مدينة بنغازى الليبية فى الفترة من 24-26 أكتوبر 2010 تحت عنوان: الثقافة العربية الأفريقية (رؤية مستقبلية) فرصة للتعرف –عن قرب – على المشكلات التى تواجهها اتحادات الكتاب العرب، ومعظمها مثلت دولها بوفود من المسئولين عن تلك الاتحادات (تونس- الأردن- عمان- الجزائر- فلسطين- المغرب- ليبيا- مصر- اليمن- السودان- الكويت- الإماراتالبحرين - سوريا - موريتانيا) وأول شىء لفت نظرى، أن المسئولين عن تلك الاتحادات يتكلمون أكثر مما يفعلون، ويدافعون عن قضايا هامشية خاسرة، لا تهم كتاب بلادهم، ولا علاقة لها بالواقع الثقافى، بقدر علاقتها بنوازع فردية، ذاتية، تغلب على سلوكهم، وتظهر فى أحاديثهم حين يتكلمون، وحين يتهمون بعضهم البعض، وسأضرب بعض الأمثلة فى النقاط التالية:
- حين كلفنى المكتب الدائم مع عضوين آخرين: أحدهما من تونس، والآخر من اليمن، بكتابة وصياغة تقرير حال الحريات فى الوطن العربى، لم أجد أمامى إلا تقريرين فقط، أحدهما من مصر، والثانى من السودان!! بينما غابت تقارير الدول الأخرى، وكأن كل شىء عندهم تمام!! على الرغم من أننا نقرأ كل يوم أخباراً عن إغلاق بعض الصحف، أو ممارسة الرقابة ضد بعض الكتب، ومنع بعضها الآخر من المشاركة فى معارض الكتاب، ونقرأ عن محاسبة واحتجاز بعض الكتاب أمام جهات أمنية، ونقرأ عن اعتقال بعضهم، ونقرأ عن تضييق مساحة الحريات فى أماكن كثيرة من بلداننا العربية، نقرأ عن كل هذا، ومع ذلك لم تقدم تلك الدول تقارير تشير إلى أحوال الحريات عندها!!، بل لاحظت أن بعض ممثلى الدول، أرادوا إخراج فحوى التقرير الختامى من عموميته، وأرادوا ذكر الدول التى تتعلق بها بعض الوقائع، تبرئة لبلادهم، وكأن الأمر متعلق بدولة واحدة فقط أو دولتين.. ومن المفارقات أن تقريرا قدمه أحد ممثلى اتحاد عربى وأرسله - عن طريق الفاكس- إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب العرب بالقاهرة، كان عن أحوال الحريات فى مصر!! وليس عنها فى بلاده، وكأن بلاده تمام التمام!! فى حين أن التقرير الذى قدمه اتحاد كتاب مصر - بشكل رسمى - كان تقريرا وافيا ومحترما، استند على مرجعيات كثيرة، منها ما نشر فى الصحف، ومنها ما تم عرضه على الاتحاد، واتخذت بشأنه مواقف فعلية وعملية، ومنها ما نشرته بعض المؤسسات المعنية بأمر الحريات، ولم نكن فى حاجة – بالطبع - إلى تقرير الزميل العربى الذى أراد أن يرضى ضميره، حين يقدم تقريراً بعيداً عن بلاده!! واندهش، وأتساءل: لماذا تتخلى الاتحادات العربية، عن القيام بدورها فى تفعيل مرصد الحريات، الذى دعا إليه الكاتب محمد سلماوى أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب العرب، فى شهر يونيه 2007 أثناء انعقاد مؤتمره فى العريش؟؟ ولماذا يخشى الكتاب العرب، من المشاركة بكتابة تقارير الحريات فى بلادهم؟ ويبدون - على هذا النحو - وكأنهم صاروا مجموعة من الموظفين لدى حكوماتهم، يخشون غضبها، إذا كشفوا أموراً تتعلق بأمر الحريات؟ أليس هذا الموقف مدعاة للتساؤل؟ إلا يعد سبباً فى تصاعد الأمور المتعلقة بمنع بعض الكتب، وعدم مشاركتها فى معارض الكتاب العربية؟؟ إلا يعد كاشفاً لتخاذل المثقفين، وخوفهم، وعدم رغبتهم فى توحيد صفوفهم؟؟ أليست هذه المواقف هى التى تساعد على ازدياد ممارسات القمع، والحجب، والمنع؟؟ هناك بعض ممثلى الاتحادات رأوا أن التقرير لا ينبغى أن يكون منحازاً تماماً لفعل الحرية، خاصة فيما يتعلق بالإبداع، بزعم أن هناك من الكتاب من يتعرضون للثوابت الدينية والوطنية، نراهم يبدون تلك الملاحظة، على الرغم من أن التقرير أشار فى بدايته إلى (أنه ينبغى تحسين وضع الحرية باعتبارها ممارسة، مؤازرة للتقدم والاستقرار، باعتبار حرية التعبير والفكر والإبداع قضية محورية للكتاب، والمبدعين العرب بما يستوجب الدفاع عن حقوقهم فى التعبير والكتابة دون شرط أو قيد، إلا ما يفرضه جوهر النظام العام، والقانون السوى العادل، والثوابت الدينية والوطنية، وبما يتوافق مع حقوق الإنسان، وذلك مع الحرص على حقوق الملكية الفكرية الأصلية والمجاورة) برغم أنه أشار إلى ضرورة الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية، إلا أن البعض رأى أن الدعوة إلى حرية التعبير أمر لا ينبغى التوسع فيه!!
- النقطة الثانية التى تشير إلى عدم اهتمام البعض باتحادهم، هو تقاعس- هذا البعض -عن دفع الاشتراكات السنوية، التى تعد مصدراً من مصادر دعم الاتحاد مالياً، برغم ضآلة مبلغ الاشتراك الذى لا يتعدى ألفى دولار فى السنة الواحدة، يتقاعسون عن دفع هذا المبلغ المالى، فى الوقت الذى تراهم فيه يسافرون، هنا وهناك، ويشاركون فى المؤتمر العام مرتين فى العام الواحد، غير مشاركتهم فى المؤتمرات النوعية التى ينظمها الاتحاد العام، وبالطبع تكون مصاريف كل هذه السفريات من اتحاداتهم العربية، وليست من جيوبهم الشخصية، فلماذا إذن لا يدفعون ديون الاتحاد العام، برغم علمهم أن لائحته، تنص على حرمان اتحاد الكتاب الممتنع عن دفع الاشتراك، من المشاركة فى انتخابات المكتب الدائم، سواء بالترشيح أو التصويت!! ألا يعكس هذا السلوك خللاً غير معلوم الأسباب؟ لقد استطاع أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب العرب الحصول على دعم مالى من اتحاد كتاب مصر، جاء من وزارة الثقافة، لدعم اتحاد الكتاب العرب، واستطاع الحصول على دعم مالى آخر من الحكومة الليبية، ولولا هذا الدعم لما استطاع الاتحاد - فى تقديرى- القيام بالدور المنوط به.
- النقطة الثالثة التى أود مناقشتها تتعلق بالشئون الداخلية التى آلت إليها بعض اتحادات الدول العربية، وتلك الشئون الداخلية تظل داخلية، ولا علاقة بأمانة الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأمينها العام بها، فأنت لا تستطيع مطالبته بالتدخل فى حسم أمر يخص كتاب الجزائر مع اتحادهم، أو كتاب فلسطين أو ليبيا، أو أى اتحاد آخر تثور فيه المشكلات، برغم أنها تؤثر على أدائه، وتؤثر على دوره، ونشاطه، بل وأهمية وجوده أصلا.
