علم اليوم السابع أن الوفد العراقى المشارك فى فعاليات الأسبوع الثقافى العراقى لم يستطع التعرف على ضريح الشاعرة العراقية الكبيرة الراحلة "نازك الملائكة" خلال زيارتهم لضريحها فى مدينة السادس من أكتوبر صباح أمس، وذلك نظرًا لكثرة أعداد المقابر، وعدم تمكنهم من تمييز الضريح، ولعدم اصطحابهم لأحد "الترابية" بالمنطقة، مما اضطرهم إلى وضع باقة من الزهور على أحد القبور بشكل رمزى، الأمر الذى دعا الشاعر الكردى حسن سليفانى وزارة الثقافة العراقية إلى أن تهتم بضريح نازك الملائكة "المهمل" فى القاهرة. وشارك فى الزيارة الشاعران الكرديان كمال غمبار وحسن سليفانى، والأديب العراقى خضير ميرى والشاعر محمود قرنى عضو أمناء بيت الشعر "بيت الست وسيلة" نيابة عن الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى، والإعلامى العراقى إياد الزاملى، والإعلامية العراقية إسراء خليفة. من جانبه قال محمود القرنى إن زيارة ضريح رائدة الحداثة الشعرية مظهر عميق الدلالة وعظيم الأثر، لأنها تقوم بنية القصد وشرف الاعتراف لمن سبقونا، ونازك الملائكة رائدة ولا شك فيما قدمته من أعمال شعرية بدأتها بقصيدة الكوليرا عام 1947، وبكتاباتها عن قضايا الشعر الحديث منذ عام 1962. وأضاف القرنى أن نازك الملائكة لم تكن إلا طاقة من الاشتغال والتمرد الثائر على الإرث العائلى شديد الرسوخ وشديد المحافظة، ولذلك فهى أكدت على رفضها للقوالب الأبدية الثابتة والنموذجية ورفضت الرومانسية ودعت إلى الاكتواء بألم العامة، وكانت تعنى بذلك بفتح الطريق إلى الواقعية الجديدة، ولم يكن غريبًا أن تتمسك نازك الملائكة بفردية الإنسان الحديث لأن ذلك كان يعنى فى نظرها خلاصًا من العقل القادم ورفضًا للنموذجية الأكثر سطوة. وتابع قرنى: اليوم ونحن نقف هنا علينا أن نعترف بأننا شاركنا فى ظلم هذه الرائدة العظيمة، فظلمها العراق الذى قضت فيه جُلَّ عمرها، وظلمتها مصر التى عاشت فيها سبعة عشر عامًا فى عزلة اختيارية، وإذا كنَّا صادقين فى اعترافنا هذا فعلينا أن نسعى إلى رفع هذا الظلم وإعادة بعض الحق لصاحبه والحق علينا جمعيًا. ومن جانبه قال قرأ خضير ميرى بيانًا جاء فيه: تعد نازك الملائكة علمًا من أعلام الشعر العربى الحديث وواحدة من مجددات الحركة الشعرية العالمية ولقد قدمت بشعرها وسيرة حياتها نموذجا لا يجارى فى تحديث الخطاب الشعرى ووضع أساس التنظير الحداثى المهم الذى بات أرثًا للشعرية العربية فى كل زمان ومكان ومن هنا تقتضى المسئولية التاريخية والانتماء الوطنى حق إقامة صرح رمزى لها فى القاهرة وهو حق من حقوقها واستحقاق إلزامى لابد منه إذ عاشت هذه الرائدة الكبيرة فى مصر وماتت فيها ولا يصح أن يبقى قبرها مجهولاً وتربتها ساكنة ولا معلم لها كما أدعو وزارة الثقافة العراقية والحكومة العراقية إلى تشيد معلم لها فى القاهرة أو بغداد بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية لكى نرد جزءًا بسيطًا من الدين الكبير علينا لهذه الشاعرة الكبيرة التى دخلت مصر بقصيدتها التجديدية الأولى منذ عام 1948 وهى تؤازر فيها محنة مصر بالوباء الذى اجتاحها آنذاك ومن هنا فأننا نطلق هذا النداء المهم لاستعادة الدور التاريخى لرموزنا فى الإبداع العراقى وحق تعزيزهم وتكريمهم أحياء وأموات. وأشار كمال غمبار إلى أن نازك الملائكة كانت أستاذته فى جامعة بغداد كلية التربية والنقد الحديث عام 1961، وأضاف حسن سليفانى: إن نازك الملائكة واحدة من رائدات حركة التجديد فى الشعر العربى ولها دورها المميز فى الساحة العربية والعراقية.
