يبدو، وبوضح أن المسئولين يعملون من داخل مكتبهم المكيفة، ولا يدرون بمن حولهم، كما أن نواب مجلس الشعب، اتضح -كالعادة- أنه ليس لديهم وقت للناس. أذكر هذا الكلام بعد الملحمة البطولية للبطل المصرى الأصيل عم أحمد فضل مرعى، ناظر محطة القطارات بمركز سمالوط فى المنيا والذى ضرب أروع الأمثلة فى حبه العملى لمصر بعيدًا عن الشعارات عندما فصل 20 عربة من قطار محمل بالوقود نشب به حريق قبل عدة أيام وأصيب بإصابات بالغة. وطبعًا قوبل هذا العمل بتجاهل تام من قبل محافظ المنيا ومسئولى السكك الحديدية، فلم يفكر أحد أن يقدم له العون بعد إصاباته البليغة من جراء عمله البطولى والذى أنقذ من خلاله مدينة بأكملها من الدمار. وظل عم أحمد لم يهتم به حتى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى ليهتم ويثنى على عمل ناظر المحطة، ما يعطى انطباعًا ويؤكد بالدليل أن من يحكم مصر يعمل بمفرده، وهناك من يغرد خارج السرب! لقد اعتدنا أن نشاهد أفلامًا بطولية وربما تكون غير حقيقية.. فلماذا لا نفكر فى عمل تكريم أدبى ومعنوى وتقدير بسيط لهذا البطل بعمل فيلم يعرض على الشاشات ويقول إن هذا العمل حقيقى من مصر والبطل واقعى ومن أولادها الطيبين. لقد أبكانى هذا الرجل، ووصلت رسالته الصادقة للجميع بعيدًا عن الشو الإعلامى، ربنا يشفيه ويخفف آلامه ويلملم جروحه، وأن يجعل ما فعله فى ميزان حسناته يوم العرض عليه. أناشد المسئولين أن يتم تكريم البطل المصرى بقدر ما قام به من عمل بطولى أنقذ فيه بلدة سمالوط من كارثة محققة بكل المقاييس. وأرى أن تكريمه بمقدم شقة هو تكريم متواضع جدًا لا يكفى، وأطالب أن يعالج فى أحسن مستشفى على نفقة الدولة، ومنحه معاشًا استثنائيًا، ومنحه حجة أو عمرة على حساب سكك حديد مصر، كما أطالب بمنحه وسامًا من رئاسة الجمهورية. فى النهاية لم أجد كلمات تعبر عما قمت به من عمل بطولى غير أننى أقول لك: "عم أحمد، أحييك من كل قلبى، وأنحنى لك، وأتمنى خدمتك.