ومن أهم تلك الأمور الداخلية، انفصال تلك الاتحادات عن الواقع الثقافى ومجرياته، فضلا عن عدم تمثيلها لمعظم الكتاب، فى بعض البلدان العربية، الأمر الذى يخلق صراعاً بين معسكرين: أحدهما خاص بالكتاب المنضوين تحت راية الاتحاد، والثانى خاص بالبعيدين عنه، أو المبعدين، وتظل لعبة القط والفأر، تدور بين المعسكرين، ومن ثم تضيع القضايا الحقيقية، ويصبح الاتحاد مجرد كيان لممارسة الصراعات الفردية، التى هدفها الأساسى الحصول على مناصب، داخل مكتبه الفنى، والسعى إلى تلك المناصب، يؤثر على الأداء، ويجعل الاتحاد بعيدا عن كل شىء، إلا ماله علاقة بتحقيق المصالح الخاصة، وهذا ما تشير إليه الوقائع فى بعض الاتحادات، منها - على سبيل المثال - (رابطة كتاب ليبيا )، نرى كاتبا ليبيا هو: سالم العوكللى يقول: "إن رابطة كتاب ليبيا بدون كتاب!!"، ويتحدث عن هؤلاء الذين رآهم قد اقتحموا رابطة الأدباء والكتاب الليبيين عام 2004، محدداً (أنهم استولوا عليها فيما بعد، ليعيثوا فيها فسادا، ويسجلوا فى عضويتها المئات مما لا يتركون لجنة، أو جمعية، أو رابطة ليسجلوا ضمنها طمعا - كما يقول- فى أن توزع هذه الرابطة سيارات، أو أعلاف، أو أى شىء آخر)... ويكتب مقالاً نشره قبل إقامة مؤتمر هذا العام - بيوم واحد- فى إحدى الصحف الليبية ذاكراً فيه: (إنه فى الملتقى التحضيرى للقمة الثقافية العربية الذى عقد فى بيروت تحدثت مع رئيس اتحاد الكتاب العرب محمد سلماوى عن وضعية رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، فقال أعرف ذلك، ولكن يوجد الآن أكثر من اتحاد عربى مجمد العضوية ولا أريد أن أزيد من المشاكل. ثم أضاف: على العموم اكتبوا مذكرة بكل هذه التفاصيل وسوف ننظر فى الموضوع).
وأتساءل: هل مطلوب من الأمين العام أن يتفرغ لفض الاشتباكات الداخلية، والنزاعات المتعلقة بالاتحادات الفرعية، مستهلكا طاقته فى أمور لا علاقة لها بدور الاتحاد العام الذى هو – فى نهاية الأمر – مظلة لحماية حقوق كل الكتاب العرب، أعضاء الاتحادات، الحقوق المادية والمعنوية، فضلا عن اهتمامه بالشأن الثقافى العام، على مستوى الوطن العربى، وحماية مكتسبات المثقفين، والحفاظ على صورة الثقافة العربية أمام الغير، لتكون صورة حقيقية وصادقة، وليست صورة مشوهة، وقبيحة، تدعونا إلى الرثاء لأحوالنا، وأحوال المثقف العربى.
- أذكر أن ممثل اتحاد فلسطين حين جاء متأخراً عن اجتماع المكتب الدائم، يوما كاملا، بدأ حديثه باستعراض بعض الأمور التى تشير إلى مشكلات داخلية فى اتحاد كتاب فلسطين، اعتبرها سبباً فى تأخر وصوله إلى بنغازى، فما كان من الأمين العام، إلا أن ذكره بأن حديثه كله، يعد شأنا داخليا لا علاقة بالاتحاد العام به، فانتبه إلى ذلك، ولم أره يتحدث بعدها أبداً، وكأنه جاء - فقط - ليتحدث عن المشكلات الداخلية لاتحاده، لأنها هى التى تشغل باله فى تلك اللحظة، ولا شىء غيرها، لم يحضر ومعه أجندة محددة النقاط، وهو يمثل وطناً محتلاً، مغتصبا، تكون أحوال الكتاب فيه، أحوال مختلفة عن كتاب أى اتحاد آخر. هذا الاتحاد يواجه - هو الآخر - مشكلات داخلية عويصة، حيث يذكر عدد من أبرز الكتاب الفلسطينيين (إن غالبية الكتاب الفلسطينيين أصبحوا الآن خارج اتحاد الكتاب الفلسطينيين بعد انعقاد المؤتمر الثانى لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين فى العشرين من الشهر الماضى، حيث تم تعيين أمانة عامة للاتحاد، باتفاق فصائلى (خرجت منه الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، ولم تطرح أية قضية دستورية أو ثقافية للنقاش، ولم تعتمد أية معايير مهنية للعضوية، رغم أنه انعقد بعنوان: "مؤتمر القدس العاصمة الأبدية للثقافة العربية"، تحت شعار: "ثقافتنا، وحدتنا، ثوابتنا".
