تباينت ردود أفعال عدد من المبدعين والكتاب تجاه الخلاف، الذى نشب مؤخرًا مع الروائى بهاء طاهر وقسم النشر بالجامعة الأمريكية، والذى جاء بسبب مضمون العقد الموقع بينهما وخلوه من نص يفيد استشارة المؤلف والحصول على موافقته فى حال بيع أعماله إلى دور نشر أخرى، وهذا ما يعتبر تعديًا على الحقوق المادية والأدبية للمؤلف كما ذكر طاهر؛ حيث رأى بعض المثقفين أن عقود الجامعة الأمريكية ليست محددة ولا توضح حقوق المؤلف بشكل صريح، فى حين رأى البعض الآخر أن السبب فى تلك الأزمة ليست الجامعة الأمريكية فحسب، ولكن أيضًا دور النشر المصرية التى تحرم المؤلف من أبسط حقوقه المادية. وقال الروائى الدكتور محمد المنسى قنديل، إن قوانين النشر والترجمة بالجامعة الأمريكية تستغل فى عقودها مع المؤلف فرصة عدم توافر قوانين تكفل حقوق الملكية الفكرية فى مصر، وبالتالى تأتى بنود عقدها غامضة وتطغى على حقوق الكاتب. وأشار قنديل إلى أن عقده مع الجامعة الأمريكية كان غير محدد ولم يعرف جيدًا ما له وما عليه، وفوجئ بمبالغ رمزية ترسلها له الجامعة من وقت إلى آخر دون أن يعلم هل تعاقدت الجامعة مع دور نشر أخرى أم لا؟ وما اللغات التى تُرجمت لها أعماله. وأضاف قنديل، أن الجامعة الأمريكية تتعمد أن تتخذ إجراءات دون مناقشة لتكون صاحبة الكلمة المطلقة، وعلى الرغم من ذلك لم ينس قنديل الدور الذى قدمته الجامعة للأدب العربى من خلال الترجمة المنتظمة التى تقدمها من حين إلى آخر، وطالب قنديل الجامعة بضرورة تجديد عقودها بشكل يحفظ حقوق المؤلف المصرى. واتفق معه الروائى إبراهيم عبد المجيد الذى أيد بهاء طاهر فى موقفه، مؤكدًا على أن ما تعرَّض له لا يتعلق به وحده، بل بجميع المبدعين المصريين. وأضاف عبد المجيد، أن هناك دور نشر أجنبية تتعاون معها الجامعة الأمريكية وترسل لها أعمال المؤلفين حتى يتم ترجمتها للغات أخرى، وهذا يعتبر تعديًا على حقوق المؤلف المادية والأدبية، خاصة أنه عادة ما يتم بدون علمه، واختتم عبد المجيد حديثه، قائلاً: إن أزمة العقود التى تواجهها الجامعة الأمريكية مع المؤلفين المصريين سيتم حلها قريبًا، وطالب عبد المجيد اتحاد الكتاب واتحاد الناشرين بضرورة التدخل لحل الأزمة. وأرجع الروائى أحمد العايدى المسئولية ما حدث إلى دور النشر المصرية والتى تمارس المزيد من التعنت تجاه نشر أعمال المؤلفين المصريين وتهدر حقوقهم، وبالتالى لم يجدوا أمامهم سوى دور النشر الأجنبية والتى تمنحهم مزايا وحقوقًا زهيدة وكأنها تتكرم عليهم، وقال: "لو أنا بتعامل فى بلدى كويس.. محدش هيعاملنى وحش برة". وأشار العايدى إلى ضرورة أن يكون لكل مؤلف مصرى وكيل أدبى يضمن له حقوقه فى حال التعاقد مع دور نشر أجنبية، وهذا ما كان من المفترض أن يفعله بهاء طاهر أثناء تعاقده مع الجامعة ليعرف حقوقه وواجباته. وأوضح العايدى، أن عقود الجامعة الأمريكية تنطوى على قدر كبير من التضارب الأخلاقى؛ إذ يتم التعاقد معها على أنها وكيل أدبى من ناحية وناشر من ناحية أخرى وفى الحالين تطالب المؤلف بمزيد من الأموال ويكون هو المتضرر الوحيد. يذكر أن خلافًا نشب بين بهاء طاهر وقسم النشر بالجامعة الأمريكية حول مضمون العقد الموقع لخلوه من أى نص على ضرورة استشارة المؤلف والحصول على موافقته بشأن الشروط والالتزامات المتعلقة ببيع الترخيص بالعمل إلى طرف ثالث، وتفسير قسم النشر بالجامعة للعقوبة بشكل اعتبره بهاء طاهر إساءة مادية وأدبية له، بعد أن اكتشف أن دار نشر كبيرة فى لندن أعادت نشر الروايتين دون أى إخطار مسبق من دار نشر الجامعة الأمريكية للكاتب حفاظًا على حقوقه الأدبية والمادية. الأمر الذى دعا بهاء طاهر إلى التقدم بمذكرة إلى الناشر محمد رشاد بصفته رئيس اتحاد الناشرين المصرين يطلب فيها الرأى القانونى للاتحاد باعتباره جهة الاختصاص فى النزاع بين المؤلف ودار نشر الجامعة الأمريكية حول مدى قانونية العقود التى تبرمها دار نشر الجامعة الأمريكية مع المؤلفين المصريين مقابل ترجمة أعمالهم ونشرها باللغة الإنجليزية. موضوعات متعلقة.. مؤشرات بحسم الخلاف لصالح بهاء طاهر ضد الجامعة الأمريكية الناشرون: لن نتخلى عن "طاهر" فى نزاعه مع الجامعة الأمريكية العامرى: ندرس عقد بهاء طاهر مع الجامعة الأمريكية