رحل ملك الإفيه فى التعليق الكابتن الجميل محمود بكر رمز كبير من رموز الرياضة المصرية نجم كبير فى عالم التعليق الرياضى شاهدا على نزول عدالة السماء فى استاد باليرمو امام هولندا فى كأس العالم عام 1990 والمعلومة كانت معاه بخمسة وسبعون قرش وصاحب عذراً للتأخر فى نقل المباراة بسبب فاصل الإعلانات.. فالإعلانات هى من يدفع رواتبنا. كان الكابتن محمود بكر لاعباً متميزاً جداً فى النادى الأوليمبى السكندرى المصرى ومنتخب مصر الوطنى بفترة الستينات اشتهر بكلمة يدهوتيى وكان يلعب بمركز المدافع وتميز بالصلابة والأناقة الشديدة، فيستخلص الكرة بسلاسة وبدون مخالفات وكان ذو حس تهديفى عالى بالذات فى ألعاب الهواء وأحرز فى مرمى كبار الحراس. تميز بأنه كان له قراءة ممتازة للملعب ومقدرة على حسن التوقع والتقدير. على أيامه استطاع الأوليمبى الفوز بالدورى بعد أن تغلب على الأهلى والزمالك ثم أندية أخرى مثل الإسماعيلى وغزل المحلة والترسانة فى عز أمجادهم. لكن للأسف لم يستطع جيله إكمال نهضة الأوليمبى كانت لنتيجة نكسة 67 واستدعاء معظم أفراد الفريق بالجيش للتجنيد (و كان منهم). وأنهى خدمته بعد ما وصل لرتبة عقيد. عمل فى قطاع الناشئين بالإسكندرية وكان له أثر عميق فأخرج ناشئين أفذاذ مثل أحمد الكأس وأحمد سارى وطارق العشرى وتوقع نبوغ لاعبين مثل محمد ناجى جدو قبل أن يسمع به الجميع بمدة طويلة. كان من أحسن المعلقين المصريين بل والعرب أيضاً. وأشتهر بالتعليق الظريف خارج النص وقفشاته المضحكة بدون تكلف ولا مبالغة كما تميز بالحياد.تميز أسلوب الكابتن محمود بكر فى التعليق باستغلال خبرته العريضة لتحليل مسار المباراة وشرح بعض التفاصيل الفنية للجمهور أثناء ذلك كخطط اللعب والتكتيكات المستخدمة فى التطبيق وكانت لغته سهلة على الجماهير فقد اكتسب شعبية طاغية. وله عبارات خالدة فى تاريخ التعليق "واللى كان فى البلكونه بيشرب سيجارة ومش متابع احداث الحياه واللى كان بره ولسة جى ومش عارف الاخبار مش حابب انى اقوله عن رحيل عملاق فى تاريخ التعليق ذو الصوت المتميز وصاحب الافيهات والحوارات الجميلة داخل وخارج المباراة والتحليلات المتميزة فى سرد المباراة وعملاق فى سمو الأخلاق الحميدة فكما ودعنا العملاق حماده إمام نودع عملاقا آخر فى تاريخ الرياضة المصرية الكابتن المحبوب محمود بكر اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعة وأدخله فسيح جناتك.آمين.
