"مفيش وحدة صحية" .. "عايزين علاج".. "حلمنا نشرب مياه نظيفة" كلمات جسدت سان حال أهالى قرية الغزاوية بمحافظة القليوبية.. الواقعة على بعد كيلومترات من مدينة طوخ حيث كان الأهالى فى انتظار القافلة الطبية التى نظمها نادى روتاراكت الجزيرة بالتعاون مع الجمعية الأهلية للقرية. ضمت القافلة الطبية نحو 14 طبيباً فى تخصصات طبية مختلفة (باطنة – عظام – أسنان – جلدية – أطفال – نساء) إلى جانب التحاليل الطبية، وتجاوز عدد المقبلين لإجراء الكشوفات اللازمة 400 مواطن، وكانت النسبة الأكبر للكشف بقسم الباطنة والأطفال بواقع 131 شخصاً، يليه قسم العظام (59 شخصاً)، ثم النساء والتوليد (37 شخصا)، والأسنان 34 شخصا، وأخيراً الجلدية (25 شخصا) أما عدد المواطنين الذين قاموا بإجراء التحاليل الطبية (120 مواطنا من أهل القرية). من جانبهم عبر أهالى القرية البالغ عددهم 6000 نسمة، عن استيائهم من عدم وصول أية خدمات طبية إليهم. تقول الحاجة سيدة طلبة والتى تجاوزت الستين عاما، أعيش على معاش أخى البالغ 250 جنيها ومفيش ولا وحدة صحية، ولا مستوصف.. وكل فين فين لما تجيلنا قافلة.. والدواء اللى معاهم مش بيكفينا". أما الحاجة فوزية تجاوزت الستين أيضا، تعيش من معاش ابنها البالغ (50 جنيها فقط) تقول: "حتى العيش مش موجود، والمياه مش نضيفة.. وكل القرية عندها تيفود.. ومحدش بيدينا أى علاج ليه.. والدواء غالى.. هنجيب منين؟" ويضيف سيد عبد المعبود عبد الهادى (54 سنة) متزوج ولديه طفل واحد.. ولا يعمل لظروف مرضه : مفيش وحدة صحية ولا دكاترة ولا حاجة.. وحتى لما القافلة بتيجى، ما بتجيش الأدوية اللى معاهم.. فيه ناس فى القرية عندهم فيروس سى.. محتاجين علاجات غالية.. احنا عايزين مستوصف قريب فى القرية". ويقول عمر كامل عبد العاطى: 37 سنة – سائق – متزوج ويعول (3 أطفال): أقرب وحدة للعلاج فى طوخ.. لو حد حصله أى حاجة لازم نجيب عربية وننزله طوخ.. وهناك بيطلبه علاج غالى.. مش بنعرف نشتريها. ويوضح أشرف طلبة من أهل القرية ورئيس مجلس إدارة الجمعية الأهلية للقرية: "إننا نأخذ على عاتقنا محاربة الجهل والفقر والمرض بالقرية، أنشأنا دار حضانة ومكتبة ووحدة كمبيوتر لتعليم صغار القرية، ولدينا 8 ماكينات خياطة تعليم السيدات حرفة الخياطة والتفصيل كوسيلة لمساعدتهم على كسب الرزق، وبالنسبة لمحاربة المرض، لقد نجحنا فى تنظيم القافلة الطبية مع نادى روتاراكت الجزيرة مرتين.. ولكن لازلنا نحتاج الكثير.. نحتاج وحدة صحية بالقرية، ومركز شباب لمزاولة الأنشطة المفيدة بدلاً من انجراف الشباب إلى الإدمان والضياع، ونحتاج مشروع صرف صحى لأن المجارى أغرقت بيوتنا.. كما نحتاج إلى مشروعات صغيرة للقضاء على البطالة داخل القرية (ورش نجارة – مشغل ملابس – مشروع تسمين للعجول). وعن نادى روتاراكت الجزيرة، يقول على أبو العزم رئيس النادى إننا نحاول على قدر استطاعتنا - بالتعاون مع الجمعية الأهلية - الوقوف إلى جانب أهل القرية من خلال تنظيم القوافل الطبية، بدعم شركات الأدوية التى تقدم لنا مجموعة من الأدوية، ولكن احتياجات أهل القرية للدواء والعلاج أكبر من ذلك.. فهناك بعض الحالات التى تحتاج إلى عمليات وجراحات، وأدوية أكثر تخصص إلى جانب المسكنات والمضادات الحيوية. وعن مشروعاتنا المستقبلية، فنحن بصدد تنظيم حملة للتبرع بالدم على مستوى الشركات والمدارس والجامعات فى القاهرة الكبرى.
