كشف سفير كندابالقاهرة فرى د كركوف عن عقده مجموعة من اللقاءات مع عدد من ممثلى القوى السياسية المعارضة فى مصر للحديث معهم عن الانتخابات القادمة التى ستشهدها مصر، وقال إنه التقى بأعضاء من حزبى الوفد والتجمع، بالإضافة إلى المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع. وأشار كركوف فى تصريحات خاصة لليوم السابع إلى أنه استنتج من لقائه بالمرشد أن الإخوان أمامهم مشكلة كبيرة، لأنهم مازالوا يرفعون شعار "الإسلام هو الحل"، رغم أنهم يدفعون بمرشحات فى الانتخابات البرلمانية. وأعرب السفير الكندى عن قلقه من خطورة ظاهرة الإسلاموفوبيا أو التخوف من الإسلام بالغرب، لافتاً إلى أن السبب الرئيسى وراءها أنه وفقاً لبعض الإحصائيات، فإن 90% من الإرهابيين من المسلمين، إلا أن هذا لا يعنى أن الإسلام دين يدعو للإرهاب وإنما هؤلاء الأصوليون يفسرون الإسلام بما يخدم أجندتهم الخاصة، وقال "ربما يكون فشل عملية السلام بالشرق الأوسط أحد الأسباب، إلا أنه ليس السبب الوحيد لانتشار الإرهاب، فقد عملت طوال حياتى بالعديد من الدول الإسلامية ودرست وكتبت عن الإسلام وأعلم جيداً أنه دين تسامح، ويسعدنى القول بأن مثل تلك الظاهرة ليس لها وجود على أرض كندا". وأضاف كركوف "لقد أصبت بالهلع عند حرق القرآن فى أمريكا، لأنى أعلم جيداً مدى حساسية هذا الأمر وما يمثله القرآن للمسلمين باعتباره كلام الله، لذلك كان رد فعلهم تجاه أفعال هؤلاء الحمقى بالولايات المتحدة التى أعرب زعمائها عن رفضهم هذا الفعل المشين". أوضح السفير الكندى، أنه منذ توليه المنصب سفيراً لكندابالقاهرة ولديه مزيج من المشاعر المختلطة بسبب تاريخ مصر الطويل الذى يجعل المصريين فاخورين به وأحياناً يكون عبئاً يصعب تحمله، فضلاً عن الأصول المتنوعة ما بين فرعونية وإسلامية وقبطية، وهو الأمر الذى يجعل دراسة تاريخكم مثيرة وشيقة والشعب المصرى ودود ويبالغ أحياناً فى إظهار حبه للآخرين ولديهم روح دعابة يتميزون بها حتى على المستويات الدبلوماسية العالية. ورداً على سؤال حول ظهور قوى جديدة بالمنطقة تهدد الدور المصرى مثل تركيا وإيران، أكد السفير دكركوف أن الأمر يرجع إلى اختلاف الأدوار وليس تراجعها، ففى فترة الاستعمار قادت مصر الكثير من الشعوب نحو التحرر و الاستقلال خاصة فى عهد الرئيس عبد الناصر ولم يتزعزع هذا الدور الآن بدليل أن الرئيس مبارك كان أول من تحدث بالقمة العربية الأفريقية التى عقدت منذ أيام فى ليبيا تلك القمة التى لم تنعقد منذ 33 عاماً بسبب النزاعات بين الدول الأعضاء ويعتبر ذلك اعترافا صريحاً بقيمة مصر ونحن نعتبرها اللاعب الأساسى الذى لا يمكن بفعل شىء بدونه بالمنطقة ولا يمكن إغفال دورها فى عملية السلام ومحاولتها الصلح بين فتح وحماس. وأضاف السفير الكندى بالنسبة للدور التركى، فهو مكمل للدور المصرى والحكومة التركية تتخذ منهجاً جديداً فيما يتعلق بالسياسة الخارجية برفض العداوة على الحدود وأحداث توازن جيد بين الغرب والشرق وأعتقد أن ذلك كله جيد إذا انعكس على المسار مع سوريا ولا توجد مشكلة فى تبادل الأدوار التى تشهد صعوداً وهبوطاً من حين لآخر. أما إيران فإنها معضلة كبيرة وتعلمون أن لدينا مشكلات جادة معها بسبب برنامجها النووى ولابد من مراقبة الدور الإيرانى بالمنطقة، لأننا نشعر بقلق تجاه ملفات التنمية وحقوق الإنسان بها ونأمل التحكم فى برنامجها النووى، لذا شاركنا فى العقوبات التى فرضها عليها مجلس الأمن ورغم قيام مصر بفتح الخطوط الجوية بين