"صوموا تصحوا".. هكذا نصحنا رسول الله فى الحديث الشريف، ويؤكد هذه المقولة خبراء التغذية موضحين فضل الصيام على جسم الإنسان، ولكن هل تنطبق هذه المقولة على الأطفال؟ معظم الأمهات تحث أطفالهن على الصيام حتى ولو يوم غير كامل، وهناك من الأطفال من يصرون على الصيام، وفى ظل الحر الشديد الذى يشهده رمضان هذا العام، رفض الدكتور طارق الشاذلى – استشارى التغذية العلاجية – صيام الطفل الأقل من 7 سنوات نهائيًا على أن يبدأ بعد ذلك فى الصيام لجزء من اليوم حتى يصل إلى صيام اليوم الكامل فى سن البلوغ. ويؤكد الدكتور طارق أن "الله لم يفرض الصيام على الطفل إلا بعد البلوغ وذلك لحكمته بمعرفة جسم الطفل الذى لا يمكن أن يفرض عليه الصيام قبل سن 7 سنوات؛ حيث يجب تعويد الطفل على الصيام بالتدريج من خلال فترات صيام قصيرة، فمثلا يُفطر فى الظهر ثم العصر وهكذا، حتى يكون قد اعتاد الصيام يومًا كاملا عند بلوغه، والذى يكون تقريبًا فى سن 12 سنة". ويشرح الدكتور طارق السبب فى ذلك قائلا: "هناك بعض الأسر يأخذها الحماس وتفرح بأطفالها الذين يصومون، لكن من الناحية الجسدية فهو مجهود كبير خاصة فى ظل الحر الشديد الذى يشهده رمضان الحالى؛ حيث يفقد على أثره كمياتٍ كبيرةً من المياه فى العرق والبول وهو فى سن نمو لم تكتمل أعضاؤه لتتحمل، وهو ما يمثل خطورة على صحته". ويضيف: "يجب أن تحرص الأم على تقديم الغذاء المتوازن للطفل الذى يعوضه عن الصيام ويساعده على مقاومة العطش والجوع، ففى الإفطار يبدأ بحبتين من التمر ثم كوب مياه وطبق صغير من الشوربة، ثم يقوم للصلاة حتى يعطى وقتًا للمعدة لترسل إشاراتٍ للمخ للتهيؤ لاستقبال باقى الإفطار، ثم يتناول بعد ذلك أى نوع من البقوليات مثل اللوبيا أو الفاصوليا أو البسلة مع 3 أو 4 ملاعق أرز، وأخيرًا أى نوع من البروتين سواء صدر فرخة أو قطعة لحم فى حجم كف اليد، ومن المهم تناول الأسماك فى أحد أيام الأسبوع الغنية بالأوميجا 3 ". ويؤكد الدكتور طارق على أهمية تحكم الفرد فى كمية الطعام التى يتناولها فيما بين الإفطار والسحور؛ لكى لا تصيبه التخمة قائلا: "يستطيع الفرد أن يستغل الصيام فى تنظيم طعامه وتقليل كمياته، الأمر الذى لا تعيه بعض الأمهات وتركز على جذب أبنائها بكميات كبيرة من الطعام ظنًا منها أنها تعوضه، لكن فى الواقع نجد أن ساعات الإفطار ما بين المغرب والفجر توازى تقريبًا الساعات التى نأكل فيها فى الأيام العادية؛ لذا يجب التركيز بعد الإفطار على السوائل، فعلى الأقل يجب شرب 8 أكواب من الماء، أما العصائر فيفضل أن يكون ليمون أو تمر هندى أو كركديه دون سكر، ويجب الابتعاد عن المشروبات الغازية التى لا يستفيد منها الجسم. وينصح بأنه لا يجب التركيز على الحلويات جميعًا، كما لا يجب أن تحرم الجسم من الحلويات، بل يجب صنع توازن عن طريق تناول الحلويات يومًا بعد يومٍ وبكميات قليلة لا تتجاوز قطعتين قطايف أو قطعة كنافة صغيرة. ويؤكد أخيرًا أن الصيام يُزيل السموم من الجسم، ويُريح الجهاز الهضمى، كما أنه يزيد قلوية الدم الذى يرفع كفاءة معدل الخلية على الحرق، ونصح فى نهاية حديثه الأمهات بعدم دفع الأطفال إلى الأكل أكثر من حاجتهم حتى لا يُصابون بالكسل والصداع والسمنة.
