سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضائح جديدة ينشرها موقع ويكيليكس حول حرب العراق: أكثر عدد من القتلى المدنيين قتل على أيدى العراقيين.. وواشنطن وطهران خاضتا حربا فى الظل.. ومؤسس الموقع: الملفات تتحدث عن "حمامات الدم" بعد كشفه النقاب عن أسرار الحرب الأمريكية فى أفغانستان قبل عدة أشهر..
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا مفصلاً عن الوثائق السرية التى كشف عنها موقع ويكليكس، تلك الوثائق التى تفضح أسرار الحرب الأمريكية على العراق والأهوال التى تعرض لها العراقيون على مدار سبعة أعوام، وقالت إن التقارير تكشف عن عدد المدنيين الذين قتلوا على أيدى العراقيين، وكان أعلى بكثير مما أعلن عنه حتى الآن. وذكرت نيويورك تايمز، أن الوثائق تكشف النقاب عن سقوط 285 ألف ضحية منذ بداية الغزو الأمريكى عام 2003 بينها 109 آلاف قتيل على الأقل، 63% منهم مدنيون، و15 ألفا منهم مجهولو الهوية، وكان للقوة الجوية نصيب الأسد من حصد أرواح هؤلاء الضحايا. وقالت الصحيفة إن 31 أغسطس من عام 2005، كان بين أسوأ الأيام التى شهدتها الحرب، إذ تدافع مئات المدنيين الفارين فوق كوبرى فى بغداد، وتعرضوا لعدة هجمات فى وقت سابق مما أثار ذعرهم، فسقط قرابة ال950 شخصًا، ولم يكن يوم 14 أغسطس من عام 2007، أفضل كثيرًا إذ أسفر تفجير شاحنة ملغومة عن مقتل 500 شخص بالقرب من الحدود مع سوريا. غير أن شهر ديسمبر من عام 2006 كان الأكثر دموية فى العراق، وقتل فيه 5183 شخصًا، صنف 4000 منهم على أنهم مدنيون. وتظهر مثلا برقية عسكرية سرية أن طائرة أف 15 ألقت فى سبتمبر 2005 قنبلتين على هدف وألحقت به إصابات بالغة. واكتفت الوثيقة بالقول إن الأضرار فى ساحة المعركة، حيث "استهدف مسلحو القاعدة" غير معروفة، لكن برقيات لاحقة تحدثت عن ثمانية قتلوا بينهم أربعة أطفال وامرأتان، ما جعل الجيش الأمريكى يصدر بيانا يتحدث عن عدد غير معروف من القتلى المدنيين سقطوا فى الغارة. أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن الوثائق الأمريكية السرية التى نشرها موقع ويكيليكس تكشف تفاصيل حرب فى الظل تجرى على أرض العراق بين القوات الأمريكيةوإيران وخصوصًا استعمال طهران ميليشيات لقتل أو خطف أمريكيين. ونشرت المعلومات الاستخباراتية حول قيام إيران بتدريب وتسليح ميليشيات شيعية ليست جديدة، ويتهم المسئولون الأمريكيون، وبينهم قادة عسكريون، منذ فترة طويلة طهران بمحاولة نشر العنف لتقويض نفوذ الولاياتالمتحدة وإضعاف حلفائها فى بغداد. ومن الوثائق التى نشرت، تقرير ميدانى يصف حادثا وقع على الحدود العراقية الإيرانية فى السابع من سبتمبر 2006 عندما صوب جندى إيرانى قاذفة صواريخ على وحدة أمريكية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقى مع قوات عراقية. وأطلق الجنود الأمريكيون النار من رشاش على الجندى الإيرانى وقتلوه، حسب التقرير. وأضاف أن الوحدة الأمريكية كانت موجودة فى تلك المنطقة "لكشف طرق مهمة للتسلل" يسلكها الإيرانيون لنقل أسلحة إلى العراق. وقالت الوثيقة إن الوحدة الأمريكية كانت لديها توجيهات بالبقاء على بعد كيلومتر واحد عن الحدود فى كل الظروف بسبب "الطابع الحساس للمنطقة فيما يتصل بعقوبات الأممالمتحدة" المفروضة على إيران "ومخاوف إيران من أن تكون الولاياتالمتحدة تستعد لغزوها". وتصف الوثائق أيضًا الطريقة التى سلحت بها إيران ودربت كتائب موت تضم عراقيين لشن هجمات على قوات التحالف والمسئولين الحكوميين. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن الوثائق أنه يشتبه بأن الحرس الثورى الإيرانى لعب دورًا حاسمًا فى هذا المجال. وكتبت نيويورك تايمز نقلا عن الوثائق أن الهجمات التى تدعمها إيران تواصلت بعد تولى باراك أوباما الرئاسة فى الولاياتالمتحدة فى يناير 2009، موضحة أنه ليس هناك أى إشارة إلا أن لهجته التصالحية أدت إلى تغيير فى دعم طهران للميليشيات. وتحدثت الوثائق عن اعتقال متمرد واكتشاف مخابئ عديدة لأسلحة إيرانية، تثبت نوايا طهران. وأكدت واحدة من هذه الوثائق أن الإيرانيين كانوا يخططون أيضًا لضرب المنطقة الخضراء فى بغداد التى تضم المبانى الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة بأسلحة كيميائية. ومن جانبه، صرح جوليان اسانج، مؤسس ويكيليكس لشبكة سى إن إن الأمريكية بأن الملفات الأمريكية السرية التى كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذى يمثله النزاع فى العراق. وردا على سؤال للشبكة الأمريكية حول كشف هذه الوثائق، أكد اسانج أن الملفات صورة للوضع فى العراق أكمل من الوثائق التى كشفت من قبل حول النزاع فى أفغانستان. وقال إن "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله". وتشير الملفات إلى مقتل حوالى 109 آلاف شخص خلال سنوات مقابل عشرين ألفا فى أفغانستان كما كشفت الوثائق التى نشرها الموقع من قبل. وأضاف اسانج أن "عدد القتلى اكبر بخمس مرات فى العراق ويمثل حمام دم حقيقى بالمقارنة مع أفغانستان".