لم يذهب النجم الكبير عادل إمام، الذى تحتفى مصر هذه الأيام بعيد ميلاده، كأحد النجوم الذين أضحكونا على واقعنا، حين قال وهو يؤدى دور "دسوقى أفندى"، وكيل المحامى على المسرح مع الراحل الكبير فؤاد المهندس: بلد شهادات صحيح ! قالها عادل إمام مسؤول ضحك الشعب فى أواخر الستينيات، وكأنه كان يقرأ الطالع، وأن مصر متجهة نحو سياسة كله على كله فى أغلب إن لم يكن كل مناحى الحياة! الآن والحلم ما زال ممكناً والأمانى يمكن صياغتها، خاصة ونحن ننتظر قانون الرياضة.. وفتح أبواب الاستثمار الرياضى، لماذا لا نراجع معاً ما يمكن أن يساهم فى وجود مناخ احترافى يؤدى لخلق فرص عمل، وتدخل كرة القدم قبل غيرها تحت مسمى "صناعة" وليه لأ؟ يا سادة فى مصر، حديث متواصل عن الاحتراف وفوائده وسنينه، فهل اللى إحنا عيشينه هو احتراف؟ أبسيوتلى..no .. لأ طيب، يا ترى ليه؟ لأن فوائد صناعة كرة القدم لم تصل الدولة بعد إلى خريطة طريق لها تسمح للمحترفين بالمكاسب والصناعة بأن تساهم فى الدخل القومى، والناتج المحلى وتحويلات العملة، وخلق فرص عمل للشباب، وده مش صعب خالص! يا سادة فى مصر، علشان لا يصبح ما نستشهد به هجوماً على الأشخاص، دعونا أولا نؤكد أنهم وجدوا أنفسهم وسط هذا القاموس الاحترافى ولا شأن لهم بترجمة وتوضيح المعانى، والمؤكد أنهم سيكونوا الموافقين على تنفيذ ما يرد!! طيب الاحتراف فى الكرة المصرية كامل الأصاف بالنسبة للاعب والمدرب والإدارى. لكن بالنسبة لعوائده على البلد مساهمته فى خزانته العامة طبعاً صفر ذى بتوع الأستاذ رمضان أبوالعلمين! يا سادة فى مصر أرصدوا معى الأخبار التالية من فضلكم. الخبر الأول، كهربا يترك الامتحان ليلعب مع الزمالك مباراة الاتحاد السكندرى! الخبر الثانى: عماد متعب خارج قائمة الأهلى فى لقاء الإنتاج، لأنه سيؤدى امتحان كليته! خليكم شاهدين، أخدنا العينة على نجمين كبيرين من الأهلى والزمالك يعنى مفيش بعد كده! يا سادة فى مصر، من المسؤول عن وجود لاعبين محترفين بعقود زى كل العالم من ناحية الحقوق، أما الواجبات "غائبة تماماً". هل قرأتم يوماً أن نجماً فى أى فريق محترف ذاهبا إلى الامتحان؟! طيب هل مر عليكم خبر فى يوم من الأيام عن تأجيل امتحانات لاعبين محترفين؟! ماشى بلاها ده ..وده .. أى حد منكم لاحظ قبل كده ..أن هناك خبرا يحمل شكرا للإدارى، لأنه نجح فى انتظار اللاعب أمام لجنة الامتحان ليلحق بالفريق فى الملعب! يا سادة فى مصر، يعنى لاعب عنده امتحان .. ذاكر ليلته، وصحى مبكراً علشان يركز، وبعدها يذهب بسرعة، يعنى متوتر ليلحق بمباراة فريقه، بالذمة ده يرضى مين؟! حتى النجوم الشباب تجدهم فى مجموعات تقوية ودروس خصوصية تأخذ من أفكارهم وتركيزهم! طبعاً محدش يقول إننا بنطالب بلاعبين أميين؟! معلش بقى إحنا بنتكلم يعنى عايزين محترفين حقيقيين! يا سادة فى مصر، النجم المحترف يكفيه الثانوى ولغة وثقافة، أما الجامعة لو اختارها يصبح نص محترف ..محترف إلا ربع .. إنما محترف كامل فلا يا حضرات! أيضاً لا يمكن ومن غير المقبول أن نكون نحن الدولة الوحيدة التى يوقع فيها لاعبون عقوداً للاحتراف الكامل وهم مجندون.. راجعوا كل بلدان العالم التى يوجد بها قانون الخدمة الوطنية ومنها حضارات أوروبية! طبعاً كل ده معناه أن التدريب ساعتين و10 دقايق قبلهما و10 بعدهم .. فى الخارج المران والعمل الكروى تقريباً على مدار الساعة ..أى والله كده! كل ما نطالب به أن نصبح زى كل الدنيا، لأن مصر تستحق ده .. المحروسة فى أفريقيا = ألمانيا فى أوروبا يا بهوات؟!
