أدهشنى حكم القضاء الإدارى بشأن دائرة «الرمل» فى الإسكندرية، وبعده ما صدر بشأن دائرة «دمنهور» وكلاهما يقضى بإلغاء الانتخابات وإعادتها.. ولن يدهشنى أو يثير استغرابى حكما متوقعا بشأن انتخابات القوائم، وتحديدا فيما يتعلق بدائرة الصعيد- من الجيزة إلى أسوان- دون توقف عند مسألة دائرة شرق التى تضم الشرقية مع مدن القناة وسيناء ودمياط. فى ضوء أحكام القضاء بشأن دائرتين- فردى- علينا أن نتوقع إعادة الانتخابات بالقائمة لخطأ واضح فى الإجراءات من جانب اللجنة العليا للانتخابات- دائرة الصعيد- ولعلى أشير لهذا الأمر فى ضوء محاولات تجاهل الحق والحقيقة.. ويكشف ذلك صوت متحدثى قائمة «فى حب مصر» العالى والصاخب، والذى ينحو إلى إظهار عضلات وهمية وتأكيد قوة لا يملكها هؤلاء!! فالذين يتحدثون باسم تجمع وتحالف انتخابى على أنهم فوق الأحزاب.. يدركون أنهم يلعبون بالنار، ويكررون محاولات «الخداع البصرى» التى سبق أن لجأ إليها قيادات «الحزب الوطنى» قبل سقوطه.. وأذكركم بما قاله «صفوت الشريف» خلال أيام تصدع نظامه: «نحن شامخون.. ليس على رأسنا بطحة» وبعدها كان الصمت والسقوط اللذان عرفتهما الدنيا، وأعلنته دون التفات للكلام الفارغ الذى صدر عن قائد الحزب الساقط!! يعتقد البعض أن ثورتى «25 يناير» و«30 يونيو» كانتا مجرد عاصفتين عشنا أحداثهما وفقدنا الذاكرة تجاه أهدافهما وأسبابهما.. ولهؤلاء حرية الاعتقاد وفيما يرون من أوهام وأشباح.. لكن الوقائع واحدة بعد الأخرى تؤكد أن الثورتين ماضيتان فى طريقهما بعنف وقوة شديدتين رغم البطء الشديد فى تحقيق أهدافهما.. فمن يرفض ثورة «25 يناير» عليه أن يتذكر أن «حسنى مبارك» وأركان نظامه عاشوا فى السجون ينتظرون كلمة القضاء فى حقهم.. والذين يرفضون ثورة «30 يونيو» يعلمون أن أركان النظام السابق عليها، كلهم فى السجون ينتظرون كلمة القضاء.. ومهما حدث من جدل سياسى، فتلك حقائق لا تقبل القسمة على اثنين.. والحقيقة المترتبة على ذلك أن أحكام القضاء واجبة التنفيذ، وتأكد ذلك بتأخير إجراء الانتخابات بسبب حكم قضائى.. وإعادة الانتخابات فى دوائر بعينها بأحكام قضائية تؤكد انتصار الثورتين.. وعلى الذين يعتقدون فى قدرتهم على خداع الرأى العام، بإطلاق «قنابل الكلام» التى ينتج عنها دخان ودموع.. أن يعلموا أن «الشعب المصرى الشقيق» تعود على تلك القنابل ولا يقبل بغير الحقيقة!!
