تعتبر المواصلات اليومية إلى منطقتى فيصل والهرم معاناة دائمة بالنسبة لسكانها وغيرهم، فيقف الركاب فى زحام بطول ميدان الجيزة ينتظرون، لكن سائقى السيارات يزيدون من معاناة هذا الحشد الكبير من الركاب ولا يكملون الطريق إلى فيصل والهرم كاملا وإنما ينادون "طالبية... بس هاكمل"، رغم أن تسعيرة الميكروباص حتى آخر فيصل والهرم هى 75 قرشا ، لكن هؤلاء السائقين يقسمون شارع فيصل والهرم إلى محطات ولكل محطة أجرة خاصة، فلكى يصل الراكب إلى آخر فيصل من الجيزة يدفع حوالى 3 جنيهات وربما أكثر. فى منطقة ميدان الجيزة، قال على أحمد، راكب: نحن نعانى كل يوم من هذه الأزمة لكى نصل منازلنا، فالميكروباص يحمل حاليا محطة العشرين بدلا من الطالبية، فنستسلم للأمر الواقع ونركب خاصة مع عدم وجود بديل، فإذا امتنعنا عن الركوب لا نجد شيئا نركبه فالميكروباصات جميعا تفعل ذلك. بينما يقول عادل محمد، راكب أيضا "هذا لا يطلق عليه شىء غير أنه جشع وطمع من السائقين، فالسائق بالطبع ذاهب إلى آخر فيصل، فلماذا يأخذ أجرته أكثر من مرة، فمثلا لو هيروح الطالبية فقط ثم يلف مرة أخرى، كنا قلنا لم يذهب للآخر، لكنه يكمل الطريق". أما أحمد على قال "هذه المشكلة تم حلها بشىء ما يشبه الطاحونة وهى الميكروباصات الكبيرة والتى يطلق عليها سيارات الجمعية، تذهب نعم لآخر فيصل والهرم، لكن تشعر فيها بأنك فى يوم الحشر الأعظم، فحين تركبها تجدها مكتظة بالركاب وفوق بعضهم. روى لى أحد الركاب بالمنطقة موقفا ايجابيا حصل فيه على حقه كاملا، فيقول: "ركبت مع سائق كان يتجه لمحطة الطوابق وقال الأجرة جنيه وربع، رغم أنها 75 قرشا، فركبت ونحن فى منتصف الطريق عند محطة الطالبية كانت هناك لجنة واقفة، فأخرجت رأسى من شباك السيارة وقلت للضابط: السائق أخذ مننا أجرة أعلى. فاوقف السائق وأخذ رخصته ودفعه غرامة، فكان هذا الموقف بالنسبة لى أفضل موقف فى حياتى وشعرت وقتها أنى إيجابى. بينما عبر أحد السائقين قائلا "نحن لا نفعل ذلك كطمع منا أو جشع، لكن حين تركز معانا طوال اليوم تجد من يأخذ منك الكارتة غير أمناء الشرطة التى توقفنا طوال اليوم، غير ازدحام الطريق وكل ذلك يعود على البنزين، الزبون فاكر إن الأجرة اللى بيدفعها توصله لآخر فيصل أو الهرم اللى ممكن يأخذ ساعة لحين وصوله. وقال سائق آخر بالميدان "يابيه الزبون فاكر نفسه طالع رحلة يدفع 75 قرشا وينزل آخر الخط مثل الأتوبيس، لكن الأتوبيس لم يتعرض للكارتة والبلطجية اللى ظهروا مؤخرا، فطوال الطريق تجد فى إحدى المحطات بلطجى يأخذ من كل سائق جنيها فى المرة، وإذا تشاجرت معه يكسر لى زجاج السيارة مثلا أو أى شيء آخر. بينما يعبر سائق آخر عن وجهة نظر مختلفة فيقول "إذا حسبت ما نحصل عليه، لاتجده شيئا كبيرا مثلما يظن البعض، ففى آخر اليوم حين نحسب الإيراد يتم تقسيمه، جزء الإتاوات والكارتة وغيرها، وجزء للبنزين، جزء للإصلاحات اليومية الخاصة بالسيارة ، فيتبقى فى النهاية إيراد صاحب السيارة الذى تحسبه بعد كل ذلك تجده عاديا. وبمكتب السرفيس المسئول عن خطوط سير الميكروباصات قال أحد المسئولين رافضا ذكر اسمه "نحن نقوم بحملات مفأجئة للميكروباصات فى أى وقت ونوقفهم، ونسأل الركاب ماذا قال لكم وهو يحمل السيارة هل يحمل طالبية ولا آخر فيصل؟ المدهش أن كثيرا من الركاب ينكرون الحقيقة ويقولون إنه يحمل آخر فيصل، ويقول ده سائق غلبان، لكن هناك فى بعض الحالات يقول الركاب إن السائق لا يحمل لآخر الخط. بينما يقول أحد مسئولى الكارتة بمنطقة الجيزة "الحكاية كلها سلسلة كبيرة، حلقاتها مرتبطة ببعضها البعض، كل حلقة فيها تلعب دورها، السائق يلعب دورها ويمارس سلطته على الركاب، والسرفيس يمارس سلطاتها على السائقين، وآمناء الشرطة تمارس دورها على السرفيس والسائقين، وقد يتدخل الضباط لكن من بعيد فى الحلقة ويمارسون سلطاتهم على آمناء الشرطة.