لم تكن صعوبة امتحانات «اللغة الإنجليزية»، و«التفاضل والتكامل»، و«الأحياء»، وهى كلها للمرحلة الأولى من الثانوية العامة، مصادفة، ورجح الدكتور عبداللطيف محمود، أستاذ أصول التربية بجامعة حلوان، أن تكون صعوبة هذه الامتحانات «مقصودة»، بالتنسيق بين وزيرى التعليم العالى الدكتور هانى هلال والدكتور أحمد زكى بدر، لتطبيق سياسة متفق عليها بتقليل أعداد القبول بالجامعات الحكومية. مصادر أخرى أفادت بأنه للسبب ذاته جاءت امتحانات طلاب المرحلة الثانية «سنة الفراغ» سهلة، ما عدا مادة الأحياء لمن يدرسها فى الفرقة الثالثة، إذ إنها لا تمثل أى مشكلة للجامعات العام المقبل، حيث يبلغ عدد طلابها 65 ألف طالب فقط، 90% منهم فى قسم «الأدبى»، خاصة أن كل الدارسين فى سنة الفراغ راسبون «عمداً أو دون قصد» من الدفع السابقة لهم سواء فى العام الماضى أو السنوات الماضية، فى حين يبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون بالمرحلة الأولى نحو 400 ألف طالب. تصريحات الدكتور هانى هلال، وزير التعليم العالى، المتتالية تعكس حقيقة ما أكدته المصادر حيث وصف «سنة الفراغ»، فى أكثر من مناسبة بأنها «بركة للجامعة وللطلاب»، وأنها «بمثابة تعديل مسار للتعليم فى مصر». الحكومات المصرية فى اتجاه سعيها لتقليل مجانية التعليم، بطريقة دائرية لا تصطدم من خلالها السلطة بالشعب- حسب ما أكدت مصادر- رفضت تنفيذ إستراتيجية للجنة التعليم بالحزب الوطنى تنص على إنشاء 150 جامعة جديدة حتى عام 2022، بالشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، بحيث تكون مجانية وتشترى الحكومة نسبة مقاعد القطاع الخاص لطلابها، وهو الحل الوحيد الذى يراه خبراء التعليم وسيلة للخروج من مستوى تدنى التعليم فى مصر. ويتزامن مع خطة تقليل نسبة القبول بالجامعات الحكومية، زيادة نسبة القبول بالجامعات الخاصة، وتوجيه الطلاب نحو التعليم المفتوح بمصروفات، والتعليم عن بعد، والأخيران يعتبرهما «هلال»، بجانب التعليم الفنى والتكنولوجى مستقبل التعليم المصرى. وفى السياق نفسه حذر طلب إحاطة تقدم به رجب أحمد رواش، عضو المجلس المحلى لمدينة الجيزة، أمس الأول، ضد الدكتور أحمد زكى بدر من خطورة صعوبة امتحانات الثانوية العامة التى أكد أنها ضمن سياسة ينتهجها الوزير لإلغاء مجانية التعليم وإجبار طلاب الثانوية العامة للجوء إلى الجامعات الخاصة بسبب صعوبة الامتحانات التى تجعلهم يحصلون على درجات منخفضة.