تتعرض الكثير من المواقع الإلكترونية كل يوم لمحاولات اختراق من جانب القراصنة، وهم ما يطلق عليهم " الهاكرز" بلغة الإنترنت، فيقوم بعض الأشخاص غير المصرح لهم بالدخول إلى حسابك على الإنترنت أو موقعك، بالدخول بطريقة غير شرعية لأى غرض، سواء لسرقة المعلومات فى أغلب الأحيان أو منافسة بين المواقع وبعضها البعض، أو تصل لحد الانتقام بإغلاق موقع بعينه، فيستطيع الشخص بعد دخوله إلى حساب شخص أو أى موقع آخر التحكم فى حسابه وسرقة كل ما عليه من بيانات، ومع ازدياد الهاكرز ظهرت جهات أمنية مناهضة لهم وأبرزها مركز إدارة نظم المعلومات بوزارة الداخلية، الذى يتلقى يوميا بلاغات ضد هؤلاء القراصنة. قال دكتور إيهاب السنباطى، رئيس جمعية مكافحة جرائم الإنترنت،: " من المفترض أن أى موقع إلكترونى يضع له موقعا آخر احتياطيا يضع عليه كل بياناته فى حالة هجوم الهاكرز على السيرفر الأصلى الخاص به، ومن الضرورى أن يعدل الموقع الأمر فور حدوث هجوم الهاكرز قبل نشر أى معلومات خطأ على الموقع تضر بالمصلحة العامة". أضاف دكتور إيهاب: " أما بالنسبة للأمر القانونى فيجب على الموقع الذى وقع عليه الهجوم التقدم برفع قضية بمركز إدارة نظم المعلومات بوزارة الداخلية للحصول على حقه أو أى تعويضات إذا تم معرفة الهاكرز الذين اقتحموا موقعه". ويقول دكتور عبد الرحمن الصاوى، أستاذ الاتصالات بجامعة حلوان،: "هناك خطوات يجب اتباعها لتفادى هجوم الهاكرز، أولا وضع موانع متعددة لمنع الهاكرز من الهجوم على السيرفر الخاص بالموقع ، كما يجب على مسئولى المواقع متابعة مراجعة البيانات وتغيير البيانات السرية الخاصة بالموقع، حتى لا تكن ثابتة للقراصنة ويدخلون على الموقع بسهولة". ويؤكد دكتور عبد الرحمن كلام دكتور إيهاب فى تقدم أى متضرر لمركز إدارة نظم المعلومات بوزارة الداخلية، لرفع قضية ضد هؤلاء القراصنة للحصول على تعويض منهم إذا تسبب ذلك فى أى خسائر مالية. وحسب ما تنشره مواقع الإنترنت، فمصطلح الهاكرز انتشر مع ازدياد عدد مستخدمى الحاسب الآلى، وظهرت مجموعة مختلفة ومميزة من البشر بين هؤلاء من مستخدمى الحاسب، أطلق عليهم الهاكرز Hackers، فبدأ هذا الاسم فى كسب شعبيته عام 1983 عندما تحدثت مجلة النيوزويك الأمريكية عن هؤلاء الأشخاص ووصفتهم بأنهم ممن يفضلون البحث والتنقيب فى أعماق الحاسب الآلى، بدلا من استخدامه فقط. قالت عنهم المجلة حينها إنهم لعوبون وفضوليون وأذكياء ويفضلون العمل الفردى ولهم شغف كبير تجاه الكمبيوتر والشبكات. أضافت المجلة أنهم كابوس مديرى الشبكات وخدمات الأمن وأيضا المباحث الفيدرالية الFBI. بعض هؤلاء الهاكرز تركوا تاريخا تكنولوجيا مثيرا خلال علاقتهم بالكمبيوتر وأصبحوا مثلا أعلى لطبقة كاملة من مستخدمى الحاسب الأكثر حداثة والأصغر سنا حول العالم. بعض هؤلاء يمكنهم خرق أى دفاع أو حماية موجودة على وجه الأرض وبعضهم لعب دور الهارب فى مطاردات خيالية لا تصدق عبر الشبكات، اشتركت فيها قوى أمنية كبيرة، وإليكم أشهر الهاكرز العالميين منذ بداية انتشارهم: كيفين ميتنيك وهو الأكثر شهرة على الإطلاق وبلا شك الأكثر موهبة فى التاريخ، كتب ميتنيك اسمه فى التاريخ عام 1981 عندما كان فى السابعة عشرة من عمره بعدما تمكن من الدخول على شبكات الهاتف والتحكم فيها، الأمر الذى مكنه من تحويل مكالمات المشتركين إلى أى اتجاه أراد. وفى عام 1983 أنجز ميتنيك عمله الأكبر وأيضا ألقى القبض عليه لأول مرة بعدما تمكن من اختراق جهاز كمبيوتر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). أدت جرائم ميتنيك المعلوماتية المتتابعة إلى أن يصبح هدفا للمباحث الفيدرالية. حكم عليه بالسجن لخمس سنوات فى التسعينيات وهو الآن مستشار أمنى ويدير شركته الخاصة ميتنيك للحماية Mitnick Security! كيفين بولسون وهو رئيس تحرير مجلة وايرد Wired والذى عرف فى الماضى بنشاطات مختلفة تماما. ففى 1983 عندما كان هو أيضا فى السابعة عشرة من عمره، قام بالعديد من الهجمات والاختراقات لشبكات مختلفة مما تسبب فى عدد من المواجهات مع النظام القانونى الأمريكى. استمر بولسون فى أعماله غير المشروعة حتى ألقى القبض عليه من قبل المباحث الفيدرالية عام 1991 وحكم عليه بالسجن لأربعة اعوام فى 1994. ادريان لامو هو المسئول عن إفقاد أكبر عدد من مديرى الشبكات صوابهم، فى شركات عالمية مثل مايكروسوفت وياهو وصحيفة صن ومكدونالدز وصحيفة النيويورك تايمز. يعد لامو أيضا مسئولا عن عدد كبير جدا من الاختراقات والتعدى على نظم حماية الشبكات الخاصة بالشركات والأعمال. اخترق لامو كل أنواع الحماية الممكنة بسهولة شديدة ومن دون عناء يذكر، وخلال لقاء له على برنامج NBC Nightly News طلب منه المذيع إثبات موهبته أمام عدسات الكاميرا فما كان منه إلا أن أجاب باختراق الشبكة الداخلية للقناة وفرض سيطرة كاملة عليها فى أقل من خمس دقائق!! يعمل لامو الآن كمستشار أمنى ويتمتع بحرية تامة فى الحركة بعد أن ظل لسنوات طويلة مراقبا من قبل السلطات الأمنية الأمريكية! جون درابر ويعرف فى مجتمع الهاكرز باسم كابتين كرانش أو Cap'n Crunch ويعد درابر واحدا من أوائل الهاكرز فى التاريخ. يأتى اسم الشهرة من نوع من الحبوب التى كانت تباع وتحمل نفس الاسم، وفى إحدى علب هذه الحبوب اكتشف داربر وجود صافرة للأطفال كانت توضع فى العلب كنوع من الدعاية للمنتج. اكتشف داربر أنه من الممكن أن يستخدم هذه الصافرة لكى يخترق شبكة الهاتف ويحصل على مكالمات مجانية، كل ما كان يجب فعله هو إصدار صوت من الصافرة بدرجة معينة فى سماعة الهاتف لكى تتم العملية، ألقى القبض على داربر عام 1976 وحكم عليه بالحبس لمدة شهرين.
