يحاول العامة جاهدين الذهاب إلى هناك ويتمنى البسطاء ويدعون الله ليل نهار إجابة دعواتهم للذهاب إلى هناك، وإذا أحببت شخصا أو كان لك عنده مصلحة تريد إنجازها دعوت له بالذهاب إلى هناك.. حلم لكل مسلم وأمنية أن يوفقه الله ويذهب إلى هناك.. فمنهم من ادخر طوال حياته واضعا الجنيه فوق أخيه الجنيه حتى يجمع تكلفة الذهاب إلى هناك، ومنهم من يبيع أرضه أو جاموسته مصدر رزقه ليحقق حلم وأغلى أمنية عنده قبل موته ليذهب إلى هناك.. ومنهم من يقول ارمونى بس هناك مش عايز فرش ولا غطا ومنهم المريض والشيخ العجوز الذى يدعو ربه ليل نهار متمنيا أن يوافيه الأجل ويدفن هناك وما أدراك ما هناك حيث هناك بفتح الهاء وسعدك ورضاك ومنتهى سعدك يا من كتب له الله الذهاب إلى هناك بعد صبر أو تضحية أو معاناة. فمنهم من يفترش الأرض ويلتحف السماء وهو راض وسعيد.. ومنهم يا عزيزى من يمكنه الذهاب إلى هناك قبل الميعاد أو أثناء وبدون تكلفة ويمكنه أخذ أسرته وخدمه وحاشيته ومنهم من يمكنه الذهاب إلى هناك بطائرته ويستقبله هناك الكبار والصغار ويفرش له البساط والسجاد ويقيم فى القصور ويتناول أشهى المأكولات ومنهم إذا طاف أو رمى ضربوا له سور وحواجز طبيعية أو بشرية لكى لا يعانى من الزحام ومنهم من يفتح له عبد العزيز آل الشيبى الباب وما أدراك ما الباب.. وبالرغم من سهوله وتيسيرات كل خطوة تجد هؤلاء البشر لا يفكر حتى التفكير فى الذهاب إلى هناك.. عجيب أمر الرؤساء والملوك والأمراء والسلاطين ورؤساء الوزارة وولاة الأمور فلا يوجد مكان أطهر ولا أنسب أو أصلح من هناك لاجتماعاتهم لتناول وتدارس مشاكل الشعوب مرة كل سنة.. عجيب أمرهم أم ضربت على القلوب الأقفال والأختام لأن كل شىء ميسر فلم لا يذهبون إلى هناك، أهى غفلة أم تكبر أم خوف أو غضب..؟؟ أم رب هنا وهنالك وهناك لا يريدهم.. أعتقد ولا أجزم أن هذا العام لم يذهب إلى هناك أى رئيس ولا وزير ولا أمير ولا سلطان، فالكل مشغول بمشاكل بلاده وانتخابات الكراسى.. اللهم رب هناك اكتب لنا الذهاب إلى هناك..