جاء ذلك فى بيان وقعه عدد من الكتاب والأدباء الفلسطينيين معتبرين "النتائج السلبية التى آل إليها اتحاد الكتاب؛ هى امتداد لحالة شلل المؤسسة، وتحولها للاستخدام الشخصى ولامتيازات المتنفذين، ولحالة الفصل بين المثقف ودوره، ولحالة نظام الكوتا الفصائلية، التى تؤمِّن الغطاء، وتصمت عن الانتهاكات مقابل مقاعد، بحسب البيان الذى أضاف أنه يمكن القول إن المؤتمر الجديد بنتائجه السلبية أخرج طائفة أخرى من الكتاب خارج الاتحاد، بحيث أصبحت الآن أكثرية الكتاب خارجه".
وأعلن الموقعون على البيان "أن الاتحاد الجديد لا يمثلنا بتاتا، كما نعتقد أنه قد انتهى، ومن حيث المبدأ، زمن الاتحادات الحصرية للكتاب ولغيرهم، فقد نشأت مثل هذه الاتحادات الحصرية لأسباب سياسية وطنية، تتمثل بدعم منظمة التحرير التى كانت تكافح من أجل تثبيت نفسها فى وجه القوى الخارجية كممثل وحيد للشعب الفلسطينى، أما وقد زالت هذه الأسباب، ولم يعد أحد ينازع المنظمة على تمثيل الشعب الفلسطينى، فقد انتهى معها زمن الاتحادات الحصرية، التى تحولت منذ سنوات إلى أداة كبح ومولدة بيانات لتأييد النهج السائد فى المنظمة والسلطة، أو إلى وسيلة للنفوذ والكسب الشخصى".
واختتم الموقعون بيانهم بالقول "نحن لا نوافق مطلقاً على تسمية الاتحاد الذى عقد مؤتمره أخيراً باسم (اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين)، فهو يمثل الكتاب المنطوين تحته فقط، أى أنه لا يمثل الكتاب الفلسطينيين خارجه، والذين يشكلون الكتلة الأكبر من الكتاب الفلسطينيين.
- ونرى يوسف شقرة رئيس اتحاد الجزائر - أثناء اجتماع المكتب الدائم - ينفى تماما ما قيل، ونشر حول موضوع إقالته من رئاسة الاتحاد، وأعتبرها شائعات لا علاقة لها بالحقيقة، ويقول "إنه باقٍ على رأس اتحاد الكتّاب الجزائريين وإنه تفاجأ للبيان الذى يقول فيه معارضوه إنهم عزلوه وعيّنوا بدله الكاتب جروة علاوة وهبى، ويؤكد أن بعض أعضاء الأمانة الوطنية المذكورين فى البيان لا علاقة لهم به"، ويستشهد بالكاتب (جروة علاوة وهبى) الذى نفى تماما علمه بهذا، وأكد أنها شائعة!! ولا أحد يعلم – بالطبع – ماذا يحدث هناك؟ لأن التصريحات متضاربة، ولكن مع ذلك فإن هذا التضارب، يعكس أموراً تحدث هناك، لا يريد أى طرف الاعتراف بها، لأن من يسيطر على الموقف، غير من يفقد السيطرة، ويبدو أن يوسف شقرة يسيطر على الموقف جيدا، وإلا ما استطاع أن يحضر اجتماعات المكتب الدائم فى بنى غازى، وينفى الشائعة، ولكن تظهر على وجهه علامات القلق، من أى شىء يشعر بالقلق؟! هو وحده يعرف الأسباب ربما.
