سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. تسريب بخط بترول "تبين" يسبب حريقا هائلا.. أحد الأهالى: التنازع على الكميات المسربة أدى لاشتعال النيران.. وصاحب الأرض: عدم صيانة الخطوط السبب.. ومدير الإدارة المحلية يرجح وجود الكسر بفعل فاعل
شب، أمس، حريق هائل بقرية "الغمازة الصغرى" بمنطقة "عرب الحصار" مركز الصف، بسبب اشتعال بركة من المواد البترولية قد تسربت مساء الأربعاء الماضى إثر انكسار ماسورة ضخمة تابعة لخط بترول "تبين" الخاص بشركة "أنابيب البترول"، وأسفر الحريق عن حدوث بعض الإصابات واشتعال بعض الموتوسيكلات والسيارات. وروى مسعد خميس أحد أهالى القرية، أن ماسورة ضخمة تابعة لشركة "أنابيب البترول" انفجرت مساء الأربعاء، ما نتج عنه تسريب كمية كبيرة من تلك المادة البترولية مكونة بركة كبيرة حولها، ما أدى إلى تجمهر عدد كبير من الأهالى ليلاً حتى الصباح؛ ليتمكنوا من نقل ما استطاعوا من هذه المادة بالجرادل والأوانى الكبيرة لبيعها ما اعتبروه ثروة قد تجنى لهم الكثير من المال عند بيعه فى السوق السوداء. وأضاف بسبب التزاحم الشديد على تلك البركة البترولية، تشاجر اثنين من الأهالى على أسبقية الملء، فتجمهر الجميع لفض النزاع بينهم، لنجد البركة فجأة تشتعل مكونة حريق هائل عصر الأمس، مرجحاً أن يكون أحد من الأهالى قد ألقى سيجارة بجوار التسريب دون قصد عند الانشغال بفض المشاجرة؛ ما أسفر عن وقوع بعض الإصابات بين الأهالى واشتعال سيارتين من تلك التى كان يحمل عليها الأهالى الكميات المتسربة. وقال عمرو محمد صاحب إحدى السيارات المحترقة إنه لم ينزل بعربته بقرب البركة لتحميل البترول، وإنما لإنقاذ إحدى قرائبه التى أصيبت، مشيراً إلى أنه لم يكمل سداد أقساط عربته بعد ليجدها حطاماً محترق. وألقى الحاج على على صاحب الأرض المحترقة، المسئولية على عاتق شركة البترول بسبب إهمالها، مشيراً إلى أنها بعثت بلجنة لمعاينة المواسير منذ عام ونصف وقرروا احتياجها للصيانة بسبب وجود عيوب وأعطال بها قد تسفر عن انفجار فيما بعد، وبالفعل بدأوا فى أعمال الصيانة ثم توقفت بعلة أنها تحتاج لقطع غيار من الخارج، ليقع المحظور وتنفجر بالفعل. وأضاف أن حجم الخسائر التى تكبدها نتيجة احتراق مزروعاته بالأرض تبلغ نحو 40 ألف جنيه، مؤكداً أنه سيرفع قضية على الشركة التى تسببت بإهمالها فى احتراق المزروعات وفساد الأرض بسبب تشربها المادة المسربة التى يحتاج إصلاحها تكاليف كثيرة لرفع أمتار من الرمال المشبعة بمشتقات البترول، مشيراً إلى أنها ليست المرة الأولى التى تنفجر فيها المسورة، حيث حدثت عام 2008 ما أدى إلى تكرار نفس السيناريو وفساد المزروعات والأرض بخسائر بلغت 48 ألف جنيه تحملت الشركة نصفها فقط بالتفاوض. ويرجع سعيد سالم من أهالى القرية، سبب الحريق إلى عدم التأمين الشركة للمكان وإخلائه من الأهالى أثناء إجراء اللحام للماسورة المكسورة أمس، حيث حدث الحريق فى نفس وقت تواجدهم وتركهم للأهالى يعبئون ما يريدون من الكميات المتسربة، كى يستطيعوا التخلص من المسرب سريعاً بالرغم من قيام عربات الشفط التابعة لهم بسحب كميات كبيرة من بقية المادة المسربة، مفترضا حدوث الحريق بسبب الشرارة الناجمة عن اللحام، مضيفاً أن الحريق نشب بعد نصف ساعة من بدء اللحام. ونفى صلاح حسين رئيس غرفة عمليات مركز الصف أن تكون عمليات اللحام التى قامت بها الشركة لها أى صلة بالحريق، مؤكداً أن السبب هو تزاحم الأهالى على البركة لتحميل ما استطاعوا قبل شفط الكميات تماماً من قبل عربات الشفط. وأرجح فتحى جمعة مدير الإدارة المحلية التابعة للقرية أن يكون سبب انكسار الماسورة من الأساس على يد لصوص لسرقة المادة البترولية وبيعها، مشيراً إلى تكرار واقعة انكسار الماسورة من قبل وتجمهر الأهالى لتعبئة المُسرب، مؤكداً أن من يستطيع تحديد وقوع الحادث بفعل فاعل من عدمه هم فنيو الشركة الذين قاموا بعملية اللحام. وعن طبيعة المادة المسربة أوضح أن هذا الخط التابع لشركة "أنابيب البترول" لنقل أو توريد مواد بترولية خام، قد يحتمل أن تكون جاز أو سولار أو بنزين كما سُرب فى المرة الأخيرة، لكن هذه المرة أخبرنا الفنيون التابعون للشركة أن جودة المادة التى تم تسريبها تفوق بنزين 95. وأضاف أحمد عطية أحد أهالى القرية أن الفنيين التابعين للشركة لم يمنعوا الأهالى من التعبئة للتخلص سريعاً من الكميات المسربة، لكنهم حذروهم من عدم استخدامه لمحركات سياراتهم ما قد يؤدى لاشتعالها بسبب ارتفاع كفاءته، مؤكدين أنه يحتمل أن يكون الكيروسين المستخدم كوقود لمحركات الطائرات.