للإعلام أهمية كبيرة فى أى مجتمع، وفى أى دولة سواء متقدمة أو نامية، وفى مصر تزداد أهمية الإعلام لأننا فى دولة تريد التقدم والنمو الاقتصادى خاصة بعد قيام ثورتين كبيرتين فى فترة قليلة، وتأتى أهمية الإعلام هنا بتعريف وإرشاد الناس بما يجب أن يقدمه كل شخص لوطنه فى تلك الفترات التى تريد الدول أن تخرج منها من عنق الزجاجة الى براح المستقبل، فهنا لابد أن تكون مهمة الإعلام تحفيز الشباب على العمل والعلم وإرشاد المواطن للعمل لصالح البلاد والعباد. ولكن فى مصر على الرغم من كثرة وتعدد القنوات الفضائية فى الفترة الأخيرة، وانتشار الصحف والمواقع الإلكترونية، نجدها فى واقع الأمر تقف حجر عثرة أمام أى نية للتقدم - إلا ما ندر- فكثير من القنوات تلهث وراء الربح والإعلانات دون النظر الى المحتوى التى تقدمه على أعين وآذان مشاهديها، فتنزلق إلى الحديث عن الجدال الذى لا طائل من ورائه، وتلهث وراء الإشاعات والعرى والإباحية، وعندما تسألهم ما هذا يقولون لك "إنه التنوير والثقافة" لنجد فى الفترة الأخيرة بعض المشاهير تعترف بأنها تشاهد المواقع الإباحية، ومذيع آخر يريد من فنانة استضافها فى البرنامج أن تعترف: هل أحد قبلها قبل الزواج أم لا؟ بالإضافة الى انتشار حلقات الجن والشعوذة على الملأ. وكأن مصر حلت جميع مشاكلها، ولم تبق لنا سوى تلك المشكلات التافهة، وكأن المواطن المطحون لا يشغله سوى الفنانة الفلانية عملت كذا و فعلت كذا، وأن الشيخ الفلانى قادر على إخراج الجن وإذهاب الحسد والمس، وكأن البلد ليس بها قضايا فساد أو مشكلات بطالة والعنوسة أو تراجع فى اقتصادها. ألم يكفهم ما وصل إليه حال الشارع المصرى من العرى الفكرى فيريدون أن نتعرى من ملابسنا أكثر وأكثر، ألم يكفهم حال البنات فى شوارع القاهرة وجرائم التحرش التى تملأ صفحات الجرائد، أولم يكفهم حالة الخنوع والدياثة من كثير من الرجال لأنهم اعتادوا على تلك المناظر على الشاشات حتى صار الأمر بالنسبة لهم شيئا عاديا. يا سادة الإعلاميين فى مصرنا الغالية ارحمونا من هذه التفاهات والإسفاف والابتزاز، البلد بشبابها ورجالها ونسائها فى أمس الحاجة الى إعلام مستنير، يرتقى بذوقهم العام، يرشدهم الى مواطن الخير والفلاح لا أن ينبهم إلى مواطن الشر والفساد، وليكن أمام كل إعلامى يريد أن يقدم الفحش فى القول والفعل على أنه ثقافة وتنوير قول الحق تبارك وتعالى "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم.