دعا طلعت حرب لإنشاء بنك مصر بعدما أحس بكل المظالم التى كانت تقع على كاهل الفلاح المصرى، والذى كانوا يسلفه اليهود مبالغ بفوائد مركبة باهظة، أحس بأنه لا ضمان للفلاح فى هذه الحالة إلا بوجود مصرف وطنى ينقذ الفلاحين من الضياع، وقال له المستشار المالى الإنجليزى أنت تعرف يا طلعت بك بأن فى وسعى أن أمنع قيام هذا البنك، ولكن وافقت على قيامه لأعطيكم درساً عملياً فى الفشل، وقرر طلعت حرب أن يتحدى المستشار الإنجليزى ويكون البنك مصرياً مائة فى المائة، وفى 7 مايو 1920 م تأسس بنك مصر من مجموعة من رجال الأعمال المصريين والأثرياء، وفى بداية عمل البنك كان يمسك بعض دفاتر البنك بنفسه، وكان يقول كلمته المشهورة "من حسب كسب". من شركات بنك مصر الذى أسسها: شركة مطبعة مصر 1922 شركة مصر لخليج الأقطان فى أكتوبر 1924 شركة مصر للنقل والملاحة 1925 شركة مصر للتمثيل والسينما 1925 شركة مصر لنسيج الحرير 1927 شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى 1931 شركة مصر لمصايد الأسماك 1927 شركة مصر للكتان 1927 شركة مصر لتصدير الأقطان 1930 شركة مصر للطيران 1932 شركة بيع المصنوعات المصرية 1932 شركة مصر للتأمين 1934 شركة مصر للملاحة البحرية 1934 شركة مصر للسياحة 1934 شركة مصر لدباغة وصناعة الجلود 1934 شركة مصر للغزل والنسيج بكفر الدوار 1938 شركة مصر للمناجم والمحاجر 1938 شركة مصر لصناعة وتجارة الزيوت 1938. ولكننا إذا نظرنا إلى شركات طلعت حرب ككل، استطعنا أن نقول إن طلعت حرب عبقرية اقتصادية نادرة الوجود وضع الاقتصاد المصرى على بداية المسار الصحيح، خاصم الفشل والبلادة والكسل واللامبالاة، وأقام المؤسسة المصرفية والشركات التابعة لها بأقدامه، وبعث فى البلاد نهضة صناعية كبرى لم تعهدها من قبل وكان محترف اقتصاد، ولم يكن من هواة السياسة، واستقال فى 14 سبتمبر 1939 م بعد ما طلب طلعت حرب من حسين سرى باشا وزير المالية التوسط لدى البنك الأهلى لطلب قرض، فوافق حسين سرى لكنه وضع شرطاً هو استقالة طلعت حرب فقدم استقالته عن إدارة البنك مصلحة للمساهمين وأصحاب الودائع ومات فى 21 أغسطس 1941. إننا الآن فى حاجة ماسة لعبقرية اقتصادية مثل عبقرية طلعت حرب لتحويل مصر من دولة متخلفة إلى دولة متقدمة فى غضون سنوات قليلة، حيث توجد لدينا ثروات طبيعية وبشرية لو استثمرت بعدالة وحكمة لصار الشعب المصرى من أغنى شعوب المنطقة.