ليست المرة الأولى أو الأخيرة التى يقدم فيها معالجات فنية لنص "بيت من لحم" فى السينما، وبعضها قدم فى أفلام روائية قصيرة منها فيلم "بيت من لحم" للمخرج رامى عبد الجبار، وفيلم "بيت من لحم" للمخرج أشرف سمير عبد الباقى والتى مثلت مصر فى العديد من المهرجانات، خصوصا أنها قصة شديدة التكرار دراميا، وتصلح للعديد من المعالجات من هنا حرص الكاتب لينين الرملى على تحويلها لفيلم سينمائى درامى طويل، ولكن المفارقة أن الرقابة رفضت السيناريو بدعوى أنه يروج لزنا المحارم. وقال السيناريست لينين الرملى ل"اليوم السابع" إنه اعتاد على رفض الرقابة لأعماله لأن الرقابة ما هى إلا مجموعة من الموظفين الذين لا يقدرون حرية الإبداع، وأنه عانى من التعسف الرقابى فى الكثير من الأعمال منها عندما قدم سيناريو فيلم "مدرسة الجنس" الذى تم منعه لمدة 30 عاما حتى تم تغيير اسمه إلى "النعامة والطاوس" وحصل على التصريح بإنتاجه، ولكن الرقابة اعترضت عليه لمجرد أنه يحمل اسم "مدرسة الجنس" كما اعترضت الرقابة على مسرحية "أهلا يا بكوات" التى حققت نجاحا جماهيريا كبيرا فيما بعد بسبب خطأ فى قراءة كلمة "اشتراكى" بمعنى "قام بشرائك" بكلمة "اشتراكى" بمعنى "يتبع الفكر والأسلوب الاشتراكى" وغيرها من الأعمال. وأوضح أنه قام بتعديل سيناريو"بيت من لحم" حتى لا يترك للرقابة حجة تعترض بها على الفيلم ولكنه لم يقدمه إلى الآن بسبب انشغاله بأعمال أخرى، وتمثل التعديل الذى أجراه على قصة يوسف إدريس فى أنه جعل من قام بعلاقة حميمية مع الشيخ الكفيف، شقيقتان من الأب وليس من الأم، أى أن الشيخ الكفيف تزوج من زوجة أبيهم وليس من والدتهم، كما جعل الشقيقتين من والدتين مختلفتين، فيما عدا الشقيقة الصغرى التى جعلها من زوجة أبيهم الأخيرة التى تزوجت الشيخ الكفيف، كما جعل الفتاة الصغرى لا تقيم علاقة مع زوج أمها بل تعترض وترفض هذا الوضع وتترك البيت لفترة. يشار إلى أن فى القصة الأساسية ليوسف إدريس تقوم الأم وبناتها الثلاثة بإقامة علاقة حميمية مع زوج الأم الشيخ الكفيف، ومعرفتهم جميعا بهذا الأمر والسكوت عنه بسبب ظروف معيشتهم الصعبة حيث يسكن الجميع فى غرفة واحدة، من شدة الفقر والاحتياج، وتنتهى بشك الشيخ فى أنه لا يقيم علاقة مع زوجته فقط ولكنه لا يستطيع أن يتأكد من هذا الأمر بسبب إعاقته.
