أدعو كل المتشددين، ومن يتخذون من العنف طريقا، ويستهدفون الأبرياء دون ذنب ، ومن يهللون لسقوط شهداء من أفراد الجيش والشرطة، إلى مراجعة الرسالة التى وجهها النقيب"أحمد فؤاد حسن" لأمه قبل عدة أشهر، والتى عثر عليها زملاؤه داخل أفروله الميرى عقب استشهاده، وهو يؤدى واجبه بمنطقة رفح بمحافظة شمال سيناء، إثر هجوم مسلح شنه عدد من المغيبة عقولهم باسم الدين، على أحد كمائن القوات المسلحة، عسى أن تكون لهم عظة، والتخلى عن أسلوب القتل والتصفيه والشماتة. وجاء نص الرسالة الشهيد كالآتى: "السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، إزيك يا أمى، عاملة إيه، لو قدر ليكى تشوفى رسالتى، ده معناه إنى استشهدت و إن أصحابى لقوها فى جيب الأفرول بتاعى، وزى ما أبويا قرر يدخلنى الجيش بعد الثورة، وخرجت منه ملازم قد الدنيا، كان عندى إصرار.. بصراحة أنا اللى كان عندى إصرار إنى أروح أخدم فى سيناء. قولى يا حاجة لأخويا إن فيه حرب هنا بجد، فيها سلاح ثقيل و فيها أسلحة متطورة، و فيه أعداء، منهم ناس بتضحك في وشنا الصبح و لما الليل يجي، ويبدأ ضرب النار، ونرد عليهم، نروح نشوف اللي مات، نلاقي جثة لواحد كان الصبح بيفطر معانا من كام يوم يا أمى جاء القائد العام الفريق صدقي صبحى وزير الدفاع، والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، وتناولوا معنا الغداء، و سأل الفريق صبحي عن جندى تم تكريمه منذ شهور بسبب تضحيته في الدفاع عن زملائه، فأخبرناه أنه استشهد، فلم يكمل وزير الدفاع طعامه، وأمر بمقابلة أهل الجندى الشهيد فور رجوعه للقاهرة. لما تشوفي جثتي يا أمى اوعى تبكي، أو تضعفي، عايزك تقولي لكل الدنيا وإنتى لابسة أبيض في أبيض، إنك أم الشهيد، وإنك أم البطل، وعايزك تقولى لكل شعب مصر بالنيابة عنى وعن كل زملائى ماتخافوش، إحنا واقفين ناخد الرصاصة في صدرنا بدالكم. هذا هو فكر شاب، وطنى، مصرى، شهيد، يطلب من والدته، فى رسالة لا يعلم إن كانت ستصل أو لن تصل، أن تخبر الشعب المصرى "ألا يخاف" وأنه هو وزملاؤه يتلقون الرصاص فى صدورهم بدلا منهم. وهناك للأسف فكر التكفيريين الذين اتخذوا من مفاهيم "المودودى وسيد قطب" التى ما أنزل الله بها من سلطان، طريقا ونهجا، قانعين أن من يدعى أنه يحكم، أو يصدر قوانين يخضع لها البشر هو "كافر" لأنه ينازع الألوهية فى أخص خصائصها وهى "الحاكمية" والأكثر من هذا، أنهم على قناعة، أن من يطيعون الحاكم الذى يضع القوانين الوضعية الحاكمة هم أيضا "مشركون" لأنه اتخذوا من دون الله إلها آخر. ومن هذا المنطلق يقتنعون أن قتلهم للأبرياء، سواء من أفراد الجيش، والشرطة، والمدنيين، هو طريقهم إلى الجنة، لأنهم يقتلون كفارا ومشركين، اتبعوا قوانين وضعية أمر بها حاكم كافر، اتخذ من ذاته ندا لله، ومن ثم يجوز قتله. أدعو كل هؤلاء ، ومعهم كل من يساندونهم، ويدعمونهم، ويؤيدونهم، ومن بدون شماتة فى قتل الأبرياء إلى قراءة رسالة الشهيد النقيب"أحمد فؤاد حسن" الذى سقط وهو يؤدى واجبه فى الدفاع عن تراب وطنه ، وما تحتويه من كلمات ومعانى، ومراجعة أنفسهم وعقائدهم، لعلها تكون لهم بداية العودة . سحقا لكل قاتل .. والرحمة لكل شهيد .. والصبر والسلوان لكل أم وزوجة استشهد ولدها أو زوجها وهو يؤدى واجبه فى معركتنا ضد الإرهاب .