بدأت الحرب الإعلامية تشتعل بين حركتى فتح وحماس على خلفية استعداد السلطة الفلسطينية للدخول فى المفاوضات المباشرة، حيث أكدت حركة حماس أن فتح تبذل على مدار الأيام الماضية جهودا مضنية للبحث عن مبررات لاستئناف المفاوضات وليس لتحسين شروط المفاوضات كما تدعى فتح. وأشارت الحركة على لسان سامى أبو زهرى المتحدث باسمها فى بيان صحفى أن حركة فتح تمنح الاحتلال الإسرائيلى ببدء المفاوضات المباشرة غطاءً لارتكاب المزيد من الجرائم، لافتا إلى أن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة سيكون له نتائج كارثية على صعيد القضية والحقوق الفلسطينية، وسيشكل طوق نجاة لإسرائيل من الملاحقة الدولية. جاءت تلك الاتهامات الحمساوية فى الوقت الذى حذرت فيه حركة فتح من استغلال الفصائل الأخرى للمفاوضات لشن حملة تشويه لسمعتها، واستنكر المتحدث باسم حماس جرى حركة فتح وانجرارها خلف سراب التسوية فى ظل واقع مرير تحياه المقدسات الإسلامية، وتواصل ممنهج لسياسية التهويد وهدم منازل الفلسطينيين. وأوضح أبو زهرى أن البيان المتوقع أن تصدره اللجنة الرباعية لدعم المفاوضات المباشرة ما هو إلا غطاء دوليا لفتح للذهاب إلى مفاوضات مباشرة ويخلصها من الحرج أمام الرأى العام العربى والإسلامى، معتبرا أى بيان يصدر عن اللجنة الرباعية شكلى وفارغ المضمون لن يقدم أو يؤخر شيئا، مشيراً إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالقوانين الدولية. يذكر أنه تردد اليوم عن احتمالات استئناف المفاوضات المباشرة بين فلسطين وإسرائيل فى غضون الأيام القليلة المقبلة، عقب صدور بيان للجنة الرباعية غداً الاثنين لإقرار مبادئ المفاوضات. وكان صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات فى منظمة التحرير الفلسطينية قد أكد أن اجتماعا سيعقد اليوم الأحد فى مدينة رام الله بالضفة الغربية مع مساعد المبعوث الأمريكى لعملية السلام فى الشرق الأوسط ديفيد هيل. وأشار عريقات إلى أن التشاور وتبادل الأفكار بشأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ما زال مستمرا، رافضا اعتبار اجتماع الرئيس الفلسطينى محمود عباس بنائب المبعوث الأمريكى سيكون أساسا لانطلاق المفاوضات، لافتا إلى أن الاتصالات التى بدأت مع مصر وقطر وعدد من الدول العربية الأخرى وكذلك مع عدد من دول الاتحاد الأوروبى متواصلة حيث تجرى السلطة الفلسطينية حاليا اتصالات بروسيا والأمم المتحدة. وتوقع أن تصدر اللجنة الرباعية غدا الاثنين بيانا سيشكل أساسا للدخول فى مفاوضات مع إسرائيل، والذى لم يتضح حتى الآن أنه سيستجيب للطلب الفلسطينى بإلزام إسرائيل بوقف البناء فى المستوطنات وإقامة دولة على حدود 1967. وعبرت كل من حماس والجهاد رفضهما التام لبدء المفاوضات المباشرة، حيث استنكرت حركة الجهاد الإسلامى فى فلسطين استمرار المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، داعية إلى المقاومة والنضال ضد الاحتلال، مؤكدة أن إسرائيل تستغل المفاوضات فى إضاعة الوقت وارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطينى. ومن جانبه حذر النائب مصطفى البرغوثى الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية من الدخول فى المفاوضات المباشرة قبل وقف الاستيطان وتحديد مرجعية وإطار زمنى لها، مشيرا إلى رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو الانسحاب من 90 فى المائة من الضفة الغربية باستثناء القدس. وأوضح البرغوثى أن نتانياهو يسعى إلى فرض أمر واقع من جانب واحد على شكل ما يسمى بدولة ذات حدود مؤقتة فى اقل من 40 فى المئة من الضفة الغربية مع مصادرة 60 فى المائة من مساحة الضفة وتحويل فكرة الدولة إلى معازل فى إطار نظام التمييز العنصرى . وأضاف أن إسرائيل ستستخدم تلك المفاوضات كغطاء لمواصلة الاستيطان، مشددا على أن المستوطنين باتوا يهددون الحياة اليومية للمواطنين الفلسطينيين فى الضفة الغربيةوالقدس التى تتعرض لتهويد وتطهير عرقى، داعيا إلى صد الضغوط الخارجية والسعى لتحقيق المصالحة الوطنية.