تبنى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، هجوما أدى إلى مقتل أحد عشر دركيا جزائريا على الحدود بين الجزائر ومالى، فى الوقت الذى تعتزم فيه دول المنطقة تكثيف حملتها ضد الجماعات الإسلامية وجميع أنواع المهربين. وقع الهجوم قرب تنزاوتين على الحدود بين الجزائر ومالى، ثم لجأ المهاجمون إلى شمال مالى بحسب الصحف الجزائرية. ولم تصدر أى معلومات رسمية فى الجزائر العاصمة حول هذه العملية، الأولى بهذا الحجم التى تشنها مجموعة إسلامية على القوات المسلحة الجزائرية منذ ما يقرب من عام. وقد تبنى تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى الهجوم "فى بيان مكتوب ورد فى منشورات ألقيت على الحدود بين مالى والجزائر"، كما قال مصدر أمنى أجنبى فى شمال مالى لوكالة فرانس برس فى باماكو. ونسبت الصحف الجزائرية العملية إلى جماعة أبو زيد، أحد قادة تنظيم القاعدة فى المنطقة التى ينشط فيها "أمير" آخر فى الجماعات الإسلامية يدعى مختار بلمختار. ولا يزال تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى ناشطا خصوصا فى منطقة القبائل شرق الجزائر العاصمة، لكن نشاطه امتد أيضا فى السنوات الأخيرة إلى منطقة الساحل الصحراوية الشاسعة التى تتقاسمها الجزائر مع النيجر ومالى وموريتانيا خصوصا، وتعد مرتعا لجميع أنواع التهريب كما تشكو هذه الدول الحدودية وبعض الدول الغربية بانتظام. وأكد خبراء لوكالة فرانس برس فى موريتانيا وأوروبا مطلع يونيو أن المهربين والإسلاميين المتطرفين الذين تربطهم أحيانا صلات عائلية مع قبائل البدو، مرتبطون بشكل وثيق فيما بينهم. وأشار هؤلاء الخبراء إلى أن دفع الفدية -التى تدينها الجزائر بشدة- للإفراج عن رعايا أجانب تخطفهم مجموعات تعمل فى إطار "الجريمة المنظمة" وتقوم ببيعهم للإسلاميين، أصبح مصدر تمويل لتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامي. وما زال الجهاديون يحتجزون أسبانيين وفرنسياً كرهائن. وقال خبير جزائرى فى المسائل الأمنية طالبا عدم كشف هويته "إن الاعتداء المعد بشكل جيد، ربما يكون بالنسبة لتنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى طريقة لتسجيل وجوده بغير عمليات الخطف". وحذر الرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة خلال اجتماع لمجموعة الثمانى مع أفريقيا فى موسكوكا بكندا فى 25 يونيو، من أن منطقة الساحل التى أصبحت منطقة انكفاء للجماعات الإسلامية تظهر اليوم "تهديدات فعلية" و"يمكن أن تصبح مكانا مواتيا لامتداد الإرهاب إلى مناطق أخرى فى القارة والعالم".وندد أيضا بتهريب السلاح والمخدرات وطلب مساعدة دولية فى ميادين "الاستخبارات والتجهيزات والتدريب"، مشددا على أنه يتوجب على دول المنطقة التصدى للمشكلات الأمنية مع "تدابير ملموسة لمكافحة الإرهاب".