التقى الدكتور يوسف زيدان بالبابا ثيوذوروس الثانى (بابا وبطريرك الأرثوذكس بالإسكندرية وسائر إفريقيا) فى اجتماع دام لمدة ساعتين حضره هاريس تزالاس (عالم الآثار الغارقة) ومدير مكتبة المقر البطريركى، ومجموعة من العاملين بمعمل الترميم بمركز المخطوطات، وخلال الاجتماع الذى انعقد بمكتب د. يوسف زيدان (مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، الروائى الحاصل على جائزة بوكر العربية 2009) تم الاتفاق على قيام معمل الترميم بإنقاذ وصيانة مجموعة المخطوطات والكتب النادرة الموجودة حالياً فى مكتبة البطريركية بالإسكندرية، وهى مجموعة تضم أقدم المخطوطات المسيحية وأوائل المطبوعات التى يتعلق كثيرٌ منها بالتراث المسيحى المصرى. وبطريركية الروم الأرثوذكس هى أقدم كنيسة مصرية قامت منذ القرن الثالث الميلادى، وكانت تسمى سابقاً كنيسة (الملكانيين) ثم عرفت بعد الفتح العربى لمصر بكنيسة الروم الأرثوذكس ، وتختص الكنيسة برعاية طائفة الأرثوذكس (الخلقيدونيين) بإفريقيا جمعاء، وتقوم بذلك من خلال (19) مطرانية، و(14) أسقفية ما زالت تنمو لترتقي إلى درجة المطرانيات، و(6000) مدرسة، و(3000) مستشفى. تمويلها الأساسي من الهبات والمعونات الخاصة والعامة من الأفراد والحكومات والمؤسسات، وخاصةً اليونانية بشقيها (اليوناني والقبرصى). ويعد معمل الترميم الذى أنشأه مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية، واحداً من أكبر معامل الترميم فى العالم، حيث يضم عدة أقسام متخصصة فى المعالجة الكيميائية للمخطوطات والكتب النادرة، والترميم الآلى للكتب النادرة، بالإضافة إلى قسم الترميم اليدوى الذى يضم أكثر من عشرين متخصِّصاً تم تدريبهم فى أوروبا منذ سنوات على أكثر مناهج وأساليب الترميم تقدماً فى العالم، وقد قام المركز فى السنوات الماضية بإنجاز عديد من المشروعات المشتركة مع دول عربية وأوروبية، تم خلالها ترميم مقتنيات عدة مراكز كبرى داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى قيامه بأعمال الترميم والحفظ للمخطوطات والكتب النادرة الموجودة فى مكتبة الإسكندرية. وخلال جولته بأقسام معمل الترميم، أبدى ثيوذوروس الثانى (البابا والبطريرك للأرثوذكس بالإسكندرية وسائر إفريقيا) إعجابه الشديد بالمستوى الرفيع لهذه الأقسام، كما أعرب عن سعادته بهذه الخطوة الرامية إلى الحفاظ على التراث المسيحى بالإسكندرية ومصر. وقد أكد د. يوسف زيدان أن عمليات الترميم التى سوف تستغرق قرابة العامين سوف تتم بسعر التكلفة دون أى. أغراض ربحية تقديراً لأهمية المجموعة، وتلبيةً للدور المنوط بمكتبة الإسكندية ومراكزها المتخصصة، للحفاظ على التراث السكندرى والعالمى.