البلدين، إلا أن لديكم مشكلات بالغة مع النظام الإيرانى على المستوى السياسى ويعترينا القلق مثل الحكومة المصرية من نوايا إيران بالمنطقة. وأشار السفير الكندى إلى أن الاتهامات الموجهة للغرب بغض الطرف عن إسرائيل فيما يتعلق بأسحلة الدمار الشامل شهدت جدلاً واسعاً فى جنيف وفيينا وسوف ينتهى هذا الجدل بعقد مؤتمر عام 2012 لإخلاء المنطقة من تلك الأسلحة لتحقيق السلام والأمن لشعوبها. وأكد السفير دكركوف على تنامى فرص الاستثمار فى مصر والاتجاه نحو زيادة حجم التبادل التجارى مع مصر الذى وصل إلى 2 مليار دولار فى حين سيتم وخفض ميزانية التعاون الإنمائى، بعد تمتع مصر باقتصاد متوسط وبالتالى باتت فى غنى عن تلك النوعية من المنح، إلا أن التعاون سيستمر فيما يتعلق بدعم المرأة والمشروعات المتوسطة والصغيرة. وعن العلاقات الثنائية بين القاهرة واوتاوا أكد السفير دكركوف على تمتع البلدين بعلاقات وطيدة على كافة المستويات ولدينا حوار دائم وزير خارجيتنا لورنس كانون والسيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصرى، كما أن سفير مصر لدى اوتاوا السفير وائل أبو المجد يقوم بمجهود رائع لخدمة الجالية المصرية وتحقيق اندماجهم اللازم بالمجتمع الكندى ومنهم من يعتلى الآن مناصب رفيعة ويتمتعون بالثقافة والتعليم العالى وهناك 1500 طالب مصرى يدرسون فى كندا إلى جانب 8 آلاف طالب يدرسون بمؤسسات تعليمية كندية فى مصر، إضافة إلى العديد من الأنشطة الثقافية التى لا تتوقف وتهدف إلى توطيد العلاقات المصرية الكندية وعلى المستوى التجارى والاقتصادى وصل حجم التجارة المتبادل إلى 2 مليار دولار ونأمل فى زيادته خلال الأعوام القادمة وتتركز واردات مصر فى قطاع الزراعة والغذاء. وحول شكوى بعض المصريين من صعوبة الحصول على تأشيرات الزيارة أو الهجرة إلى كندا أوضح السفير دكركوف بجدية شديدة "لدى رسالة إلى أصدقائنا المصريين أن من أهم الأسباب التى تؤدى إلى رفض طلبات التأشيرة عدم ملء الاستمارات بشكل سليم"، مضيفاً "لا أجد أى إهانة فى طلبنا من المتقدم ذكر سبل الانفاق والإقامة بكندا باعتباره أحد الإجراءات والقوانين التى تحكم عملنا ومن البديهى أن يحترم الجميع القانون". وبخصوص طلبات الهجرة، أكد سفير كندابالقاهرة، أن الكثيرين ممن يتقدمون بطلبات هجرة يتخذونها ذريعة لطلب اللجوء، وهذا أمر لا نقبله، لأنه لا يوجد بمصر أى دواعى لذلك ورغم أننا نرحب بالمهاجرين ونستهدف استقدامهم إلى كندا بواقع 1% من نسبة سكان كندا كل عام، إلا أننا لم نحقق هذا الهدف بسبب طول الإجراءات فربما تحصل على رد على طلبك بعد ما يقرب من سنتين إلى 4 سنوات، وهى فترة طويلة وأعلم أن هذا محبط ونحاول تيسير تلك الإجراءات من خلال موقع الحكومة الكندية والاطلاع على الاشتراطات اللازمة حتى يوفر المتقدم الجهد والوقت، لأن لدينا فرص للهجرة كبيرة ونحتاج المزيد من المهاجرين وكلما توافرت المهارات المطلوبة كلما زادت فرص الهجرة. وبنبرة جادة، أكد السفير الكندى، أن الكثيرين يعتقدون أننا بعيدون عن المشهد الخاص بعملية السلام بالشرق الأوسط، إلا أننا سبق وأعلنا من قبل أننا نؤيد حل الدولتين ونقدم دعماً كبيراً للسلطة الفلسطينية بلغ مؤخراً 300 مليون دولار للضفة الغربية لتنمية الاستثمار والمشاركة فى أعمال إعادة الإعمار وأعتقد أنه إذا حدث تصالح بين فتح وحماس سوف ينخفض معدل الإهاب، إلا أنه لن ينتهى وسيكون مؤشراً جيداً على إقامة دولة فلسطين والتعايش فى سلام مع جارتها إسرائيل.