النتيجة الوحيدة التى أكدتها الرسالة الصوتية لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وتحدث فيها عن كارثة الفيضانات فى باكستان، داعياً المسلمين إلى مساعدة إخوانهم المنكوبين- هى أن زعيم القاعدة يقول للأمريكان والمخابرات الأمريكية السى. آى. إيه «أنا هنا»، فالظهور المفاجئ للرجل الأول فى القاعدة كان بمثابة صدمة للأمريكان لأنه كشف للعالم كذب بعض التقارير الاستخباراتية التى روجت منذ فترة أن اختفاء بن لادن هو مؤشر لتدهور حالته الصحية، بل وصل الأمر إلى أن زعم بعضها وفاة الرجل ولكن الظهور الصوتى الأخير لأسامة بن لادن كذب مثل هذه الادعاءات. 6 أشهر كاملة هى فترة اختفاء بن لادن قبل بث الشريط الصوتى الأخير له وهى فترة اعتبرها مطلعون ومتابعون لشؤون «القاعدة» الأطول بعد الاحتلال الأمريكى لأفغانستان، مؤكدين أن بن لادن كان يهدف من وراء ذلك لتوجيه رسالة للمخابرات الأمريكية بأنه الرجل القوى وأنه وراء كل العمليات الإرهابية التى أعلن عنها مؤخرا ونجحت الأجهزة الأمنية الغربية فى إجهاضها سواء فى باكستان وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وربما الولاياتالمتحدة. التحليلات أشارت أيضا إلى أن رسائل بن لادن الأخيرة لأتباعه وللعالم أكدت أنه لا يزال الغائب الحاضر، ويستطيع إسماع صوته وإيصال رسائله إلى من يريد، فى وقت أعلن فيه مسؤولون أمريكيون أن «ورود اسم بن لادن للمرة الأولى منذ فترة طويلة فى تحقيق بمؤامرة يجرى الإعداد لها، يشير إلى أنه لا يزال فى اللعبة، ويتواصل مع الجماعات التابعة لتنظيمه فى باكستان، ويحضهم على شنّ هجمات»، لم يذكروا وقتها أو هدفها أو طريقة تنفيذها. ولكن هل هناك أية إشارات لرسالة بن لادن خاصة لمصر والمنطقة العربية، وهل ظهوره مؤشر لعودة عمليات العنف فى مصر أو السعودية أو اليمن أو العراق؟ الحقيقة أن الأجهزة الأمنية فى بعض العواصم العربية وخاصة مصر واليمن والسعودية تأخذ تصريحات بن لادن بجدية شديدة، خاصة أن البعض يرى فى بعضها إشارات لاحتمال وجود عمليات عنف، خاصة فى صنعاء والرياض، أما فى القاهرة فإن الضربات الأخيرة للتنظيمات الأصولية بداية من الجهاد وحتى القاعدة جعلت من فكرة وجود أتباع حقيقيين ل«بن لادن» بعيدة تماما، ورغم ذلك فإن هناك حذرا شديدا فى العواصم الثلاث بعد بث شرائط بن لادن الأخيرة خوفا من ظهور خلايا للقاعدة فى العواصم الثلاث، لهذا فإن هذه الدول رفعت درجة الترقب القصوى خوفا من تكرار عمليات إرهابية فى شوارع القاهرة أو الرياض أو صنعاء.