- ومازال اتحاد الكتاب العراقى فى موقف لا يحسد عليه، على الرغم من استجابته للشرطين الذين أعلنهما الاتحاد العام فى اجتماعه بالعريش، فى مايو 2007، ومفادهما: إعلان موقف واضح من المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكى، وإقامة انتخابات حرة تضم كافة أطياف المشهد الثقافى العراقى دون إقصاء بسبب المواقف السياسية، حيث أرسل رئيس الاتحاد فاضل ثامر خطابا أوضح فيه موقف الأدباء والكتاب العراقيين، الوطنى، ورفضهم القاطع للاحتلال، كما أجريت الانتخابات فى بداية شهر أبريل الماضى، بمشاركة أكثر من 700 عضو، 200 عضو منهم يقيمون خارج العراق، وأُرسلت أوراقها إلى الأمانة العامة. وقرر المكتب الدائم تشكيل لجنة برئاسة الأمين العام لدراسة الموضوع من خلال الاتصال المباشر مع الأطراف المعنية داخل العراق وخارجه، إلا أن تلك اللجنة لم تذهب إلى العراق، بسبب خطورة الأوضاع هناك، وكشف نائب رئيس اتحاد الكتاب العرب خليفة أحواس أن قرار منع العراق من المشاركة جاء بعد استماع اللجنة المكلفة بالملف إلى شهادة أحد أعضاء الاتحاد من الداخل، وهو الكاتب العراقى المعارض فاضل الربيعى الذى دعته رابطة أدباء ليبيا لحضور اجتماع بنغازى، دعمًا له فى مواجهة اتحاد أدباء العراق "الرسمى". وأبدى فاضل الربيعى تأييده الشديد لعدم توجيه الدعوة إلى الاتحاد العراقى الرسمى لحضور اجتماع بنغازى، ونفى أن يكون قد انشق عن الاتحاد الرسمى العراقى، لكنه انتقد موقفه من الاحتلال، وكذلك قال إنه لم تجر انتخابات ديمقراطية نزيهة.
ومن المعروف أن الربيعى أسس تجمعا يضم أكثر من 300 كاتب وأديب وشاعر فى الداخل والخارج وذلك فى عام 2004.. وهو يحاول الآن بمساعدة الدول الرافضة، تشكيل اتحاد الكتاب العراقى – على ما يبدو- ومازلت اليمن وسوريا وفلسطين وتونس والأردن وليبيا من الدول المعترضة على ضم اتحاد كتاب العراق، بالصورة التى هو عليها الآن. وهناك من يقول: ألم يسبق أن تمّ تجميد عضوية كتاب فلسطين إثر الخلافات الحادة داخل الاتحاد بين فرعى دمشق وداخل فلسطين، واستمر التجميد من مؤتمر دمشق عام 1997 فى زمن رئاسة على عقلة عرسان حتى عام 2003 أى عام احتلال العراق. فلماذا تمّ التجميد؟ وكيف أعيدت العضوية رغم أنّ الظروف لم تتغير وما زالت قائمة حتى اليوم؟ يرى بعض الحضور آنذاك أنّ إعادة عضوية اتحاد كتاب فلسطين، كانت صفقة تجارية سوّقها نفس من اتخذ قرار التجميد وهو على عقلة عرسان، مقابل أن يوافق اتحاد كتاب فلسطين على تعديل دستور الاتحاد وانتخابه لدورة ثالثة.. وهناك من يتساءل أيضا: هل هناك فرق بين احتلال العراق واحتلال فلسطين؟ إذن لماذا عضوية فلسطين؟ واستمرار تجميد عضوية العراق؟
أسئلة كثيرة مازالت تُطرح على الساحة، ومُعظم الاتحادات العربية أصبحت فى مهب الريح، وتحتاجُ إلى تغيير كبير، من أجل اكتمال الحراك الناضج، ومن أجل النهوض بواقعنا الثقافى، ومن أجل إحياء قيم الحرية والعدل والحق، فى واقع أصبح كل شىء فيه مشوها، وكل شىء فيه يحتاج إلى مراجعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.