سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غضب فلسطينى من مصادرة حماس للحريات وإغلاق نقابة الصحفيين بغزة.. وإعلاميون ل"اليوم السابع": الصحفى عندنا يشعر أن هناك شرطياً فى رأسه يوجهه قبل أن يكتب أية كلمة
أثار قيام حركة حماس خلال اليومين الماضيين بإغلاق مقر نقابة الصحفيين فى قطاع غزة غضب الأوساط الصحفية، ليس فقط داخل الأراضى المحتلة وإنما فى العالم العربى كله، وإن لم يدم الغلق سوى ساعات، إلا أن المراقبين اعتبروه دليلا على ما أسموه بسياسة تكميم الأفواه التى تتبعها الحركة داخل القطاع وسياسة الصوت الواحد التى تتبعها فى كافة المجالات وليس فقط تجاه الصحافة. وليد العوض الصحفى بغزة وعضو المكتب السياسى لحزب الشعب الفلسطينى روى لليوم السابع ما حدث من الأمن الداخلى لحماس تجاه نقابة الصحفيين، قائلا "حضر يوم الثلاثاء الماضى شخصان من الأمن الداخلى لحركة حماس وداهما مكتب نقابة الصحفيين وفى المساء من نفس اليوم عقب إغلاق دام ساعات أكدوا لنا فى اتصال أنه لا قرار بإغلاق النقابة"، موضحا أن هذا القرار بإبقائها مفتوحة جاء بعد سلسة من الاتصالات من قبل نقيب الصحفيين والأطراف السياسية مع حكومة حماس، مؤكدا أن المكتب حتى الآن مفتوح فى غزة ، لكن لا ضمان لدى الصحفيين بعدم تكرار مثل هذا الحادث الذى يعد انتهاكا وخرقا لحقوق الإنسان والحريات والإعلام. وأضاف العوضى، أن هناك محاولة من حماس لإغراق المؤسسات النقابيه بشكل عام والصحفيين بشكل خاص فى التجاذبات السياسية بينها وبين الفصائل الفلسطينية، مشددا على أن هناك حالة من التخبط السياسى وهو ما أرجعة الى الانقسام الفلسطينى والذى انتشرت ضحاياه فى جميع أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، واصفا الصحفيين بأنهم أول المتضررين من حالة الانقسام وانتهاك حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية الناجمة عنه. وكشف العوض أن الاعتداء على الصحافة لا يقتصر فقط على إغلاق مقر النقابة، وإنما الصحفيون أنفسهم يتعرضون لمضايقات عديدة، فضلا عن المنع والقيود الواسعة على توزيع الصحف داخل القطاع ومنع كل ما هو ضد حماس وسياساتها ، مؤكدا على أن عودة وحدة الصف الفلسطينى ربما تكون حلا لما آلت إليه حالة الصحفيين فى قطاع غزة والضفة الغربية، إلا أنه استبعد فى الوقت ذاته إنهاء الانقسام ، مقللا من نتائج الاجتماع المرتقب بين فتح وحماس يوم الأربعاء المقبل حيث هناك مقولات كثيرة ترددت عن احتمالات تأجيل الاجتماع. "الصحفى فى غزة يشعر أن هناك شرطيا فى رأسه يوجهه قبل أن يكتب أى كلمة" بهذه الكلمات عبرت " لنا شاهين " مراسلة النيل الإخبارية فى قطاع غزة، وقالت إن الصحفى داخل القطاع لا يشعر بالأمان فهناك انتهاكات واعتداءات وطريقة تعامل سيئة، لافتة إلى أن الصحفيين يعترضون على ذلك ويذهبون مرارا إلى وزارة الداخلية فى حكومة حماس ولكن لا يوجد أى استجابة لطلبات الصحفيين. وكشفت لنا عن أن هناك حوادث عديدة تصل إلى حد الضرب أحيانا كثيرة، وأضافت قائلة "لا أنكر أن هذا يحدث فى الضفة الغربية ولكن فى قطاع غزة الموضوع مختلف فالصحفى دائما يتردد فى كلمة يكتبها وهل سيعاقب بسببها أم لا" ، وطرحت لنا سؤالا يدور فى عقل كل صحفى بالقطاع يتعرض للضرب والاعتداء "ما الذى يفيد بقرار حماس الإبقاء على مقر نقابة الصحفيين مفتوحا إذا كانت هى بالأساس ممنوعة من ممارسة عملها النقابى؟، فأى شئ يحدث لى كصحفية ويتم قمعى من يدافع عنى ، هل أنتظر النقابة فى الضفة حتى تصدر بيانا تدين فيه ما حدث". وشددت لنا أيضا أن ما آلت له حقوق الصحفيين إنما نتاج للانقسام والسياسة القمعية لحركة حماس داخل القطاع، مسترجعة أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" وقتها كان للصحفيين مكانة وحقوق ورجل يدافع عنها، قائلة "حتى الصحفيين انقسموا على أنفسهم طبقا للخط السياسى الذى يؤمن به الصحفى والفصيل الذى يتبعه". ومن جانبه أوضح المتحدث باسم حركة فتح فى الضفة الغربية فهمى الزعارير أن التعرض للحريات العامة بما فيها حرية الرأى والتعبير إنما تدلل على قصور فى السياسة التى تتبعها حماس فى قطاع غزة، وانتقد بشدة موقف حماس من نقابة الصحفيين، إلا أنه أشار إلى عدم وجود اتصالات بين فتح وحماس بهذا الخصوص وأن نقيب الصحفيين فى غزة هو من تولى مسئولية إعادة فتح المقر مرة أخرى.