مجرد أن تفتح "التلفاز" ينهمر عليك شلال من الإعلانات عن تجمعات سكنية فارهة ومنتجعات بسواحل مصر المختلفة لدرجة تنسى ما حولك لحظات وتظن نفسك أحد مواطنى الخليج، ثم سرعان ما تفيق على صوت بائع "الروبابيكيا" أو جامع القمامة مناديا بأعلى صوته "زبالة" وتحتار من يقصد بهذه الكلمة ؟ هل أصحاب الإعلانات أم القائمين على هذا السفه الاستهلاكى أم نحن المشاهدين؟ وتخرج إلى الشارع فتُقابل بتلال من القمامة وتمارس هوايتك الإجبارية فى رقص ايقاعى للهروب من الحفر ولتجنب المطبات وطفح المجارى، وأينما تولى وجهك لا ترى سوى قبحا وكآبة فى المنظر، ولا تملك رفاهية أن ترفع رأسك وأن تستمتع بمنظر النجوم والسماء الصافية، فكم الهباب والغبار لا يمنحك الفرصة ذلك. درسنا فى مادة "التسويق التجارى" أن الإعلان نوعين، ترويجى لمُنتج جديد، وآخر تذكيرى، لمنتج موجود بالسوق، لكن اليوم نرى نوع آخر من الإعلانات، يمكن تصنيفها باعتبارها "إعلانات تهيجية" أى تعمل على إثارة حفيظة وحنق الغالبية من الفقراء، وكأنها مقصودة لذاتها، وكأنها تخاطب الفقراء، وحثهم على الثورة والخروج التدميرى... وإلّا حق أن نسأل.. لمن توُجّه تلك الإعلانات ؟ ومن يملك قدرة مالية على الشراء؟